أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ أن ألمانيا تخلفت كثيراً عن بريطانياوالولاياتالمتحدة في حملات تلقيح سكانها ضد جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بينما تتعرض استراتيجيتها بشأن اللقاحات والتكنولوجيا التي تدعمها في ذلك لانتقادات شديدة. وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته علي موقعها الإلكتروني - إن ألمانيا تشتهر بالريادة التكنولوجية والمعرفة الهندسية والكفاءة العامة.. لذلك لا عجب في أن حملتها للتطعيم ضد كوفيد-19 سرعان ما تعرضت لانتقادات وطنية وسخط عام. وأوضحت أنه حتي الآن، لم تقدم ألمانيا سوي 6.2 مليون جرعة من لقاحات كورونا، مقارنة ب 75.2 مليون في الولاياتالمتحدة و21 مليون في المملكة المتحدة.. كما أن أكثر ما يلفت النظر هو أنها تمتلك حاليا حوالي 2.3 مليون جرعة لقاح لم تُستخدم بعد. من جانبه، قال ماركو بوشمان النائب عن حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض:" إن هناك دولا، مثل المغرب، قامت بتلقيح سكانها بسرعة أكبر من ألمانيا".. فيما عنونت إحدي الصحف الألمانية صفحتها الأولي ب"أعزائنا البريطانيين، نحن نحسدكم"، في إشارة إلي أن بريطانيا أعلنت قبل ساعات بأنها ستنهي إغلاقها يوم 21 يونيو القادم بعد إتمام حملات التلقيح الوطنية الحالية. وفي هذا، قالت "فاينانشيال تايمز" إن الوضع الراهن في ألمانيا يتناقض بشكل صارخ مع تعامل برلين حيال الموجة الأولي من الوباء، حيث كانت استجابتها للأزمة موضع حسد العالم.. بعد أن قررت الإغلاق في وقت مبكر، وأنشأت نظامًا مثاليًا لتتبع حالات الإصابة وكبح جماح الفيروس بسرعة، حتي انتهي الأمر بواحد من أدني معدلات الإصابة في أوروبا. غير أن الوضع اختلف في الموجة الثانية التي بدأت خلال فصل الشتاء وضربت ألمانيا بشكل أكبر، حيث أعاقت السلالة البريطانية الأكثر عدوي الجهود المبذولة لتوجيه ضربة قاضية للوباء.. فيما لا يزال الإغلاق المعلن في ديسمبر الماضي ساريًا، كما أن نقص اللقاحات بددت الآمال علي مستوي البلاد في العودة السريعة إلي الحياة الطبيعية //علي حد قول الصحيفة//. كما أبرزت أن "الإحباط العام في بداية الأزمة بألمانيا كان يصب انتقاده علي الاتحاد الأوروبي واستراتيجيته الفاشلة لشراء اللقاحات، ولكن مع وصول ملايين الجرعات من لقاحات " فايزر-بيونتيك ومودرنا وأكسفورد وأسترازينيكا " إلي ألمانيا، تحول الانتقاد إلي السلطات الألمانية بسبب عجزها الواضح عن إدارة جميع اللقاحات التي بحوزتها". وردا علي ذلك، يقول مسئولون في برلين إن هذه اللقاحات المُخزنة ليست مجرد "مهملة" ولكن يتم إرجاؤها عمدًا للجرعات الثانية المطلوبة.. مع ذلك، أكدت الصحيفة البريطانية أن هناك عدة آلاف من جرعات لقاح أسترازينيكا - الذي يقتصر علي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا - لن يتم استخدامها إلي حد كبير بسبب سمعته السيئة لدي الجمهور الألماني. في الوقت نفسه، دعا أعضاء في البرلمان الألماني - بعضهم ينتمي إلي كتلة يمين الوسط بزعامة أنجيلا ميركل - إلي اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح نظام توزيع اللقاحات وتسجيل اسماء المستحقين عبر الانترنت، وأكدوا أن "العديد من كبار السن انتظروا طويلا في بعض المناطق، وهذا أمر غير مقبول وغير لائق، ويظهر عدم احترام كبار السن". مع ذلك، أصر مسئولون علي أن وتيرة التطعيم آخذة في الارتفاع.. وقالوا إن مركزًا طبيًا تم إنشاؤه في مطار تيجيل القديم في برلين يوزع الآن أكثر من ألف جرعة أسترا زينيكا يوميًا، ارتفاعًا من 400 فقط في منتصف فبراير الماضي، في إشارة إلي أن المواقف العامة تجاه هذا اللقاح قد تتغير.. وفي الوقت نفسه، فإن أربعة مراكز تطعيم كبيرة أخري في برلين، توزع لقاحات بيونتيك وموديرنا، تعمل "بكامل طاقتها".