الإنتخابات تعنى دائما أن هناك عددا من المرشحين و على الناخبين اختيار أحدهم لتمثيلهم سواء كانت المنافسة على مقعد برلمانى أو رئاسي أو حتى مقعد إتحاد طلبة أحد الجامعات . هل سأل أحدكم يوما كيف كانت تجرى انتخابات اتحادات الطلبة على مستوى كليات و جامعات مصر خاصة قبل ثورة 25 يناير . الإجابة باختصار كانت الأجهزة المعنية تختار من سيفوز ثم تبدأ الإجراءات، و هناك حالتين للإنتخابات فى الجامعات فى هذا الوقت و قبل سرد الحالات لنتعرف سويا على الإجراءات . تحدد إدارة الجامعة بالتعاون سرا مع الأجهزة المعنية مواعيد إجراءات الانتخابات وتكون كل الإجراءات فى يوم واحد ولا يكون معلنا بل سريا ، وقبل هذا الموعد بساعات قليلة فقط يتم إخطار الطلاب المرضى عنهم طبعا من الحزب الحاكم لتجهيز أوراقهم ، وفجأة يعلن للطلاب أن إجراءات الترشح قد بدأت اليوم وستنتهى اليوم ومن يرغب عليه باستكمال أوراقه وتقديمها لمكتب شئون الطلبة. كما ذكرت سلفا الانتخابات تجرى طبقا لحالة من اثنتين: الأولى أن يتقدم فقط هؤلاء المرضى عنهم إلى الترشح و تقديم أوراقهم ومن ثم الفوز بالتزكية المباشرة دون عناء من الناخبين الطلبة والموظفين، أما الثانية أن يكون هناك طلاب آخرين ربما معارضين لديهم الرغبة فى الترشح وخوض التجربة والتنافس الحر للحصول على مقاعد اتحاد الطلبة وفي هذا السيناريو هناك انتخابات جادة وناخبين لهم فائدة ودور فى اختيار الأنسب من حيث البرنامج الانتخابى والقدرة على جذب التأييد من الناخبين، لكن طبعا الأجهزة المعنية والتى تثق فى عدم قدرة مرشحيها للفوز بالانتخابات لأن ليس لديهم برنامج ولا رؤية ولا قدرة على جذب تأييد الناخبين وأصواتهم ، لذا تتدخل فورا لمنع و عرقلة ترشح أى طالب من غير المرضى عنهم والمحدد أسماءهم سلفا فى مكاتب الأجهزة وأروقة الحزب الحاكم، وفى هذه الحالة يقوم الموظفون بشئون الطلبة بدورهم فى قبول أوراق المرضى عنهم و عرقلة إجراءات غير المرضى عنهم، حتى لو تم استيفاء جميع الأوراق المطلوبة لغير المرضى عنهم يتم إلقائها فى سلة المهملات، و تعلن إدارة الكلية أن من تقدم يماثلون عدد المقاعد التى تجرى عليها الانتخابات وبالتالى لن يكون هناك تصويت وهم فائزون بالتزكية أيضا، فهى فى كل الحالات تزكية سواء حاول أن يترشح معارضون أو لم يحاولوا، خاصة فى حال عدم ثقة الأجهزة المعنية فى نجاح مرشحهم وربما تكاسل هؤلاء عن الإجراء الديمقراطي ولو شكليا أمام الطلاب؛ لأنه فى النهاية لا يعنيهم موافقة الطلاب من عدمه، فى نفس الوقت الذى لا يهتم الطلاب بانتخابات محسومة سلفا بعد ما تم تضليلهم أو صرف نظرهم بأشياء أخرى غير الحق فى الترشح والتصويت وربما إقناعهم بعدم جدوى هذه الإجراءات أو خطورتها لأن العدو يقف متربصا بأمن وآمان العملية التعليمية وينتظر لحظة الانتخابات لكى يعبث بهذا الاستقرار المزعوم . ومبروك بالتزكية لكل من ترضى عنه الأجهزة المعنية بالجامعات المصرية .