* خبير في الشئون السورية يعتقد أن الحرب بالوكالة بدأت: الأسلحة تدخل من لبنان والأردن وتركيا والعراق أو من روسيا * خبير في بروكنجز الدوحة: لا أتوقع أن يستسلم النظام السوري وسيخوض المعركة حتى آخر قطرة دم وهذا لا يشعرني بالتفاؤل بشأن حل سياسي عواصم- وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أفراد ميليشيا مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد قتلوا بالرصاص يوم الأربعاء 20 مدنيا على الأقل حين اقتحموا منازل ثلاث عائلات عزل على أطراف أحياء معارضة في مدينة حمص. وقال المعارض بالمنفى رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي يوجد مقره في بريطانيا إن ميليشيا الشبيحة اقتحمت ثلاثة منازل أثناء الليل وذبحت عائلة تضم خمسة أفراد هم الأب والزوجة وأطفالهما الثلاثة وعائلة من سبعة أفراد في منزل آخر وثمانية أفراد في منزل ثالث. جاء ذلك فيما، تبحث إدارة باراك أوباما الرئيس الأمريكي أسوأ السيناريوهات المحتملة في سوريا يبرز أحد هذه السيناريوهات..حرب أهلية تتطور إلى صراع بالوكالة بين العرب والغرب من جهة وروسياوإيران من جهة أخرى. ويؤكد مسئولون أمريكيون أنهم لا يريدون القيام بدور عسكري في سوريا حيث أسفرت الحملة التي يشنها الرئيس بشار الأسد على المحتجين عن مقتل خمسة آلاف شخص على الأقل وأثارت مخاوف من صراع طويل على السلطة في دولة تقع في قلب العالم العربي. ولكن بعد أن فشلت جهود قادتها الولاياتالمتحدة ودول عربية للتوصل إلى توافق في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد استخدام كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار يقول بعض المحللين إن مخاطر أن ينقسم المجتمع الدولي إلى فريقين بسبب حرب مثيرة للانقسامات تتزايد. فالعوامل القابلة للانفجار موجودة بالفعل. وتعهد الجيش السوري الحر بتحرير البلاد من حكم الأسد، ويدعو نشطاء إلى تقديم دعم مسلح للمعارضين. كما تصعد قوات الأمن السورية من أعمال العنف متعهدة بتنفيذ تهديد الرئيس بضرب معارضي الحكومة “بيد من حديد”. وقال أندرو تابلر خبير الشؤون السورية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى “هناك خطر بأن يتحول الأمر إلى صراع بالوكالة. إنه يسير في هذا الاتجاه بالفعل.” وأضاف “أعتقد أننا سنرى الآن دولا مختلفة بالمنطقة تراهن على الجيش السوري الحر. الأسلحة تدخل من لبنان بالفعل. وسنرى الآن المزيد يدخل من الأردن وتركيا والعراق أو من روسيا. الجميع سيبدأون العمل في هذا المناخ.” ويقول مسئولون أمريكيون إنهم يركزون على حشد الدعم للمعارضة السورية المحاصرة وربما توفير الإغاثة الإنسانية للاجئين فيما يشتد القتال. من ناحية أخرى، تقول روسياوإيران إنهما تحثان دمشق على إجراء إصلاحات. لكنهما ترفضان ما وصفتاه بمحاولة يشرف عليها الغرب للإطاحة بحكومة واحدة من أوثق حلفائهما. ويخشى البعض في واشنطن من أن يتجه الوضع في نهاية المطاف إلى حرب بالوكالة على غرار الحرب الباردة. وقال تابلر “في الوقت الحالي لا تجري مناقشة هذا الأمر... هذا لا يعني أنه لن يطرح في مرحلة ما.” وخلال الحرب الباردة خاضت واشنطن وموسكو حروبا بالوكالة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأفغانستان وغيرها فكانتا تسلحان الحكومات المتحالفة أو المتمردين الذين يقاتلونها. وأحجم أوباما الذي يخوض انتخابات الرئاسة لولاية ثانية في نوفمبر عن الانخراط بعمق في سوريا التي هي لغز سياسي معقد قابل للاشتعال يمثل تهديدا محتملا لحلفاء الولاياتالمتحدة ومن بينهم إسرائيل وتركيا والأردن. وقال أوباما لشبكة (إن.