لم تستسلم لإعاقتها الحركية كمثيلاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورفضت الانطواء على نفسها، لكنها أرادت أن تغير نظرة المجتمع تجاهها، بل سعت بكل طاقتها منذ صغرها أن تتعلم لغة الإشارة لمساعدة الصم من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إنها الفتاة الثلاثينية دينا كامل جاد، فني هندسي بالإدارة العامة للتعاون الزراعي بسوهاج. حصلت دينا التي تعاني من إعاقة حركية بالأطراف السفلية على دبلوم فني كمبيوتر، وتعلمت لغة الإشارة وأجادتها إجادة تامة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في كنيسة ماري جرجس بسوهاج؛ رغبة منها في مساعدة هؤلاء الأشخاص الذين يعانون كثيراً في التواصل مع أفراد المجتمع وفي حياتهم العملية بالأسواق والمحال والمصالح الحكومية. وتؤدي دينا دور الخادمة للأشخاص الصم داخل كنيسة ماري جرجس بسوهاج يومي الأحد والأربعاء، وهي مواعيد اللقاءات التي تنظمها الكنيسة لهؤلاء الأشخاص لمساعدتهم بشكل مباشر. ومنح الدكتور السيد خطاب، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، دينا درع وشهادة تقدير على هامش مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي أقيم شهر يناير الجاري بقصر ثقافة سوهاج علي دورها في خدمة الصم من ذوي الاحتياجات الخاصة بالكنيسة. يؤلم دينا سخرية الأشخاص الأسوياء بالمجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف إعاقاتهم، وإطلاق عليهم لفظ "عُبط"، وتطالب مجلس الوزراء بتعيين شخص يجيد لغة الإشارة في جميع المصالح والمؤسسات الحكومية ومراكز وأقسام الشرطة للتعامل مع الأشخاص الصم لما يلاقونه من صعوبات في إنهاء ما يحتاجونه من أمور تتعلق بحياتهم اليومية والمعيشية.