وصل "جو بايدن" إلى البيت الأبيض بعد حفل تنصيب ملئ بالمشاهد الغريبة، أبرزها امتلاء ساحة الكونجرس حيث حفل التنصيب بآلاف الأعلام بديلاً عن آلاف الأنصار بسبب جائحة كورونا، وكذلك غياب الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترامب" عن مراسم التنصيب إذ غادر الأخير البيت الأبيض قبيل ساعات من هذا الحفل متوجهاً إلى مزرعته في فلوريدا تاركاً رسالة قيل أنها رقيقة للرئيس الجديد؟!، فضلاً عن المشهد الأهم وهو تحول العاصمة واشنطن إلى ثكنة عسكرية لتأمين الحفل والعاصمة معاً بعشرات الآلاف من العسكريين في واقعة ربما لم تشهدها أمريكا من قبل!. وبوصول "بايدن" (77 عاماً) إلى البيت الأبيض، تحركت الملفات الساخنة التي تواجهها الإدارة الجديدة، واهمها الإجراءات المفترض اتخاذها لمواجهة جائحة كورونا، وكذلك مواجهة نسبة البطالة التي زادت بسبب الجائحة خلال عام واحد فقط بنسبة (2.4%)، وملفات داخلية أخرى ليس مهماً الخوض فيها الأن حيث أن الملفات الخارجية هي الأكثر إلحاحاً بالنسبة لنا بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، وهو ما يمكن أن نرصده عبر جلسة الاستماع التي عقدها الكونجرس الأمريكي يوم 19 يناير الماضي لمرشح "بايدن" لتولي وزارة الخارجية "أنتوني بليكن"، والتي تطرق فيها لأبرز قرارات الإدارة الجديدة على المدى القريب. "بليكن" تحدث صراحةً عن أن إدارة "بايدن" ترى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع (الفلسطيني/ الإسرائيلي) هي حل الدولتين، مع التأكيد على استمرار العمل بقرار إدارة "ترامب" المثير للجدل بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والإبقاء على السفارة الأمريكية بالقدس. والغريب أن "بلينكن" في تأكيده على ما سبق، أكد أنه من الصعب عملياً تحقيق "حل الدولتين" على المدى القصير، داعياً الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تجنب اتخاذ أية خطوات من شانها تعقيد الأمور مجدداً؟!. ومن ناحية أخرى، أبدى "بلينكن" استعداد الإدارة الجديدة إلى العودة للإتفاق النووي مع إيران بشرط أن تفي الأخيرة مجدداً بالتزاماتها، مشيراً إلى عمل أمريكا مع حلفائها لضمان اتفاق أقوى وأكثر عمراً يشمل أيضاً البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية، فضلاً عن أنشطة إيران المزعزعة للشرق الأوسط. كما تعهد "بلينكن" بإعادة النظر في قرار وزير الخاجية السابق "مايك بومبيو" بتصنيف الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية بدعوى أن ذلك القرار يفاقم من الأزمة الإنسانية باليمن من زاوية عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، ملمحاً في الوقت ذاته إلى عزم إدارة "بايدن" إنهاء دعم الولاياتالمتحدة لحملة التحالف العربي العسكرية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية؟!. إلى ذلك، وصف "بلينكن" تركيا حليفة الولاياتالمتحدة بحلف "الناتو" بأنها "شريك استراتيجي مزعوم"، مشيراً إلى إمكانية فرض مزيد من العقوبات عليها لقيامها بشراء أنظمة دفاع جوي (إس 400) روسية الصنع.