أنا هافتح اللاب وأكلمك ع الفيس صيغة تعبيرية تلخص لنا طريقة تفكير شعب بحاله، إحنا بتوع الإختصار أو الإختزال إحنا الناس اللى بتحب تجيب من الآخر وكل اللى قبل الآخر ده مالناش علاقة بيه فتبوظ أى حاجة بتفريغنا ليها من مضمونها الحقيقى فتتحول كل الأشياء لكلام فارغ..فارغ من المضمون. على مستوى “الحياة” إختصرناها وإختزلناها فى فكرة الآخرة وبقينا عايشين عشان نموت وتفكرينا إنحصر فى جنة ولا نار ونسينا حاجات كتير قوى كان ممكن نعملها فى الحياة الدنيا لكن الوضع الإقتصادى السئ وحالة الفقر العامة خلت الناس تشوف أمل فى الحياة الآخرة بس.. و”الدنيا دى بتاعت ناس مش كل الناس” و”إحنا مش بتوع دنيا إحنا بتوع آخرة يا إخوانا”، حتى دى مش فالحين فيها لأننا فاهمنها غلط وآخدين الموضوع خناقة بين الأديان وبعضها والمذاهب والطرق “ورأى صواب يحتمل الصح ورأى الآخرين خطأ يحتمل الغلط” إحنا وصلنا لمرحلة وكأن فى خناقة بين الإله والعبد وإن الإله مستنيه فى الآخرة عشان يطلع القديم والجديد على جتته. هل هو الخوف أم الغباء أم الفهم الخاطئ أم تعمد الفهم الخاطئ؟ أم اليأس والإحباط؟ طول الوقت حاسس إن فى ناس قاعدين فى حتة إحنا مانعرفهاش راصدين المواطن المصرى كويس وعارفين هو بيفكر إزاى وكل “المصرى” ده ما يحاول يعمل حاجة صح أو ع الأقل حاجة مخالفة للى هم عايزينه يجولوا من الناحية التانية ويبوظوا عليه اللى كان نفسه يعمله. فتحولت المظاهرات المشروعة لأعمال شغب وبلطجة وتحولت الإعتصامات لخرامة لعجلة الإنتاج وتحولت الثورة لمجرد وجهة نظر..إنما الأخيرة دى جت إزاى؟ ركز بقى فى اللى جاى لأن دى الزتونة. سؤال بسيط من مذيع ولا مذيعة لشاب أو فتاة فى إحدى القنوات الفضائية مقدمة هذا السؤال “ومعانا فلان من شباب الثورة” أوباااا وبهذا يكون قد تم إختزال الثورة من كونها ثورة شعب كامل لثورة حفنة شباب. فيتصور المواطن العادى اللى هو مش حفنة ولا شباب إن الثورة دى مش بتاعته دى ثورة العيال الحلوة اللى شبه الكابتن اللى فى التليفزيون ده رغم إن الحقيقة بتقول إن الشباب والعواجيز والستات والبنات والأطفال الكل شارك واللى ما نزلش حدف خل وبصل من البلكونة. ثم يتم إلصاق كل التهم بشباب الثورة بعد أن تم إختزال الثورة فى شخوص علاء وإسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ ووائل غنيم وأحمد دومة وعلياء المهدى على إعتبار إنها ليبرالية وكمان من 6إبريل، مع شديد إحترامى ليهم كلهم إنما مفيش دخان من غير نار والمواطن العادى اللى مش “شباب ثورة” خلاص أخد موقف “ضد” بسبب الكلمة دى، وتحولت الثورة ل مع و ضد مؤيد ومعارض بسبب كلمة إختزلت كل المشاركين فى شوية الشباب. سؤال محيرنى وبيخلينى مش عارف أنام: لو طلع موضوع ال بى أم بتاعت أسماء محفوظ ده صح وفى حد جه وجابلنا عقد من الشركة البافارية (وكيل العلامة التجارية بى إم دبليو) يثبت شراء أسماء محفوظ ل بى إم فعلا..مال أم الثورة بحاجة زى كده وليه الثورة تطلع وحشة بسبب نوع عربية طب لو كانت أى ماركة غير ال بى إم كانت بقت الثورة حلوة وأسماء بنت شريفة؟. طب لو أسماء ووائل غنيم ماكانوش اتولدوا أساسا ماكنش هايبقى فيه ثورة؟ بلاش أسماء لو كانت علياء المهدى بدل ما تتصور عريانة بالكامل كانت إتصورت بالمايوه كانت بقت الثورة حلوة نص نص؟ ولو كانت اتصورت بشورت وتى شيرت كانت بقت الثورة لا قبلها ولا بعدها؟. الإختزال يؤدى للتصنيف والتصنيف يؤدى للتفرقة والتفرقة تضرب فى مقتل أى شئ نبيل فى هذا الوجود.