طالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مجددًا الاتحاد الأوروبي بإزالة الرسوم الجمركية التي يفرضها علي المنتجات الأمريكية في مقابل إعفاء أعضائه من الرسوم المفروضة على الصلب والألمونيوم، مهددا بأنه في حالة عدم تعاون الاتحاد سيفرض رسوما جمركية جديدة على واردات السيارات الأوروبية. وغرد ترامب، على موقع تويتر: "في الاتحاد الأوروبي بلدان رائعة ولكن تتعامل بشكل سيئ جدًا مع الولاياتالمتحدة في التجارة، وتتذمر من الرسوم المفروضة على الصلب والألمونيوم"، متابعا: "إذا تخلوا عن عوائقهم الرهيبة والرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية سنتخلي عن رسومنا، وإلا فسنفرض رسوما على السيارات". وذكر ترامب أن سيارات الاتحاد الأوروبي تتدفق بحرية داخل الولاياتالمتحدة، في حين يجعل الاتحاد بيع السيارات الأمريكية في أوروبا شيئا مستحيلا، في ظل الرسوم الضخمة المفروضة عليها وهذا خلل تجاري كبير، مضيفا أن الولاياتالمتحدة لديها عجز تجاري سنوي يساوي 800 مليار دولار، مرجعًا العجز لسياسات واتفاقيات تجارية سابقة وصفها بشديدة الغباء. وشكل فرض الرئيس الأمريكي، رسومًا تبلغ 25% على استيراد الصلب و10% على الألمونيوم صدمة للأوروبيين وغيرهم من كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يصدر سنويًا إلى الولاياتالمتحدة ما قيمته نحو خمسة مليارات يورو من الصلب ومليار يورو من الألمونيوم، وبحسب تقديرات المفوضية الأوروبية، فإن الرسوم التي فرضها ترامب، قد تكلف الاتحاد نحو 2,8 مليارات يورو. استنكار أوروبي واستنكر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، قرار ترامب، بفرض الرسوم على الصلب والألمونيوم، قائلا إن الاتحاد قد يتجه إلى "مواجهة الغباء بالغباء"، فيما حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من خطورة الوضع قائلة "ما من أحد سيخرج فائزا من هذا السباق"، متهمة السياسة الأمريكية بممارسة العدوانية، معتبرة الرسوم الجديدة بمثابة استهتار بالشركاء المقربين منها. من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن الرئيس الأمريكي يخاطر ويستدرج الاتحاد الأوروبي إلى حرب تجارية سوف تكون مدمرة للطرفين. وعلى إثر ما سبق، يخطط الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات تهدف إلى حماية قطاعه الصناعي من الانهيار عبر حظر تصدير الصلب والألمونيوم لمنع تدفق الإنتاج الأجنبي على الأسواق الأوروبية، وهو إجراء تسمح به قوانين منظمة التجارة العالمية. ويرى مراقبون أن السياسات الأمريكية منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم تعمل على تحقيق كل ما وعد به في حملته الانتخابية دون مراعاة المواثيق والاتفاقيات الدولية مثل قراره الأخير بشأن القدس، وقرار الرسوم، ما يعني أن مصالح الولاياتالمتحدة وشعار "أمريكا أولا" الذي أعلنه ترامب في مؤتمر دافوس لا يمت للواقع بصلة، حيث سيكون لسياساته انعكاسات في الدرجة الأولى على حلفاء الولاياتالمتحدة. حرب تجارية شاملة وأدلى ترامب بتصريحاته الأخيرة في أعقاب محادثات شاقة جرت في بروكسل بين المفاوضين الأوروبيين والممثل التجاري للولايات المتحدة، روبرت لايتهايزر، التي كانت محاولة لنزع فتيل أزمة يخشى الكثيرون من تحولها إلى حرب تجارية شاملة. وأعلنت المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة، سيسيليا مالمستروم، عقب لقائها مع روبرت لايتايزر، أن الولاياتالمتحدة لم تقدم إيضاحات كافية حول كيفية إعفاء أوروبا من الرسوم الأخيرة التي فرضتها واشنطن على وارداتها من الصلب والألمونيوم، مشيرة إلى أن المحادثات سوف تستأنف الأسبوع المقبل. ونوهت مالمستروم، إلى أن هناك إجراءات مضادة سوف يتخذها الاتحاد إذا تم فرض رسوم على الصادرات الأوروبية، التي ستدخل حيز التنفيذ بعد 15 يوما، معلنة عن قائمة منتجات أمريكية سيفرض عليها مزيدًا من الرسوم الجمركية. وتتضمن قائمة الاتحاد الأوروبي للرد على قرار ترامب، فرض رسوم على منتجات أخرى كزبدة الفستق وسراويل الجينز وويسكي بورون، بالإضافة إلى الكثير من منتجات الصلب الأمريكية.