قتل 37 شخصًا على الأقل في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الأوغندية وأنصار المغني الشعبي بوبي واين المرشح لانتخابات الرئاسة، في بداية دامية لحملة الانتخابات المقررة في يناير 2021. واشتبكت القوات الأمنية مع مناصري المغني الشهير واين، الذي تحول إلى زعيم معارض ومنافس رئيسي للرئيس يويري موسيفيني الطامح لتمديد حكمه المستمر منذ 36 عامًا في الانتخابات الرئاسية، التي ستقام في 14 يناير. وقتل العشرات واعتقل المئات، فيما أحرق متظاهرون إطارات السيارات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، لترد الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية في العاصمة كمبالا ومدن أخرى. والجمعة، كان هناك تواجد مكثف للشرطة والجيش في كمبالا مع إقامة حواجز على الطرق وعمليات تفتيش أمنية، بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى أعمال نهب وسطو في الليلة السابقة. أفاد موسى بياروهانغا مدير الصحة في الشرطة الأوغندية وكالة فرانس برس "سجلنا حتى الآن 37 جثة على صلة بالاحتجاجات التي بدأت الأربعاء"، مشيرًا إلى أن الضحايا قضوا جراء جروح واختناقات. وقال المتحدث باسم الشرطة فريد إينانغا في مؤتمر صحفي في كمبالا، إن التظاهرات هي جزء من "حملة منسقة" وليست عفوية. وأوضح أنّه تم العثور على أقواس وسهام وزجاجات وإطارات. وتابع "كل المؤشرات تشير إلى أن هذه لم تكن مجرد أعمال مرتجلة"، مضيفًا أنه تم اعتقال 375 شخصًا حتى الآن. واعتقل روبرت كياغولاني وهو اسمه الحقيقي الأربعاء في جينجا (شرق)، حيث كان يقوم بحملته الانتخابية، لانتهاكه تدابير مكافحة فيروس كورونا المستجد خلال تجمعاته، حسبما أعلنت الشرطة. وأطلقت السلطات الجمعة سراحه بكفالة مالية، لكنّ من المقرر أن يمثل أمام المحكمة مرة أخرى في 18 ديسمبر بتهمة انتهاك قواعد كوفيد-19 ضد التجمعات الكبيرة. وحسب لائحة الاتهام التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، فإن واين متهم "بالقيام بعمل يحتمل أن ينشر أمراضًا معدية مخالفًا لقانون العقوبات وقواعد الصحة العامة بشأن كوفيد -19". في كمبالا، أطلق سائقون أبواق سياراتهم وصدحت محطات إذاعية بأغاني واين بعد ورود أنباء إطلاق سراحه. وتتهم هيومن رايتس ووتش أوغندا بالسعي إلى استخدام القيود المفروضة على انتشار الوباء "كسلاح"، عبر استخدام القواعد الخاصة بالتجمعات لوقف التجمعات السياسية. وأشار الباحث في شؤون إفريقيا أوريم نيكو إلى أنّ "السلطات استخدمت باستمرار تدابير كوفيد-19 كذريعة للقمع العنيف للمعارضة بدلًا من حماية الساحة الديمقراطية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة". وأثار العنف مخاوف وإدانات. وقال نيكو إنّ "موجة العنف المتزايدة في وقت مبكر جدًا من موسم الحملة الانتخابية لا تبشر بالخير للأسابيع المقبلة قبل الانتخابات". وحضّت المنظمة الحقوقية قوات الأمن على "احترام حقوق الناس في التظاهر السلمي". وفي نيويورك، دعا المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك هذا الأسبوع إلى إطلاق سراح واين، فيما أعربت السفارة الأمريكية في كمبالا عن استنكارها أعمال العنف وعن تعاطفها مع الضحايا وعائلاتهم. أصبح واين، نجم موسيقى البوب البالغ 38 عامًا الذي تحول إلى سياسي، مصدر أمل لمعارضي موسيفيني الذي يسعى لولاية سادسة. يرى العديد من الشباب الأوغندي أن واين هو بطلهم في بلد غارق في الفقر والبطالة خصوصًا بين الشباب. ويعد موسيفيني، المتمرد السابق البالغ 76 عامًا الذي استولى على السلطة في عام 1986، أحد أقدم القادة في إفريقيا. وأوقفت السلطات واين مرارًا، كان آخرها في 3 نوفمبر بعد أن قدم ترشيحه للانتخابات، وتم حظر حفلاته الموسيقية بشكل روتيني وتم تفريق تجمعاته العامة بالغاز المسيل للدموع. كما تم اعتقال مرشحي المعارضة الآخرين وتفريق مسيراتهم من قبل قوات الأمن التي قالت إن التجمعات تتعارض مع القيود المرتبطة بكوفيد-19. ورغم ذلك، نُظمت مسيرات موسيفيني الانتخابية دون عوائق.