لا تتوقف أضرار غاز بروميد الميثيل عند الإنسان والحيوان فقط، بل يمتد مفعولها بيئيا إلى طبقة الأوزون، ورغم تحريم استخدامه دوليا، وفقا لبروتوكول مونتريال 1989 وتعديلاته عام 1997، لا يزال يستخدم بمصر في تعقيم وتبخير التمور والحبوب، حيث تؤكد البيانات الرسمية أن الدولة تستهلك حوالي 307 طن سنويا، يتم استيرادها. من جانبها، دعت منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية إلى تنفيذ مشروع مشترك بين وزارتي الزراعة والبيئة بتكلفة تقدر ب2 مليون دولار لإلزام مصر ببروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون؛ من خلال التحول 2لى بدائل صديقة للبيئة، وبالتخلص التدريجي من استخدام مادة بروميد الميثيل في الأغراض الزراعية. وشملت البدائل تشميس التربة٬ والمقاومة الحيوية والبيزامين وميتام الصوديوم، ويوديد الصوديوم، والأجروسيلون والبلادين، وطور المشروع بديلا محليا لبروميد الميثيل؛ بالزراعة على قش الأرز لإنتاج محصول الفراولة، وفيما يخص تطعيم النبات، فتم تطبيق تكنولوچيا التطعيم لشتلات الخضار ل5 محاصيل هي الطماطم٬ والخيار٬ والفلفل٬ والبطيخ والكنتالوب، إضافة إلى بدائل بروميد الميثيل لمعالجة الحبوب المخزنة والبدائل المستخدمة، وهي أقراص الفوسفين وECO2 في التخزين المفتوح. وقال الدكتور محمود أبو السعود، خبير المبيدات والسموم، إن غاز بروميد الميثيل، من أخطر المواد المستخدمة في تبخير المحاصيل والتربة لمقاومة الآفات لرخص ثمنه وفاعليته شديدة السمية، ولذلك يفضل المزارعون استخدامه رغم تفعيل بروتوكول مونتريال 97، المعدل عام 2005، ويتم استخدامه في تبخير وتعقيم التمور حتى اليوم. وأضاف أبو السعود ل"البديل"، أن الغاز ذو خصائص فيزيائية تجد قبولا عند مستخدميه، خاصة أنه عديم اللون عند درجة حرارة الغرفة والضغط الجوي العادي، ذو رائحة زكية، كما يستخدم لمكافحة العديد من الكائنات الضارة بالمحاصيل كالحشرات، والديدان، والفطريات، والأعشاب الضارة، إلا أنه شديد السمية ومهيج للأغشية، ويؤدي التعرض له بشكل مباشر إلى تهيج في العيون والجلد، وعتمة في الرؤيا، علاوة على صداع ودوار وتلف في المخ، وارتفاع معدلات التعرض للموت، علاوة على تأثيره في طبقة الأوزون، حيث يسرع من تآكلها، ما يعرض الأرض للإشعاعات الضارة. وأوضح خبير المبيدات والسموم، أن الأبحاث توصلت لبدائل غاز بروميد الميثيل في مكافحة آفات التمور؛ ومنها التبريد والتجميد، التي يمكن استخدامها في الموانئ، وأيضا المصانع، بجانب التعقيم بالحرارة في مكافحة طور وأنواع معينة من الآفات لتطويل فترة التخزين دون التأثير على صفات الجودة والقيمة التسويقية. وأكد أن درجة الحرارة المناسبة لمعاملة التمور، تتراوح ما بين 45 : 55 درجة مئوية، وفي ظل درجات حرارة أقل من الحد الأدنى، تمتد الفترة الزمنية اللازمة لموت جميع أطوار الحشرات، بينما تتسبب درجات الحرارة الأعلى من 55 في تغير صفات وخصائص التمور الكيميائية والطبيعية، وعادة ما يحتاج ثمار التمور لفترة تتراوح من ساعة إلى اثنين لهجرة الحشرات وخروجها من الثمار بنسبة 100%، وتحقق نفس نتائج استخدام بروميد الميثيل في التبخير، لكن تكلفتها أعلى، ولذلك تحتاج دعما من الدولة، من خلال إنشاء أماكن مخصصة للتخزين بأسعار مناسبة للمنتجين.