حذر الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة سفير مملكة البحرين لدي المملكة العربية السعودية، إيران من أن التاريخ لن يعود إلي الوراء، ووصف تدخلها في شؤون البحرين ودول الخليج ب السافر، مشددا علي أنه يعكس مطامع توسعية تستهدف المنطقة العربية بأسرها. وأكد الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة في حديث نشرته صحيفة الحياة الصادرة في لندن اليوم أن عقارب الساعة لن تعود إلي الخلف وأن علي المسؤولين الإيرانيين معرفة أن الزمن تغير كثيرا، وأن الشعوب الحرة لا تقبل الهيمنة، مشددا علي ان العالم اليوم يرفض التوسع والاحتلال. واضاف ان مملكة البحرين تتعرض لهجمة عدائية مغرضة من النظام الإيراني وحلفائه علي مختلف المستويات السياسية والأمنية والإعلامية، وأهاب بالدول العربية والإسلامية وبالمجتمع الدولي الانتباه إلي الخطر الذي يمثله النظام الإيراني علي أمن منطقة الخليج والعالم العربي والسلم العالمي. ووصف تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي أشار إلي أن مملكة البحرين محافظة إيرانية، ب الاستعمارية، موضحا أن هذه الادعاءات مزاعم جوفاء لا ترتكز إلي أي منطق أو سند من التاريخ. وتابع: إن الإيرانيين مروا بالبحرين باعتبارهم غزاة وقوة احتلال وهيمنة أجنبية قبل بضعة قرون، وتصدي لهم البحرينيون وطردوهم من بلادهم إلي الأبد موضحا انه كان من الأحري بالايرانيين يعيدوا النظر في سياساتهم، وأن يعوا جيدا الدروس المستفادة ممن سبقوهم في سياسة التوسع والغطرسة والهيمنة وإثارة النعرات العرقية والطائفية ورعاية المنظمات الإرهابية التي لا تفضي إلي أي نتيجة. واكد سفير مملكة البحرين لدي المملكة العربية السعودية أن شعب البحرين رد بقوة علي المزاعم الإيرانية منذ ادعاءات شاه إيران في أوائل السبعينات من القرن الماضي ومطالبته بالبحرين، بعد إعلان بريطانيا انسحابها من المنطقة، حيث أكد البحرينيون بالإجماع عبر استفتاء رعته الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص رغبتهم في أن تكون بلادهم دولة عربية مستقلة ذات سيادة، ورفضوا كل ما هو غير ذلك، مضيفا أن: الشعب البحريني أكد تمسكه بعروبته واستقلال بلاده، في تصويته بالغالبية التي تقترب من الإجماع علي ميثاق العمل الوطني الذي حصل علي موافقة 98.4 في المئة، والذي انبثق عنه دستور البحرين الجديد في عام 2001، وما تلاه من إجراءات ديموقراطية واستئناف الحياة السياسية والبرلمانية. وجدد الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة تأكيده علي أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي ال خليفة عاهل البلاد المفدي يقود مشروعا إصلاحيا وطنيا شاملا. وأشار الي ان ان النظام الإيراني يقع في تناقض شديد، فهو من جهة يدافع عن حليفه في سوريا وما يمارسه ضد الشعب السوري من ظلم وتعسف وطائفية، فيما يدعي من جهة ثانية أنه يريد حماية حقوق الإنسان وحرياته في البحرين، فارضا وصايته علي طائفة من الشعب البحريني، كما أنه يعطي لنفسه حق المشاركة في قتل أبناء الشعب السوري مع النظام السوري، فيما يزعم أن مجرد وجود قوات من درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي في البحرين هو احتلال أجنبي. وتساءل عن سبب وجود الآلاف من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وميليشيات من حزب الله اللبناني، المعروف بأنه أحد أذرع الحرس الثوري، ودورهم المكشوف في مواجهة المعارضة السورية. وأضاف: لقد آن أوان الخروج عن الصمت وعلي الجميع في الوطن العربي أن يتحملوا مسؤولياتهم لأن الأقنعة الزائفة قد تساقطت واحدا بعد الآخر. وعما بات يعرف ب الأزمة البحرينية، قال إن هذا التوصيف يبتعد عن الحقيقة، لأن البحرين لا تواجه أي مشكلة داخلية بل هناك من يسعي إلي تصدير مشكلاته وأزماته الداخلية إليها، عن طريق التآمر والتخطيط الانقلابي، وشراء الأعوان وإثارة النزعات الطائفية. وأضاف أن أمن المنطقة واستقرارها يتطلبان من الجميع التعاون لمواجهة المخططات الإيرانية، داعيا طهران إلي تدارك الموقف ووقف أعمالها العدوانية والتحريضية والالتزام بالمبادئ المتعارف عليها في السياسة الدولية من تفاهم وحسن جوار واحترام متبادل. وأشاد بمواقف المملكة العربية السعودية السعودية الداعمة لمملكة لبحرين ملكا وقيادة وشعبا في مواجهة التحديات والضغوط الأمنية والسياسية والحملات الإعلامية التي تتعرض لها. وقال: إن ذلك ليس غريبا علي الشقيقة الكبري، التي تمضي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز ال سعود، والنائب الثاني المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز ال سعود، مشيرا إلي عمق العلاقات التاريخية والأخوية المتينة بين البلدين وقيادتيهما، واصفا هذه العلاقات ب الاستراتيجية التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ وتصونها روابط العروبة والإسلام.