إتجه المستثمرون في الأسواق الامريكية نحو الأسهم الدورية مبتعدين عن أسهم قطاع التكنولوجيا، وسط حالة من التفاؤل بشأن وتيرة التعافي الاقتصادي. وجاءت تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ووزيرة الخزانة جانيت يلين وعدد من المتحدثين من الاحتياطي الفيدرالي لتؤكد هذا التفاؤل، لكنهم أكدوا أن الولاياتالمتحدة ما زال لديها طريق طويل للوصول الي الحالة الاقتصادية لعصر ما قبل الوباء، وقاموا أيضا بالتقليل من شأن مخاوف التضخم. في الوقت ذاته، انخفضت العوائد وسط ارتفاع الطلب علي مزادات أذون الخزانة الامريكية هذا الأسبوع. وفيما يتعلق بالسياسة المالية، بدأ بايدن مناقشة حزمة التحفيز الجديدة البالغ قيمتها 3 تريليون دولار والتي تهدف بشكل رئيسي لتمويل البنية التحتية في الولاياتالمتحدة. وعلي صعيد أزمة فيروس كورونا، استمر تزايد الحالات في جميع أنحاء العالم، وبدأ إعادة فرض إجراءات الإغلاق في بعض البلدان. كانت أسواق النفط في بؤرة الاهتمام حيث تسببت السفينة العالقة Ever Given في إغلاق قناة السويس، ولكن في وقت كتابة هذا التقرير، تم إعادة تعويم السفينة. تترقب أسواق العالم افتتاح سوق الأسهم الأمريكية يوم الاثنين بعد أن شهدت جلسة يوم الجمعة موجة بيع استثنائية بلغت قيمتها 20 مليار دولار. تحركات الأسواق سوق السندات: ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية علي مدار الأسبوع مع الاقبال القوي علي مزادات السندات ذات أجل عامين و5 أعوام، ومع استمرار باول - رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي - تأكيد الالتزام بنهج السياسة التيسيرية، وأضاف "أن أفضل وجهة نظر يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي هي أن أثار التضخم لن تكون كبيرًة ولا مستمرًة ". جاءت هذه المكاسب أيضًا مع صدور بيانات اقتصادية متباينة وأخبار كثيرة متعلقة بالوباء. العملات: أنهي مؤشر الدولار الأسبوع علي ارتفاع علي الرغم من انخفاض عوائد السندات، حيث عززت الانباء السلبية عن الوباء في أوروبا، من الاعتقاد بأن الولاياتالمتحدة ستقود تعافي الاقتصاد العالمي. تراجع اليورو والجنيه الإسترليني بسبب قوة الدولار وبسبب الخلافات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حول صادرات اللقاح. تراجعت أسعار الذهب نتيجة لارتفاع الدولار. علاوة علي ذلك، أثرت قوة الدولار سلبًا علي عملات الأسواق الناشئة حيث انخفض مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI بنسبة 0.62%، وهي أكبر خسارة أسبوعية له في شهر. أسواق الأسهم: تفاوت أداء الأسهم الأمريكية خلال أسبوع اتسم بالتقلب، حيث تفوقت القطاعات الدورية علي أسهم قطاعات التكنولوجيا مع ابتعاد المستثمرين عن أسهم "البقاء في المنزل". كما تلقت الأسواق دعما من مضاعفة بايدن للرقم المستهدف من عمليات طرح وتوزيع اللقاح في الولاياتالمتحدة. كان هذا واضحًا في أداء مؤشري ستاندرد أند بورز S&P 500 وداو جونز الصناعي اللذان سجلا أعلي مستوياتهما علي الإطلاق، بارتفاع بلغ 1.57%و1.36% علي التوالي. قادت أسهم البنوك المكاسب، تليها أسهم خدمات المستهلكين، والنقل، والطاقة. ارتفعت أسهم البنوك بعد أن أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي أن البنوك يمكن أن تستأنف عمليات إعادة الشراء للأسهم ورفع توزيعات الأرباح بدءًا من يونيو المقبل، وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر ناسداك المركب للأسهم التكنولوجية الكبيرة بنسبة 0.58%. ومن الجدير بالذكر، أنه يوم الجمعة، هزت موجة غير عادية من صفقات البيع المجمع بلغت قيمتها 20 مليار دولار أسواق المستثمرين في جميع أنحاء العالم، حيث قامت شركة Archegos Capital Management LLC - التابعة لبيل هوانج - بصفقات بيع ضخمة لأسهم عمالقة التكنولوجيا الصينيين وتكتلات وسائل الإعلام الأمريكية وقادت كل من جولدمان ساكس ومورجان ستانلي عمليات البيع القسري. ويتأهب المشاركون في السوق لبدء التداول هذا الأسبوع تحسبا لتأثيرات هذه الأحداث. انخفض مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق إلي 18.86 نقطة، مسجلاً أقل من متوسطه في 2021 البالغ 23.32 نقطة. أنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الأسبوع علي ارتفاع وسط بيانات اقتصادية قوية، علي الرغم من استمرار أزمة الوباء، حيث ارتفع مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.85%. أثرت المشاكل المتعلقة بطرح وتوزيع اللقاحات في عدد من بلدان الأسواق الناشئة، وارتفاع أسعار عائد سندات الخزانة، وبدء الصين في الانسحاب التدريجي من الدعم النقدي والمالي، بشكل سلبي علي أسهم الأسواق الناشئة. انخفض مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 2.20%، ومسجلاً أكبر خسارة أسبوعية له في شهر. كانت الخسائر مدفوعة بأسهم أمريكا اللاتينية وآسيا حيث انخفض مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI LATAM بنسبة 3.72%. البترول: لم تتغير أسعار البترول تقريبا علي مدار الاسبوع، حيث ارتفعت بنسبة ضئيلة بلغت 0.06%. شهدت أسعار النفط أسبوعا متقلبا حيث دفعت عدد من القوي المتنافسة بأسعار النفط في اتجاهات مختلفة. سجل يوم الأربعاء أكبر ارتفاع يومي في الأسعار منذ نوفمبر 2020 بعد أن أغلقت سفينة الحاويات Ever-Green قناة السويس، أكثر الطرق التجارية ازدحامًا في العالم، مما تسبب في توقف أكثر من 300 سفينة تجارية عند مدخلي القناة. الجدير بالذكر أن الارتفاع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وتجدد عمليات الإغلاق في بعض البلدان في أوروبا قد قلل من توقعات الطلب، مما تسبب في انخفاض الأسعار.