أيام قليلة تفصلنا عن بداية فعاليات المؤتمر العالمي للشباب، والمقرر له مطلع الشهر القادم بمدينة شرم الشيخ، وذلك بمشاركة شباب ممثلين لبعض الدول وبحضور رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، حيث تم الإعلان عن هذا المؤتمر من خلال مؤتمر الشباب الأخير الذي عقد بمدينة الإسكندرية في يونيو الماضي، وخلال الفترة الماضية أعلنت عشرات الأحزاب المصرية عن بدء استعداداتها للمشاركة في هذا المؤتمر، وأنها تعمل على إعداد أجندة سياسية متضمنة أبرز القضايا. في المقابل شكك بعض الشباب في جدوى هذه الأجندات، وأنها مجرد حبر على ورق، وكل ما في الأمر أن مؤسسة الرئاسة هي التي تضع وتحدد الموضوعات التي سيتم مناقشتها، والجميع لا بد ان يلتزم بها كما حدث في مؤتمرات الشباب السابقة، حيث تم من قبل إعداد عشرات الأجندات من جانب المشاركين في هذه المؤتمرات، ولم يؤخذ بها، بل وصل الأمر إلى أن أغلب القضايا التي فرضت على المؤتمر من جانب مؤسسة الرئاسة لم تنفذ على أرض الوقع، كما حدث مع عشرات القضايا، مثل التعليم ومحو الأمية والإفراج عن الشباب المحبوس، حيث تم الإفراج عن نحو 500 شاب من آلاف الشباب المحبوس في قضايا الرأي والتظاهر. في نفس السياق قال خالد داوود، رئيس حزب الدستور، إن دعوات الحضور لهذه المؤتمرات منذ البداية تكون للأحزاب والشباب المعروف موقفه المؤيد لسياسات الحكومة. أما كل من هو معارض أو مختلف مع سياسات الحكومة فيتم استبعاده، مشيرًا إلى أن هناك سلسلة من المؤتمرات التي عقدت على مدار الفترة الماضية، لم يتم توجيه أي دعوة لهذه الأحزاب. وأضاف داوود، في تصريحات خاصة ل"البديل"، أن الأجندة السياسية لهذه المؤتمرات تحدد من جانب الجهة الراعية للمؤتمر، سواء وزارة الشباب، كما حدث في أكثر من مؤتمر كان آخرها مؤتمر أسوان، أو مؤسسة الرئاسة كما حدث في المؤتمر الأخير الذي عقد في الإسكندرية وحضره الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن الأحزاب دائمًا ما يكون موقفها شرفيًّا، ولا يعتد بالأجندات أو الموضوعات التي يتم تقديمها، وفي النهاية تكون مؤسسة الرئاسة هي المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة تخص المؤتمر، بما فيها تلك الموضوعات النقاشية وورش العمل التي تقام علي هامش هذه المؤتمرات. أما عن جدوى وأهمية هذه الموضوعات فلا يوجد لها أي وجود فعلي على أرض الواقع. في نفس السياق قال مدحت الزاهد، القيادي بحزب التحالف الشعبي، إن هناك سلسلة من الأخطاء التي تتم في مثل هذه المؤتمرات، أبرزها فئة الشباب التي تحضر المؤتمر، حيث يتم تحديد فئة معينة لحضور جميع المؤتمرات وهي شباب الجامعات، وهو شباب مثقف من طبقة اجتماعية معينة وهكذا. ولكن فكرة تنويع الشباب ومستوياتهم الاجتماعية والعلمية لا تحدث، حيث تتعامل الحكومة ومؤسسة الرئاسة عن أساس أن شباب الجامعات هو الممثل الحقيقي والوحيد للشباب بمصر، وهذا غير صحيح وخطأ دائم يقع فيه المنظمون للمؤتمرات. وأضاف الزاهد أن جدول الأعمال والموضوعات حددت من المنظم، ولا توجد مساحة للأحزاب أو الشباب لاختيار الموضوعات التي ستطرح خلال جدول الأعمال، وهذا خطأ آخر لا بد أن يتم تداركه. وأثنى على فكرة وجود دول أخرى في مؤتمرات الشباب؛ وذلك لتبادل الخبرات ومعرفة كيف تتعامل الدول الأخرى مع الشباب للاستفادة منه، منوهًا في ذات الوقت بأن حضورهم إن كان شرفيًّا من أجل الظهور في وسائل الإعلام، فالأفضل أن يتم توفير تكلفة هذه المؤتمرات في ظل الظروف التي تمر بها الدولة.