قد يبدو الهجوم الشديد من بعض الصحفيين على فيلم “على واحدة ونص” للراقصة والممثلة غير المعروفة “سما المصري” أمرا يهم فقط أصحاب القضية ولا يهم القراء كما يحدث مع كل أزمة داخلية في الصحف المصرية حيث يظن القراء أن الأمر لا يعنيهم لكنني أرى عكس ذلك على النحو التالي : أولا : كلما انطلقت دعاوى دينية أو سياسية لمنع فيلم في مصر نخرج نحن الصحفيون عن بكرة أبينا كي نطالب المتعصبين بأن يشاهدوا الفيلم أولا، بالتالي كيف نكرر الأمر نفسه ونحكم على شريط سينمائي لم نشاهده ؟. ثانياً : إذا هوجم أي عمل فني لأن البطل يسئ للمهنة التي يعمل بها نرد بسرعة بأنه لا يعبر عن جموع العاملين في المهنة، الصحفيون تعاطفوا مع عادل إمام في قضية فيلم “الأفاكاتو” ومع فيلم “بحب السيما” عندما اتهم أصحابه بالاساءة للأقباط، وتكرر الأمر في أفلام أخرى كثيرة، بينما نصمت عندما تكرر كل الأفلام تقريبا السخرية من أهلنا أصحاب البشرة السمراء، بالتالي علينا أن نقول أن بطلة الفيلم لا تمثل كل الصحفيين ، أم أننا لا نرضى لمهنتنا ما نرضاه للمهن الأخرى؟ ثالثا : وهي النقطة الأهم من وجهة نظري، يعرف الصحفيون جميعا أن من بينهم زملاء يمارسون “البغاء الصحفي” وهو عنوان الكتاب الجديد للزميل أشرف عبد الشافي، سواء على صفحات الجرائد أم على شاشات الفضائيات، لكن الفارق بينهم وبين بطلة الفيلم أنهم يرتدون “بدل” أنيقة لا “بدلة رقص”، كما أن “سما المصري” في الفيلم تترك المهنة بسبب سلوكيات بعض من يعملون فيها أي أنها حتى لا تمارس تلك الأفعال المهنية المشينة التي تسئ لنا جميعا، بينما نكتفي بأن ننتقد الزملاء في حواراتنا الخاصة لكن عندما نقابلهم نرحب بهم باعتبارهم زملاء اعزاء وأبناء نقابة واحدة وخلافاتنا يجب أن تكون في السر، فلماذا لا نعتبر “سما المصري” هي الأخرى “زميلة عزيزة” حتى نطهر المهنة أولا وبعدها عندما يظهر فيلم تتحول فيه الصحفية إلى راقصة – بسبب فساد المهنة – لن يصدقها الجمهور. رابعا : نقابة الصحفيين لم تتحرك – إلا نادرا – لحماية الصحفيين من الكثير من المشكلات التي تواجههم، فهل نهلل لها عندما تتحرك لمنع فيلم، أيهما أكثر ضرراً فيلم يسئ لصورة الصحفي أم أحوال مهنية متدنية أفقدت الناس الثقة في معظم الصحف المصرية قبل أن تفكر سما المصري أصلا في احتراف الفن . خامساً : كل من شاهد برومو الفيلم وأسماء فريق العمل يدرك بسهولة أن الفيلم لا يستحق أدنى اهتمام بالتالي هل يمكن أن نستخدم نظرية المؤامرة التي تقول أن الحملة هدفها غير المعلن هو جذب الاهتمام نحو الفيلم ؟؟ ، خصوصا والكل يعلم أن الرقابة وحدها هي التي لها سلطة منع العرض وقد وافقت بالفعل على البرومو وعلى الفيلم بالكامل، ولا يمكن لها التراجع إلا بحكم قضائي ولن تحكم محكمة بهذا الخصوص كما يعرف من لهم خبرة قانونية، ثم هل البلد في حاجة الآن لتلك القضايا المفتعلة التي يظن الصحفيون أنها أساسية بينما هي لا تفيد إلا الزميلة العزيزة سما المصري ؟ للتواصل مع الكاتب عبر تويتر twitter.com/#!/MhmdAbdelRahman