أكد وزير الري والموارد المائية الدكتور محمد عبد العاطي أن مصر أبدت مرونة كبيرة طوال فترة التفاوض بشأن سد النهضة الإثيوبي، بهدف الوصول لاتفاق يحفظ حقوق الدول الثلاث المعنية بهذا الملف. جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدت بمقر المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام اليوم /الثلاثاء/ برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر وحضور كبار الصحفيين والإعلاميين، والتي عرض خلالها وزيرالري تطورات قضية مياه النيل وسد النهضة. وتناول عبد العاطي -خلال اللقاء- السرد التاريخي لعملية التفاوض حول قضية السد، وكشف حجم المرونة التي أبدتها مصر طوال فترة التفاوض، للوصول إلي اتفاق قانوني يحفظ للجانب الإثيوبي حقه في التنمية وحق مصر والسودان، باعتبارهما دولتي المصب وعدم المساس بحصتهما من مياه النيل، مع الوضع في الاعتبار الجوانب الفنية والمخاطر المحتملة من عملية بناء السد أو البدء في عملية الملء الجديدة دون الوصول لآليات محددة. وقال الوزير إنه من المؤسف أن تتم المماطلة في عملية التفاوض ومحاولات إهدار الوقت، خصوصًا أن هناك ما يقرب من 11 سدًا علي نهر النيل بعضها تم تمويله من الدولة المصرية، مما يؤكد حسن نية القاهرة في التعامل مع حق الشعوب المتشاطئة للنهر في التنمية. وأوضح أنه تم الاتفاق علي تشكيل لجنة دائمة للاتصال والمتابعة الإعلامية لملف المياه وسد النهضة، من وزارة الري المصرية والمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، تقوم بالتوعية بقضية المياه وتؤكد ضرورة ترشيد الاستهلاك وطرق الري الحديثة، بالإضافة إلي عرض عدالة الموقف المصري في قضية سد النهضة، ومخاطبة الرأي العام داخليًا وخارجيًا عبر إنتاج محتوي إعلامي متخصص. وفي نهاية اللقاء، أكد الحضور أهمية قضية المياه باعتبارها أحد محددات الأمن القومي المصري، كما تمثل الحق في الحياة حيث أن الحصول علي المياه يأتي في مقدمة حقوق الإنسان. وقدم الحضور التحية للفريق التفاوضي المصري الذي حضر اللقاء، مع الإشادة بالتنسيق بين كل مؤسسات الدولة المعنية بالملف وصولًا للحفاظ علي حقوق الدولة المصرية.