أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، أن مشروع تجفيف الطماطم بقرية البغدادي بمحافظة الأقصر، يدعم التمكين الاقتصادي للمرأة في صعيد مصر، والمساواة بين الجنسين، كما يحفز خلق المجتمعات المستدامة، فضلا عن توفير فرص العمل، وزيادة الصادرات، وهو ما ينعكس إيجابًا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة . وتفقدت وزيرة التعاون الدولي، مشروع تجفيف الطماطم بقرية البغدادية بالأقصر، الذي تنفذه وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالشراكة برنامج الأغذية العالمي، وذلك في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي للجمعية العامة للأمم المتحدة في عيدها الخامس والسبعين . ويوفر المشروع 200 فرصة عمل موسمية للسيدات فقط، حيث يعتبرن العمود الفقري للقطاع الزراعي ويشكلن 40% من القوى العاملة، ويساهم المشروع في تلبية الطلب على المنتجات الزراعية المجففة شمسيًا بأوروبا، كما يدعم تحقيق الأمن الغذائي وتحسين دخول المزارعين بنسبة 30%، مما يرفع حصيلة الصادرات المصرية، ودعم الأسر في صعيد مصر . وأضافت المشاط أن المشروع يعكس قوة الشراكات مُتعددة الأطراف الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعتبر نموذجًا للشراكة الناجحة مع برنامج الأغذية العالمي، كما أنه يمنح فرصا للنساء ليس فقط لتحسين أحوالهن، ولكن لعائلاتهن ومجتمعاتهن. من جانبه أوضح منجستاب هايلي، الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في مصر والمدير القطري، أن هذه النوعية من المشروعات تحقق تمكين المرأة وتكافؤ الفرص بين الجنسين وتضمن تحقيق تحول مجتمعي، ليستفيد كافة أفراد الأسرة من التنمية، مشيرًا إلى أن المعارف والمهارات التي يكتسبها المزارعون والنساء في مصر اليوم سيتم تقاسمها مع أفريقيا ككل. كما تفقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خلال زيارتها لمحافظة الأقصر التي اختتمتها أمس، مدرسة الفتاتيح الذكية ذات الفصل الواحد، بمركز الطود، وذلك تزامنًا مع احتفالات العيد الخامس والسبعين للأمم المتحدة التي ترتبط بشراكة تنموية قوية مع جمهورية مصر العربية. ومدرسة الفتاتيح هي واحدة من المدارس المجتمعية الذكية التي نفذتها مديرية وزارة التربية والتعليم، بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي. وقالت وزيرة التعاون الدولي، إن برنامج الأغذية العالمي يدعم هذه المدارس من خلال حزمة شاملة من الأنشطة التعليمية والتوعوية، حتى تكون مركزًا متكاملا للمعرفة لجميع أفراد القرية، فضلا عن رفع قدرات أمهات الأطفال وبلغ عدد السيدات اللاتي تم رفع ودعم قدراتهن نحو 2309 سيدات كما حصلت 569 سيدة منهن على قروض صغيرة، وحتى الآن تم تدشين 57 مدرسة في 7 محافظات ومن المستهدف تدشين 1300 مركز مجتمعي خلال عام 2021. وأشارت وزيرة التعاون الدولي إلى الدور الحيوي الذي تقوم به هذه المدارس الذكية لدعم قدرات الأطفال وأمهاتهم وتوفير أدوات التعليم الحديثة والتفاعلية، مشيرة إلى أن المشروعات التي نفذها برنامج الأغذية العالمي في الأقصر، تعكس استراتيجية سرد المشاركات الدولية التي تعمل وفقها وزارة التعاون الدولي، وتضع المواطن في محور الاهتمام، والمشروعات الجارية، وأهداف التنمية المستدامة هي القوة الدافعة. وتعتبر محافظة الأقصر هي الداعم الرئيسي لبرنامج المدارس الذكية، بالإضافة إلى مديرية التربية والتعليم التي تشارك برنامج الأغذية العالمي في تنفيذ مختلف الأنشطة المتعلقة بالمدارس المجتمعية، كما أن المشروع يعتبر نموذجًا للتعاون بين شركاء التنمية ومنظمات المجتمع المدني في إمداد المدارس بالتغذية وتدريب المعلمات وتوفير فرص الإقراض للسيدات ومتابعتهن، كما أن هناك أطرافا أخرى يتعاون معها برنامج الأغذية العالمي في إطار المشروع وهي مديرية الزراعة والصحة والشباب وفرع المجلس القومي للمرأة ووزارة الدولة للهجرة وشركاء آخرين. جدير بالذكر أن الشراكة بين جمهورية مصر العربية وبرنامج الأغذية العالمي، أحد برامج منظمة الأممالمتحدة، تمتد لأكثر من 50 عامًا، عملت من خلالها الحكومة لدعم برامج التنمية المستدامة، من خلال تلبية الاحتياجات الفورية للفئات الأكثر احتياجًا ودعم برامج التنمية في كافة المجالات. وترتبط مصر مع برنامج الأغذية العالمي بعلاقة استراتيجية من خلال الخطة الاستراتيجية القطرية الخمسية خلال الفترة من 2018-2023، والمخصص لها نحو 586 مليون دولار، وترتكز على محاور رئيسية من بينها استكمال برامج الحماية الاجتماعية، وتوفير الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجًا تركيزًا على النساء لاسيما الأمهات منهن، ودعم بناء قدرة المزارعين على الصمود. وتأتي هذه الخطة في إطار التعاون مع منظمة الأممالمتحدة وبرامجها التابعة، حيث أن وزارة التعاون الدولي تتولى مسئولية الإشراف على تنفيذ الإطار الاستراتيجي للشراكة مع الأممالمتحدة 2018-2022.