في الجزء السابق بدأنا إستعراض مرحلة النشوة والنشاط لجماعة الإخوان المسلمين داخل الإمارات, وكيفية عمل تنظيم الإخوان المسلمين في جمعية الإصلاح.. كما إتضح لكم كيفية بسط نفوذه في وزارة التربية والتعليم, ووزارة الشئون الإسلامية والأوقاف.. ووقفنا عند أسئلة مهمة – ومازال الحديث علي لسان الكاتب أبو أسامة سمير الجزائري: هل كان التنظيم الإصلاحي الإخواني مكتفيا بهذه الأعمال فقط؟ أم أن هناك أعمالا أخري يقوم بها؟ وما هي تلكم الأعمال والبرامج؟ وما هو الهدف منها؟ - بعد وصول التنظيم إلي هذا المستوي من بسط النفوذ علي الوزارتين السابقتين، وتمكنه من السيطرة علي مهام تأليف المناهج و التدريس والخطابة وإلقاء المحاضرات.. وبعد أن كون التنظيم شخصيات أكاديمية متعلمة موالية للتنظيم.. رؤية مهمة للتنظيم وأسبابها: رأي التنظيم بأن اكتفاءه بالاقتطاع الشهري من المنتظم بنسبة سبعة أو عشرة بالمائة لن يفي بالغرض، وسيؤخر المسيرة التنظيمية للجماعة كثيرا، فلابد من قرار وإجراء جديد لتوفير السيولة المادية للجماعة.. أتعرف لماذا؟ لأنها عنصر أساسي في صقل وتقوية برامجهم وأنشطتهم مما يزيد من نسبة التأثير في المجتمع وهذا يعني أنه: سيحقق لهم إنتاجا أكبر ... وسيحقق اتساعا أكبر... مما يؤدي إلي إيجاد تعاطف أكثر ... وإنتاج محبين كثر... والنتيجة حينئذ تسريع العجلة لتحقيق هدف المؤامرة الكبري. إنشاء اللجان المالية الخيرية: ومن هنا بدت فكرة تطبيق القرار في منتصف الثمانينات بإنشاء وتشكيل لجان مالية خيرية، تقوم بجمع التبرعات هنا وهناك خاصة في هذا المجتمع الكريم، إلا أن العمل والدعاية كانا محدودين جدا في بداية الأمر، مما جعل الدخل ضعيفا، ولهذا كان ولا بد من إيجاد عاطفة جياشة، ومشتركة عند جميع المسلمين لاستخراج الأموال وزيادة السيولة المادية، فلم يجدوا أحسن من عاطفة القدس، وعاطفة نصرة إخواننا المسلمين في فلسطين لأنها عاطفة ستجعل تدفق المال تدفقا مغريا، فاستغلوا طيبة الناس ومحبتهم للعمل الخيري، والبذل والعطاء، واستنزفوا أموال الزكوات والصدقات، بدعاياتهم العاطفية لدعم أنشطة وبرامج هذه الجماعة في الدولة ثم خارجها. وهكذا تشكلت قاعدة مالية جيدة، مما تطلب إيجاد مؤسسة مالية مستقلة، تقوم بجمع الأموال من خلال نظام محدد، وإيصاله إلي أبواب الخير ومجالاته الداخلية والخارجة، والتي منها مجال وبرامج التنظيم في الدولة، فأسسوا مؤسسات مالية من أبرزها الرحمة للأعمال الخيرية. الرحمة للأعمال الخيرية: الرحمة ... الرحمة ... الرحمة ... الرحمة... الرحمة الرحمة للأعمال الخيرية اسم جميل، يتبادر إلي ذهن السامع بأن هؤلاء المتطوعين الأخيار !! اختاروا هذا الاسم انطلاقا من إيمانهم برحمة الآخرين، فالراحمون يرحمهم الرحمن.. لكن حقيقة اختيار هذا الاسم كان اختيارا ' تكتيكيا ' منظما، جاء ليتوافق مع الانطلاقة الكبري لتنظيم الجماعة في مصر أيام التأسيس حيث كانت الانطلاقة لمؤسسي الجماعة في مصر من مسجد عرف باسم مسجد الرحمة فهو حافز جيد للعاملين في التنظيم وجالب أمل لهم. ذكرت لك هذا أيها القارئ لتدرك حقيقة مهمة: بأن إصلاحيوا الإمارات لا يخطون خطوة بدون توجيه مسبق من القيادة في مصر، لأنه ينافي البيعة التي ألزموا أنفسهم بها، وأن دعواهم بأنهم مستقلون غير