وجه رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق"الموساد" مائير داجان توصيات إلى المجتمع الدولي تضمن أربعة نقاط لاحتواء ما أسماه بخطر البرنامج النووي الإسرائيلي، وذلك في افتتاحية صحيفة "وول ستريت جورنال" الذي شاركه فيها عدد من رؤساء أجهزة المخابرات السابقين كالاستخبارات الأمريكية والألمانية بالإضافة لخبراء في الشئون الأمن والدبلوماسية. داجان حث في المقال أن يفرض المجتمع الدولي عقوبات أشد قسوة وفاعليه على إيران من أجل أيقاف برنامجها النووي، وأوصى بأن السبيل الوحيد لمنع إيران من الاستمرار في برنامجها النووي هو العقوبات المفروضة من جانب المجتمع الدولي بشقيها الاقتصادية والدبلوماسية. مقال داجان الذي شاركه فيه جيمس وولسي رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الأسبق، وأغسطس هانينج الرئيس السابق لأجهزة الاستخبارات الألمانية يعتبر جزء من مشروع بحثي لتكتل سياسي مقره الولاياتالمتحدة باسم"متحدون ضد إيران نووية"، ويأتي بمشاركة المعهد البريطاني للحوار الاستراتيجي، والذين يسعون لخلق سبيل أخر غير الحل العسكري لإيقاف برنامج إيران النووي. استهل داجان وزملائه المقال بأن: "المستقبل القريب يحمل مخاطر نشوب نزاع عسكري وسباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط المضطربة أصلاً، وأن من الممكن تجنب هذا المصير لو أن التحرك الدولي أبتعد عن توجيه ضربه عسكرية حاسمة للبرنامج النووي الإيراني، والذي سيكون بالطبع في مصلحة طهران، لذلك فعلى المجتمع الدولي الاستمرار في الضغط على إيران عن طريق العقوبات والتي أظهرت تأثير ملموس في الشهور القليلة الماضية". مقال داجان أشار إلى أن يسترشد المجتمع الدولي بأربعة نقاط تكون بمثابة معايير لأي عقوبات دولية جديدة على إيران، وان تكون أي عقوبات اقتصادية تهدف إلى عزل طهران دوليا وفي نفس الوقت يكون هذا بديلاً عن الحل العسكري لوقف البرنامج النووي. أولى نقاط داجان الأربعة هي البنوك، والتي اقترحوا أن يتم عزل إيران تماماً عن النظام المصرفي العالمي، وذلك عن طريق قطع المعاملات المصرفية مع مختلف البنوك الإيرانية، وبذلك تصبح إيران خارج المنظومة المصرفية الدولية. وثاني هذه النقاط هو أن تبادر كافة الشركات الأمريكية والأوربية ضمن منطقة اليورو إلى الكشف عن جميع المعاملات والاستثمارات التجارية والصناعية في إيران أو خارجها التي يكون فيها شريك إيراني تمهيداً لفرض عقوبات على الاستثمارات الإيرانية فيها. محذرين في هذه النقطة من أن أي شركة أو مؤسسة اقتصادية ستخفي هذه المعلومات ستتعرض لخطر الإضرار بالسمعة على حد تعبيرهم. ثالثاً فرض حظر بحري تجاري على الصادرات والواردات من وإلى إيران، وهو ما يؤثر بشدة على النظام الإيراني حسب ما جاء في المقال، حيث أن إيران تعتمد بشدة على حركة التجارة العالمية وصادرات النفط الخام المنقولة بحراً، مضيفين أن على الجهات الدولية حظر التعامل مع الموانئ الإيرانية سواء بالشحن أو التفريغ، كذلك الشركات الإيرانية البحرية كشركة Tidewater Middle East Co. الإيرانية والتي يعتقد أنها مملوكة للحرس الثوري الإيراني، والتي تتعامل مع حوالي 90% من حركة نقل البضائع والحاويات من وإلى مختلف الموانئ العالمية والتي فرضت الولاياتالمتحدة عليها عقوبات بشكل فردي في 2011، في إشارة إلى دعوة المجتمع الدولي إلى الاقتضاء بموقف أمريكا في هذا الشأن. رابعاً إيقاف وحظر التعامل مع شركات التأمين العاملة في إيران، ومنعها من العمل في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ويعتقد داجان وزملاؤه في المقال أن مثل هذه الإجراءات من شأنها إلحاق الضرر بالنظام الإيراني وتضييق الخناق على"لب النظام" في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني الذين يدعون انه يسيطر على الاقتصاد الإيراني. وفي إشارة إلى ان العقوبات لن تكون الحل السحري، وأن التخلص من الرعب النووي الإيراني لن يكون بشكل آنياً قال داجان أن الضغوط والعقوبات ستجبر النظام الإيراني على تغير مساره ورؤيته تجاه الطموح النووي، وأن هذا المنطق يجب أن يسود قبل الإسراع في تنفيذ أي عمل عسكري ضد إيران، وأن من شأن هذه الإجراءات والعقوبات أن توقف سعي إيران لامتلاك سلاح نووي. جدير بالذكر أن داجان على رأس الشخصيات الأمنية والسياسية في إسرائيل وربما على مستوى العالم معارضة لأي عمل عسكري ضد إيران في الوقت الحالي، وقد صرح في الشهر الماضي أن الأزمة الإيرانية ليست عبارة عن "عراك" ما بين إسرائيل وإيران، بل مشكلة دولية، مضيفاً أن القيادة الإيرانية "الذكية" على حد تعبيره تستخدم الطرق الدبلوماسية لدفع برنامجها النووي قدماً، وهو ما يخالفه فيه باقي السياسيين الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو الذي كان يدفع منذ شهور بالقيام بعمل عسكري وقائي ضد البرنامج النووي الإيراني بقيادة أمريكية وهو ما كان محل خلاف حول كيفية وتوقيت معالجة الملف النووي الإيراني، فالولاياتالمتحدة وأطراف أخرى في إسرائيل مثل داجان يعتقدون أن القيام بضربة عسكرية في الوقت الحالي تجاه إيران سيكون في صالحها وسيدفع المنطقة باتجاه سباق تسلح نووي، قد يتخطى الشرق الأوسط لبلدان أخرى على مستوى العالم Comment *