شهدت وزارة التعاون الدولي عدة فعاليات وأنشطة خلال الأسبوع الماضي، في إطار الدور الذي تقوم به الوزارة لتنمية العلاقات الاقتصادية، بين جمهورية مصر العربية والدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وهيئات ومؤسسات التعاون الاقتصادي والمؤسسات المالية الدولية والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، وذلك بهدف دعم أجندة التنمية الوطنية التي تتسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة. واستمرارًا لجهود الوزارة لدعم مشروعات البنية التحتية في الدولة، لا سيما قطاع النقل، وقَّعت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط اتفاقية تمويل تنموي مع بنك التنمية الإفريقي بقيمة 145 مليون يورو، بهدف تحسين عوامل الكفاءة والأمان في منظومة السكك الحديدية من خلال تزويد الخطوط الرئيسية للهيئة (الإسكندرية / القاهرة / أسيوط / نجع حمادي وخط بنها / بورسعيد) بطول 953 كم بنظام التحكم الآلي الأوروبي الحديث ETCS-L1 للتحكم في مسير القطارات وتزويد عدد 100 جرار بنفس النظام، بحضور وزير النقل الفريق كامل الوزير، والممثل المقيم لبنك التنمية الإفريقي مالين بلومبرج. ويستهدف المشروع المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تطوير خدمات النقل بالسكك الحديدية، وتقوية الاستدامة المالية والمساهمة في تحسين سلامة وأمن القطاعات، وتطوير نظم الإشارات بما يحسن ثقة العملاء، ويتكون من ثلاثة مكونات، الأول: تصميم وتوريد وتركيب نظم الحماية الأوتوماتيكي للقطار، والثاني: تنفيذ خطة الإدارة البيئية والاجتماعية، والثالث: تجديد ورفع مستوى أنظمة الإشارات والاتصالات الخاصة بالسكك الحديدية. ويعد قطاع النقل من أكثر القطاعات المستفيدة من التعاون الإنمائي مع شركاء التنمية، إذ أبرمت وزارة التعاون الدولي اتفاقيات في 2020 بقيمة 9.8 مليار دولار منها 1.8 مليار دولار لقطاع النقل، بينما تبلغ التمويلات في المحفظة الجارية نحو 5.13 مليار دولار بنسبة 20%. وبحثت المشاط، في لقاء عبر الفيديو، مع الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، سبل تعزيز التعاون مع شركاء التنمية، لا سيما البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، فيما يتعلق بالجهود الوطنية لمكافحة تغيرات المناخ والتقليل من انبعاثات الكربون، وآليات تمويل الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية. وأكدت وزيرة التعاون الدولي أن الدولة المصرية تبذل جهودًا حثيثة لمكافحة التغيرات المناخية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر والمستدام والحفاظ على الموارد البيئية والطبيعية، مشيرة إلى مواصلة التنسيق مع وزارة البيئة والجهات المعنية الأخرى لتوطيد التعاون مع شركاء التنمية فيما يتعلق بجهود مكافحة تغيرات المناخ وإعداد التقارير الوطنية حول الجهود المبذولة في هذا الإطار. وعقدت وزيرة التعاون الدولي ووزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد اجتماعًا مع السفير الكندي لدى مصر، لويس دوما، والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مصر راندا أبو الحسن، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، لبحث سبل التعاون في دعم القطاع الصحي بمصر خلال التصدي لوباء فيروس كورونا المستجد، والإعلان عن إتمام تنفيذ منحة كندية بقيمة 500 ألف دولار لقطاع الصحة. وخلال اللقاء، أكدت المشاط أن وزارة التعاون الدولي تعمل على دفع جهود التنمية في الدولة من خلال مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية وهي منصة التعاون التنسيقي المشترك ومطابقة التمويل التنموي مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وسرد المشاركات الدولية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين. والتقت كذلك الدكتورة رانيا المشاط مع المديرة الإقليمية الجديدة لبرنامج الأغذية العالمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كورين فليشر، لبحث علاقات التعاون الإنمائي المشتركة مع البرنامج، بحضور الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في مصر منجستاب هايلي. وخلال اللقاء، استعرضت المشاط الإجراءات التي اتخذتها الدولة للتغلب على وباء كورونا في كافة المجالات، كما تطرقت إلى التعاون مع مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر، والدور الذي يلعبه من خلال الشراكة مع وزارة التعاون الدولي والجهات الحكومية المعنية، لتنفيذ العديد من المشروعات الهادفة لتحقيق التنمية في المجتمعات الريفية وتمكين صغار المزارعين بما يعزز تنفيذ خطط الدولة التنموية، فضلا عن توسعة نطاق الشراكة في مشروع التغذية المدرسية في المدارس الحكومية. وفي سياق آخر، بحثت الدكتورة رانيا المشاط، مع المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب الدكتورة رشا راغب، التعاون المشترك في إطار خطة الدولة للارتقاء برأس المال البشري وتطوير قدراته بما يرفع إمكانياته للمساهمة في الجهود التنموية المبذولة في كافة المجالات، وتعزيز الشراكات الدولية بين الأكاديمية الوطنية للتدريب وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين لتنفيذ خططها في مجال التدريب وبناء القدرات. وخلال اللقاء، عرضت الدكتورة رشا راغب الجهود والبرامج التي تعمل الأكاديمية من خلالها على تطوير الموارد البشرية، وتأهيل القيادات، وإعطاء فرص للشباب ليكون لهم دور قيادي، عن طريق تمكينهم وتأهيلهم وتدريبهم بالطرق السليمة. كما شهد اللقاء مناقشات حول البروتوكول الموقع بين الأكاديمية الوطنية للتدريب، والمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا KAIST، الذي يستهدف تدشين أول فرع للمعهد بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في العاصمة الإدارية الجديدة. ورحبت وزيرة التعاون الدولي بمساندة الأكاديمية الوطنية للتدريب، للتواصل مع شركاء التنمية مُتعددي الأطراف والثنائيين سواء من الجانب الكوري أو الجهات الأخرى، لدعم تنفيذ المشروعات الخاصة بالأكاديمية، لا سيما تدشين فرع للمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، حيث يعد KAIST أعرق المعاهد الكورية المتخصصة في تخريج الكوادر البشرية المتمرسة في مجالات العلوم والتكنولوجيا.