أثارت عقوبة ضرب الزوجات الذي تقدمت به إحدي نائبات مجلس الشعب ردودا فعل متباينة مابين القبول والرفض كما تباينت الأراء بين علماء الفقه والقانون حول شرعية هذا الأمر وماهي الضوابط المثلي لتحقيق التوازن المجتمعي وفك التشابك مابين التشدد والمغالاة والتراخي في المواجهة وسائل الكثيرين هل يتسبب هذا القانون إلي صدام أسري واعتزاز استقرار البيوت هل سيشجع الزوجات علي مقاضاة أزواجهن وهل يتحول الكيان الأسري إلي ساحة من المعارك بدلا من افشاء الود الرحمة بين الزوجين وحول هذا الأمر يحدثنا فضيلة الأستاذ الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالغربية وعميد كلية الشريعة والقانون الأسبق. يقول فضيلته: أحاط الله سبحانه وتعالي عقد الزواج بأحكام مهمة لحقوق وواجبات الحياة الزوجية في القرآن الكريم إذ رعاهاكل من الزوج والزوجة لتحققت الرحمة والمودة بينهما قال تعالي"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم وهذا هو الإجتماع الجميل فيجمع الله عزوجل بين رجل وامرأة لايعرف أحدهما الآخر إلا قبل الزواج بفترة قليلة وينشأ الحب بينهمافي إطار هذا الميثاق الغليظ الذي ينادي بالمعروف بين الزوجين وعبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالي" وعاشروهن بالمعروف" وهي كلمه جامعة تقتضي مراعاة الزوجه أمور زوجهاودينها ويعاملها الزوج بحنان وعطف مقتديا بالرسول صلي الله عليه وسلم حيث كان يماذح زوجاته ويحلب شاته ويساعد أهل بيته وبهذا العقد الجميل لن تصل العلاقة بينهما إلي ضرب الزوج زوجته لتأديبها وهو من الأسباب الدافع للشقاق بينهما، فتقل نسب الطلاق لتعود لما مضي في أحوال الأسرة المصرية حيث كانت الخلافات شبه معدومة لتقديس الحياة الزوجية وفي النص القرآني علاج رباني بتدرج وسائل تأديب الزوجه التي يخشي من نشوذها اي تعصي وتخالف ولاتستجيب لحقوق زوجها الشرعية. َ ويضيف: ربما تفهم أن طاعة الزوج تقل من كرامتها والصحيح أن الطاعة من أمور النكاح والعلاقة الزوجية من لوازم العشرة وفي هذا المقام تصحيح للفهم الخاطئ لبعض ماورد في قوله تعالي"وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) النساء وعليه يبدأ التأديب بالموعظة برفق ولين ثم العلاج الثاني الهجر في المضاجع وليس هجر المضاجع ذاتها والعلاج الثالث في قوله تعالي "واضربوهن" ويجعل معظم الأزواج ضوابطه وفق ماحددته الشريعة الإسلامية فلايضربها الزوج كما يضرب الدابه ومن شروطها ألا يكسر عظما أويؤذي عضوا ولايجوز للزوج أن يضرب باليد اوعلي الوجه ولايخدش الجسد ولايترك أثرا يظهر للناس أواثرا نفسيا والمراد به ضرب رمزي بالمسواك مثلا ومالي شاكلته ليشعرها فقط بالتأديب دون إيلاما وإذا لجأ الزوج إلي الضرب المبرح مباشرة كان فعله غير مشروع ويعاقب عليه القانون بوصفة يشكل جريمة ومن حق الزوجه شرعا أن ترفع الأمر إلي القضاء لتقاضي الزوج لتجاوزه في عدم فهم الشرع. ويضيف في حالة عدم وجود شهود لإثبات واقعة الضرب تطلب الزوجة من الزوج أن يحلف اليمين وان كذب يكون دليلا أمامها ويكون خلفه اليمين غموسا قال صلي الله عليه وسلم "عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ - صلي الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امرئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ الله لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ" فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئا يَسِيراً، يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: "وَإِنْ قَضِيبا مِنْ أَرَاكٍ". رواه مسلم. وسكوت الزوجة في حالة الضرب يساعد الأزواج علي التمادي في ذلك وعليها أن تعترض وتستغيث أمام أهله وأهلها وهذا ماتفعله الفتيات والسيدات حاليا حينما يتعرضن لوقائع تحرش وهو مالم يكن في السابق.. والوسيلة الرابعة أن يلجأ كلا من الزوجين لأهله ليكون هناك حكم من اهله وحكم من أهلها عند استحالة التفاهم بينهما وقبل وقوع الطلاق.. وهنا انبه الزوجه أن تكون واعية وتعارض علي أي انتهاك في حقها حتي لايكرر الزوج هذا السلوك المهين. ويشير إلي أنه من المفاهيم المغلوطه التي تتسبب في الإساءةِ والقسوة للزوجه معني "القوامة" قال تعالي"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَي النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَيٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا "والقامة تكليف وليست تشريف فيشفق الزوج علي زوجته وأولاده وأسرته وهي مسئولة ومساوية للرجل في إدارة الحياه الزوجية يقول الرسول صلي الله عليه وسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" والزوج القيم علي زوجته أمين عليها يتولي أمرها ويعتني بها ويهتم بمصالحها ويدبر احتياجاتها وينفق عليها وإذا لزم التأديب ففي حدود المنهج الرباني.. أما فهم القوامة علي أنها استبداد واستبعاد فهذا خطر يهدم الأسرة ويهدد السلم الإجتماعي فالحياة الزوجية ينبغي أن تقوم علي التشاور ويقدر الزوج رأي زوجته في كل صغيرة وكبيرة وعليها أن تحفظ في ماله وأولاده لاستمرار العشرة بالمعروف وفي حالة الإنفصال تقوم أيضا علي الأراضي والتشاور لقوله تعالي" قوله تعالي " فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ". ويؤكد أن اكتفاء الزوجة بكلمة حاضر وطيب بدون تحقيق الموده والرحمه ليس من الإسلام وعلي الرجال أن ينتهوا إلي أن الزوجة وبخاصة العاملة التي تشاركه أعباء الحياة في وقتنا هذا وتبذل من الجهد الكثير يجب تمكنها من التوفيق بين واجبات الأسرة ومتطلبات العمل.. ويستطرد قائلاً:إذا ابتليت الزوجة بزوج يسئ معاملتها ويضربها وتحاول رد الإساءة اليه بنفس صنيعه فلايصح مطلقا لكن عليها رفع الأمر إلي القضاء وكما أعطي الإسلام الزوج حق الطلاق، فالرجل الذي يسئ العشرة وتكون زوجته مستقيمة أعطاها الإسلام أيضا حق الخلع ويقول الشرع في ذلك إذا تم الإعتداء علي المرأة من الرجل وتري انه يستحق القصاص لاتضربه والقاضي يقتص منه أمامها وفي حالة إدعاء الزوجه كذبا ضرب زوجها لها للإضرار به فعلي الزوج بالمثل أن يطلب منها حلف اليمين وحكامها مثل حكم الرجل عندما يحلف كذبا باليمين الغموس وهذايوجب أن تتعلم الفتيات مالهن من حقوق وماعليهن من واجبات قبل الإقدام علي الزواج وعلي الرجل مثل ذلك تجنبا للكثير من المشاكل.