أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنه مع تحرير مدينة البوكمال السورية قد سقطت "دولة داعش"؛ مضيفا أن هذا لا يعني انتهاء تنظيم داعش؛ موضحا أن هذا الانتصار يُحصن وحدة سوريا ويمنع تقسيمها، خاصة بعد معركة حلب ودير الزور والميادين؛ حيث جاءت الخاتمة في البوكمال لتقول إن مشروع التقسيم في سوريا قد سقط نهائيا. وأوضح نصر الله في خطاب متلفز له مساء اليوم أن تحرير البوكمال إنجاز كبير؛ خاصة وأن البوكمال مدينة حدودية وتقع على معبر القائم؛ وبالتالي فالوصل بين سورياوالعراق قد حدث؛ لافتا إلى أن هذا الانتصار قد حدث على أخطر ظاهرة شوهت الدين؛ ويُعد انتصارا للقيم الإنسانية على التوحش؛ لذا على شعوب المنطقة أن تقف وقفة تأمل حول من أوجد داعش؟؛ ومن دعمها؟؛ ومن دفعها لترتكب المجازر؟؛ ومن وقف في وجه داعش؟؛ وقدم الشهداء وألحق الهزيمة بداعش ومَن خلفها. واعتبر الأمين العام لحزب الله أن المهمة أنجزت؛ مضيفا: بانتظار إعلان النصر العراقي حتى نتخذ الخطوات المناسبة حول وجود قيادات وكوادر حزب الله الجهاديين في العراق؛ مشددا على أن إعلان العراق النصر النهائي على داعش لم يعد بعيدا. وشدد نصر الله أن تحرير آخر قضاء عراقي ومدينة عراقية من داعش يعتبر إنجازا عظيما؛ لا سيما وأنه قد وصلت القوات العراقية إلى الحدود السورية؛ موضحا أن الأمريكي كان همّه الحقيقي أن تصمد داعش في البوكمال حتى النهاية؛ وهذا شاهد إضافي على مدى تورط الأمريكي في دعم داعش والحفاظ عليه أطول زمن ممكن. ولفت الأمين العام لحزب الله أن الأمريكي فعل كل ما يستطيع لمساعدة داعش في البوكمال وأمّن غطاءً جويا لداعش شرقي الفرات وشنّ حربا إلكترونية وعملية تشويش على القوات المهاجمة؛ مؤكدا يجب أن تستمر المعركة بكل قوة وبنفس الحماسة والعنفوان للإجهاز على بقايا داعش لأننا نعتقد أن الأمريكيين سيعملون على نفخ الروح فيه للمزيد من استنزاف محور المقاومة. واستطرد نصر الله: أتوجه بالشكر الكبير إلى قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية اللواء الحاج قاسم سليماني؛ الذي حضر في آخر معركة مع داعش منذ أيامها الأولى؛ وكان في الخطوط الأمامية يوجه القادة ويتابع التفاصيل؛ كما أتوجه إلى كل القادة والمقاتلين والضباط والجنود بالتحية والتقدير في تشكيلات الجيش السوري وإلى فصائل المقاومة بتشعباتها وإلى الأخوة في حرس الثورة في إيران وإلى إخواني القادة في حزب الله. وقال نصر الله: فيما كانت القوات السورية ومعها حزب الله تطرد داعش من البوكمال يأتي هؤلاء ليصفوا حزب الله بأنه منظمة إرهابية؛ وفي الوقت الذي تتحمل فيه إيران الدعم ضد داعش يتهمون إيران بأنها دولة راعية للإرهاب؛ إنني أتوجه لهم متسائلا: أنتم ماذا فعلتم في الحرب على داعش ؟ ونفى نصر الله إرسال الحزب أي أسلحة إلى اليمن قائلا: نحن لم نرسل سلاحا إلى اليمن ولا إلى البحرين ولا الكويت ولا العراق، لا صواريخ بالستية ولا أسلحة متطورة ولا حتى مسدس؛ مضيفا: هناك مكانان بعثنا إليهما سلاح الأول فلسطينالمحتلة مثل صواريخ كورنيت إلى غزة وفي سوريا السلاح الذي نقاتل به؛ مشددا على أن سلاح المقاومة عامل أساسي في تحقيق ما أنجز من أمن واستقرار في لبنان من خلال طرد الاحتلال. وذكر نصر الله أن هناك حرب شعواء على دولة عربية اسمها اليمن؛ وهناك أمر قطعي أن الصواريخ السعودية تقصف اليمن يوميا فهل اليمنيون ليسوا عربا؟ أليس لديكم دين أو ضمير كي تدينوا هذه الجرائم التي يتعرض لها الشعب اليمني؛ مضيفا: أوجه نداء إلى كل المرجعيات الدينية وكل العرب والمسلمين أن يطلبوا من السعودية وقف الحرب وسحق الأطفال والمجاعة والكوليرا والذهاب لحل سياسي. ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن لبنان كان ولا يزال يواجه التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية؛ موضحا أن المقاومة أوجدت حالة الردع مع إسرائيل، بينما الدول التي تتهم حزب الله بالإرهاب لم تفعل شيئا؛ ولا يمكنهم أن يحموا لبنان من إسرائيل. واختتم نصر الله خطابه قائلا: ننتظر جميعا عودة رئيس الحكومة الذي بالنسبة لنا غير مستقيل حتى يأتي ونرى، ونحن منفتحون على أي نقاش.