أوشك رمضان على الرحيل وفي أيامه الأخيرة نفحات نورانية عظيمة وغفرانا من الذنوب للطائعين والعابدين ومن أحسنوا القول والعمل وفي العشر الأواخر من الشهر الكريم ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر ويستحب فيها الإكثار من العباده والدعاء الصالح.. وحول هذا الأمر تحدثنا فضيلة الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات تقول فضيلتها:الدعاء فيها مستجاب، والعمل فيها أفضل من عمل ألف شهر، وأيامها كلياليها الدعاء والعمل فلا يجب أن نغفل عنها. بل الواجب علينا أن نغتنمها كلها فإذا كانت ليلة القدر فاجتهد في العمل والدعاء وإذا أصبحت يومها فلا تتوقف بل أكمل فهذا يوم القدر وهو كليلته اقرأ وادع مع صيامك وصلاتك ولا تتكاسل عن اعمالك، والقراءة للقرآن الذي أنزله الله في ليلة القدر. أما الدعاء والعمل فهنا تجده فكلنا يريد أفضل ما يدعو به وافضل عمل يعمله، وكلاهما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سألته أمنا عائشة رضي الله عنها عما تقول في ليلة القدر فقال: قولي، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) فإذا نلت العفو من الله فقد فزت في الدنيا والآخرة. ولذلك لم يكن رسول الله يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح «اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي». لكن الله يمنح العفو لمن يعفو من البشر عمن أساء إليه فطلب العفو من الله يقتضي عملا من العبد حتى تتحقق الإجابة وهو العفو أيضا والمسامحة لأن الجزاء من جنس العمل ولذلك قال الله تعالى:"وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22)النور فيجب عليك أولا أن تعفو عمن ظلمك وتحسن إلى من أساء إليك فإذا فعلت ذلك فقد وجب لك المثل لأنه العفو الغفور فيعفو الله عن ظلمك لنفسك في حقه تعالى ويحسن إليك فيتجاوز عن سيئاتك، وعفو الله سبحانه وتعالى يعني أنه ينسيك الذنب، وينسيه للملائكة وملَك الشمال، ويُمحَى من صحيفة السيئات، وتأتي يوم القيامة لا يُذكّرك به ولا يسألك عنه وكأنك لم تخطيء وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ "(ق:21)، وحتى الملَك لا يذكر هذا الذنب، وإن كان كبيراً وفاضحاًمادام الله عفاه عنك بقيام ليلة القدر ولا تجده ولا يجده الملك في صحيفتك فقد عفا عنه ومحاه منها وإن كان كبيرة من الكبائر وليس هذا فقط وانما يلي العفو العافية، وهي الثواب العظيم من الله فيبدل الله بعفوه السيئات إلى حسنات ويوم القيامة يقول لك ( يا فلان، إني راضٍ عنك لما فعلت في الدنيا، قد رضيت عنك وعفوت عنك، اذهب فادخل جنتي). هذا إن عفوت في الدنيا وطلبت من الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة فالعفُوّ تلقاه يوم القيامة فيقول لك: ( تمنَّ يا عبدي واشتهي، فإني قد عفوت عنك، فلن تتمنى اليوم شيئاً إلا أعطيتك إياه). نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا وفي الدنيا والآخرة ونقول في كل ليلة ويوم من الليالي والأيام العشر (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني). منطقة المرفقات