بي.سي) هذا الأسبوع “من المهم جدا أن نحاول حل هذا دون اللجوء لتدخل عسكري خارجي. وأعتقد أن هذا ممكن” مستبعدا احتمال تكرار الجهود العسكرية الدولية التي أطاحت بالعقيد الليبي المقتول معمر القذافي. لكن دمشق التي تواجه أسوأ أزمة تمر بها خلال حكم عائلة الأسد الممتد منذ أكثر من أربعة عقود تقول انها تقاتل تمردا يقوده اسلاميون متشددون يموله ويوجهه أعداؤها من دول الخليج المتحالفة مع الولاياتالمتحدة. وعبرت تركيا التي لها حدود طويلة مع سوريا عن غضبها من أعمال العنف وطرحت فكرة إنشاء “ممرات إنسانية” لحماية النازحين ووقف إراقة الدماء. وفرضت قوى غربية بينها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية للضغط على الأسد وعزل حكومته. وكان أوباما قد دعا الأسد إلى التنحي. ولم تظهر روسيا التي تبيع السلاح لسوريا ولها قاعدة عسكرية على ساحلها المطل على البحر المتوسط أي مؤشرات على التخلي عن حليفتها. وقام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بزيارة دمشق أمس الثلاثاء وقال إن الأسد ملتزم بوقف العنف وسيجري قريبا إصلاحات سياسية. وكان الأسد قد وعد بهذه الإصلاحات فيما مضى لكنه لم ينفذها. كما تقف إيران بجانب سوريا التي ساعدتها طويلا في دعم حزب الله في لبنان المجاور واتهمت واشنطن بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة. وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي أواخر الشهر الماضي إن “خطط أمريكا لسوريا واضحة وللاسف بعض الدول الاجنبية ودول المنطقة تشارك في خطط أمريكا.” وتبدو خطط واشنطن بشأن سوريا محدودة حتى الآن. وبعد الفيتو المزدوج لروسيا والصين في مجلس الأمن أشارت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الأحد إلى أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع حلفائها لتشديد العقوبات ومساندة التحول الديمقراطي في سوريا دون دعم المجلس الدولي. لكن الكثير من المحللين يرون أن اتساع نطاق أعمال العنف قد يجبر واشنطن وحلفاءها في النهاية على بحث اتخاذ خطوات إضافية ربما تكون محفوفة بمخاطر سياسية حتى إذا لم تشارك قوات أجنبية مشاركة مباشرة. وقال السناتور الجمهوري جون مكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي أمس “أعتقد أن علينا أن نساعدهم وأعتقد أن علينا أن نبحث عن سبل لمساعدتهم” مشيرا الى أنه على أي مجموعة عمل حول سوريا بحث كل الخيارات بما في ذلك المساعدة العسكرية. وأضاف “أعتقد أنه يجب أن يكون كل شيء مطروحا على الطاولة بشأن ماذا ستكون الوسيلة الاكثر فعالية لإيقاف هذه المذبحة.” وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض فيكتوريا نولاند إن الولاياتالمتحدة لا تعتقد أن تسليح المعارضة هو الحل. وأضافت “لا نعتقد أن (ارسال) المزيد من الأسلحة إلى سوريا هو الحل... الحل هو بدء حوار وطني ديمقراطي حتى يتوقف العنف وتنسحب دبابات النظام من المدن ومن ثم يتمكن المراقبون من العودة مجددا.” وقال شادي حامد خبير شئون الشرق الأوسط في مركز بروكنجز الدوحة إن هذا تفكير ينطوي على مسحة من التمني. وأضاف “لا أتوقع أن يستسلم النظام السوري. أعتقد أنه سيخوض هذه (المعركة) حتى آخر قطرة دم وهذا لا يشعرني بالتفاؤل بشأن حل سياسي.”