شن التيار الوطني الحر في لبنان (الفريق السياسي لرئيس الجمهورية ميشال عون) هجوما علي رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، معتبرا أن الأخير لا يقوم بأي عمل أو تشاور من شأنه تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بالاشتراك مع رئيس الجمهورية علي نحو يطيل أمد الأزمة الحكومية. واعتبرت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر، الذي يترأسه النائب جبران باسيل (صهر الرئيس اللبناني) - في ختام اجتماعها المنعقد اليوم - أن تشكيل الحكومة يكون بجهد مشترك بين رئيس الوزراء المكلف ورئيس الجمهورية "كشركاء متساوين في عملية التأليف وبالتشاور مع التكتلات النيابية". وأشارت إلي رفض التيار إقحام لبنان في سياسة المحاور الإقليمية، وأنه يتعين تحييد البلاد عن أي صراع لا يرتبط بمصالحها، لافتة إلي أن إعلان لبنان دولة محايدة أمر مفيد وطنيا غير أنه يستوجب تحقيق مجموعة شروط من بينها موافقة اللبنانيين عليه وقبول الدول المجاورة بذلك. وأكدت الحرص علي مبدأ التعاون الدولي والحفاظ علي علاقات لبنان مع الدول العربية والانفتاح علي كل دعم خارجي يأتي للبنان في إطار احترام سيادته واستقلالية قراره. ويشهد لبنان فراغا حكوميا ممتدا منذ أن تقدمت حكومة الدكتور حسان دياب باستقالتها في 10 أغسطس الماضي علي وقع تداعيات الانفجار المدمر الذي وقع في ميناء بيروت البحري. وكلفت الأغلبية النيابية داخل البرلمان اللبناني في 22 أكتوبر الماضي زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، والذي قدم بدوره إلي الرئيس اللبناني ميشال عون في 9 ديسمبر الماضي تشكيلة حكومية مصغرة من 18 وزيرا، مؤكدا أنهم جميعا من الاختصاصيين (الخبراء) غير الحزبيين، وتخلو من "الثُلث الوزاري المعطل" باعتبار أن هذا الأمر هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان وانتشاله من الأزمات التي تعصف به، وبما يجعل المجتمعين العربي والدولي يعاودان الانفتاح علي لبنان ومساعدته.