منذ نعومة أظافرها، عرفت الطفلة عهد، ابنة ال16 عامًا بشجاعتها ومقاومتها لجنود الاحتلال الصهيوني، وشاركت منذ عامها الرابع في المسيرات المناهضة للاحتلال مع والدها باسم التميمي ووالدتها نورهان التميمي، ولفتت أنظار العالم إليها في عام 2012 عندما التقطت كاميرات الإعلام مقاومتها وتحديها لجنود الاحتلال هي وأمها في مسيرة مناهضة للاستيطان بقرية النبي صالح غرب رام الله. اعتقال عهد في محاولاتهم الدائمة لقمع النضال الفلسطيني، ألقت جنود الاحتلال القبض على عهد التميمي في وقت مبكر من فجر الثلاثاء الماضي، حيث داهمت قوة عسكرية إسرائيلية منزل عائلتها في قرية النبي صالح واعتقلتها بعد الاعتداء عليها ومصادرة هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر. ونشرت وسائل الإعلام الجمعة الماضية لقطات لعهد التميمي، وهى تطرد جنود الاحتلال من أمام منزلها، لكنهم عادوا بعد ثلاثة أيام واعتقلوها بتهمة الاعتداء علي جنود الاحتلال ولم يكتفوا بذلك، بل اعتقلوا أمها في مساء نفس اليوم بتهمة الاعتداء ثم اعتقلوا في وقت لاحق ابن عمها نور التميمي، بتهمة الاعتداء على جنود الاحتلال وطردهم من أمام منزل العائلة. هذا الشبل يصدق المثل على عهد التميمي، طالبة الثانوية العامة في مدرسة البيرة للبنات، فهي ابنة المناضل باسم التميمي، الذي درس الاقتصاد بجامعة بيرزيت في رام الله، ثم حصل على درجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة برشلونة، وتم اعتقاله للمرة الأولى في عام 1988 أثناء انتفاضة الأقصى، واعتقل أكثر من 10 مرات وقضى ما مجموعه 5 سنوات في سجون الاحتلال وفي اعتقاله عام 1993 وأثناء محاكمته، تعرضت اخته للاعتداء من مجندة إسرائيلية أدى إلى إصابتها بشلل ثم توفت على الفور، وتعرض أثناء اعتقاله إلى تعذيب شديد أدى لإصابته بشلل نصفي. ووالدتها ناريمان التميمي، وهي من مواليد السعودية عام 1977 وحاصلة على الثانوية العامة في مدينة رام الله، عرف عنها نشاطها ومقاومتها للاستيطان وتعرضت للاعتقال أكثر من 5 مرات، وتعرضت للضرب من قبل جنود الاحتلال أثناء توثيقها بالكاميرا جرائم الاستيطان الصهيوني في قريتها. ووالد عهد ووالدتها أعضاء في لجنة المقاومة الشعبية ضد الجدار العازل والاستيطان التي تم إنشاء في عام 2009، كم تم تأسيس مكتب إعلامي لرصد وتوثيق جرائم الاحتلال ضد الأهالي في قريتهما تحت مسمي "تميمي برس". تكريم دولي باتت عهد تعرف بأيقونة المقاومة الشعبية في فلسطين، فهي لا تستخدم أكثر من يديها الصغيرة في مقاومة جنود الاحتلال ترفع قبضتها في وجوههم، وحازت على جائزة حنظلة للشجاعة عام 2012 في بلدية باشاك شهير في اسطنبول بتركيا، والتقت حينها برجب طيب أردوغان، الذي كان وقتها يشغل منصب رئيس الوزراء، كما مثلت فلسطين فى العديد من الملتقيات الدولية والمحلية. أحلام الفتاة الشقراء تحلم عهد بأن تستيقظ يومًا على فلسطين بلا احتلال ولا مستوطنين، أن تسافر دون مضايقات ولا يتم توقيفها وعائلتها بالساعات أمام الحواجز الإسرائيلية، تحلم بأن تسافر مدينة نيويورك وتتحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عقر داره بعد اعترافه الأخير بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتقول لو لم يكن لدينا احتلال لاحترفت كرة القدم.