مقالات الثورة وميدان التحرير (57( جريمة الاعتداء على الدكتور “عبد المنعم أبو الفتوح” على الطريق الدائري للقاهرة ليلة أمس لا يجب أن تمر مرور الكرام .عار علينا أن نبتلع هذا الحدث المخزي كغيره من الأحداث الجسام المتوالية في ظل حكم مجلس جنرالات مبارك و حكومة الجنزوري “الدمية الملوثة بالدماء” و وزير داخليته ” محمد إبراهيم “. كلهم من الناحية السياسية وبحكم المسئولية عن البلد مسئول عن الجريمة الجديدة في حق ما أعتقد أنه أهم مرشحي الرئاسة و أكثرهم استقلالية و احتراما بعد الدكتور ” محمد البرادعي “. بمقتضى مسئولية المشير ” طنطاوي” ومجلسه و “الجنزوري” وحكومته و اللواء ” إبراهيم ” ووزارته عن أمن البلد و كافة مرشحي الرئاسة يجب على هؤلاء جميعا الاستقالة لو أن هناك من بينهم من يحترم المسئولية السياسية، و يعرف أننا في بلد مؤسسات في القرن الحادي والعشرين لا في تكية و شريعة غاب في القرون الوسطى . لكن بالطبع هذا لن يحدث . لا لمجرد غياب ثقافة المسئولية والاستقالة بين بقايا عصابة مبارك . بل لأنني أشك في يد ما لهذه العصابة وراء العدوان الخسيس على ” أبو الفتوح “. وهذه هي الأسباب : مارس أعضاء العصابة ذاتها البلطجة الإعلامية على الدكتور ” البرادعي ” حتى دفعوا الرجل إلى الخروج من سباق الرئاسة .ويبدو أن البلطجية أنفسهم لم يجدوا إلا البلطجة المادية لإرهاب الرجل ودفعه إلى مصير ” البرادعي “. الدكتور ” أبو الفتوح” رمز للنزاهة والأهم للاستقلالية عن العسكر والأخوان .ولقد كان الرجل أوضح المرشحين المحتملين جدية للرئاسة و أعلاهم صوتا ضد ثلاثة مسائل على جانب من الأهمية بالنسبة ترتيب العصابة لأوراق المرحلة المقبلة : قال لا صادقة ضد طبخة ” الرئيس التوافقي ” .. وقال لا صادقة ضد لعبة وضع الدستور في ظل حكم المجلس العسكري.. وقال لا صادقة ضد الإبقاء على جنرالات قلب الدولة الصلب من جيش ومخابرات خارج المحاسبة والرقابة على تصرفاتهم في ميزانية الجيش والمساعدات العسكرية . “أبو الفتوح ” بقي في بورصة المرشحين للرئاسة الأكثر إخلاصا لفكرة الرئيس المدني الخالي من الارتباطات مع نظام مبارك . تتحمل السلطة الحاكمة في مصر بالضرورة كامل المسئولية عن توفير الحماية والأمن لكافة المرشحين المحتملين لانتخابات رئاسة على الأبواب . وهنا يلفت النظر ملاحظة زميل مهنة محترم عن حجم الحراسة الأمنية المتاحة من أجهزة الأمن للمرشح ” أحمد شفيق ” بوصفه الرهان الأكثر مباشرة للعسكر ولقلب دولة مبارك الصلب . والأخطر من ذلك أن الزميل الذي ظل على مدى سنوات مندوبا صحفيا برئاسة الجمهورية كشف عن تخصيص عناصر من “أمن الرئاسة “وإمكاناتها لمرافقة شفيق . وقد تبين هذا خلال زيارته مطلع الشهر الجاري للأقصر وبما في ذلك فندق شيراتون هناك . وبالمناسبة فإن الجنرال “شفيق ” قد يتحول إلى المرشح الظل لمرشح يدفع به مبارك وعسكره في اللحظة الحاسمة أو يمنحون تأييدهم له ،وذلك على طريقة المثل الشهير عن ” اليهودي والخنزير والمزرعة “. أي يمكن سحبه لطرح مرشح يبدو أقل ضرار واستفزازا بالنسبة للطبقة السياسية ليس من المتصور ألا تكون تحركات مرشح رئاسة بجدية ” أبو الفتوح ” بعيده عن متابعة أجهزة الأمن. فهل رعت عملية الاعتداء الخسيس على الطريق الدائري قرب القاهرة؟.. أم أنها رأت وتابعت ولم تتدخل ؟ في كل الأحوال ، يتحمل مسئولية سلامة سياسي محترم بوزن وقيمة ” أبو الفتوح ” حاز ثقة بين الأقباط واليساريين والليبراليين من يوفر الحماية السبع نجوم للمرشح المحتمل “شفيق “، ويضع تحت تصرفه إمكانات أفراد أمن رئاسة مبارك. كارم يحيى صحفي يعمل حاليا بالأهرام في 24 فبراير 2012