مرتبطين بالخارج ما هو إلا ألعوبة لكنها لا تنطلي علي من عرفهم وخبرهم. جوانب مهمة ركز عليها التنظيم في منتصف الثمانينات إلي الآن: لما كانت زيادة تسريع الخطي تتطلب مجهودا متنوعا ومكثفا، حرص التنظيم علي التركيز علي جوانب مهمة، لكي تساعده في تحقيق الهدف، ومن تلكم الجوانب: الجانب الأول: التنسيق مع التنظيم الدولي للجماعة لمتابعة الطلاب المبتعثين: حيث لاحظ إخوان الإمارات قيام الدولة بابتعاث الطلاب إلي الخارج لتلقي الدراسات المتخصصة في العلوم المتنوعة، التي تحتاجها الدولة ليعود هؤلاء المبتعثون، فيسخّروا المهارات التي اكتسبوها في دراساتهم وتخصصاتهم، من أجل خدمة البلد التي تؤهلهم لنفع مجتمعهم وبلدهم ... فلما رأوا ذلك ماذا فعلوا؟ هل ألفوا الكتب التوجيهية لتذكير الطلاب المبتعثين بفضل ولاة الأمر عليهم في ابتعاثهم وتعليمهم؟ هل بينوا للطلاب المبتعثين من خلال التوجيهات والمحاضرات الطرق المثلي لنفع بلدهم ومجتمعهم؟ هل وهل؟ للأسف لم يفعلوا شيئا من ذلك، لكن هذا ما فعلوه: حيث لما رأوا هذه البعثات الطلابية سال لعابهم، واعتبروها فرصة كبيرة لنصب الشراك والمصايد، التي من خلالها يسيطرون علي هذه العقليات المبتعثة. فكرة ماكرة للتنظيم مملوءة بالغدر والخيانة للوطن: ومن هنا بدت للتنظيم فكرة التأثير علي هؤلاء الطلاب والطالبات المبتعثين، أثناء تواجدهم في الخارج، من خلال التنسيق مع التنظيم الدولي للجماعة، وذلك من خلال طرق عدة منها: المراكز الإسلامية والمنتديات التي تحت إشرافهم.. والاتحادات الطلابية المتواجدة في محل إقامة المبتعثين... والزيارات الميدانية التي كان يقوم بها بعض إصلاحيوا الإمارات للمبتعثين فأثمرت هذه الجهود والزيارات للأسف بعض التأثير علي بعض الطلاب والطالبات، حتي اغتال التنظيم عقولهم وفكرهم، وأثر علي شخصيتهم، وحرف انتماءهم، وسحر عواطفهم بدعوي محبة الإسلام ونصرة الحق ...الخ وهكذا عاد بعض هؤلاء الطلاب المبتعثين إلي دولتهم بعد تخرجهم.. ، لممارسة وظائفتهم ومهنهم، لكن: ليس ليرد الجميل إلي الدولة.. ولا لخدمة مصالحها ... وإنما جاءوا ليحقق مصالح التنظيم من خلال تقديم بعض التسهيلات للتنظيم من خلال وظيفته.. وهذا من أسوأ أنواع العقوق للدولة والتنكر للجميل ... فبدل شكر الدولة التي ابتعثته وصرفت عليه ... وبدل رد الجميل لولاة الأمر والمؤسسة التي ابتعثته.. وبدل اعترافه بفضل الدولة عليه في تعليمه والنفقة عليه.. نجده وكأنه سحر من قبل هؤلاء سراق جهود الدولة حتي أصبح واقعه ينسب الجميل للتنظيم: فالفضل للجماعة، والشكر للجماعة، والأمر أمر الجماعة فبئس هذا الخلق، وبئس هذه الأخلاق، وتبا لأصحابه. الجانب الثاني: السيطرة علي الاتحاد الطلابي في جامعة الإمارات: حيث رأي تنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات، أن جامعة الإمارات في الدولة، وجبة جاهزة للانقضاض عليها.. فغالب الطلاب والطالبات يقيمون في الجامعة خمسة أيام في الأسبوع.. وجميعهم في مرحلة دراسية مهمة يعقبها في الغالب وظائف متنوعة للخريجين.. مما يعطي معادلة مهمة هي: اغتيال عقل جامعي واحد يساوي بسط نفوذ التنظيم في المؤسسة الرسمية التي سيعمل فيها. ولهذا: بذل التنظيم الغالي والنفيس من أجل المحافظة علي بسط النفوذ علي اتحاد الطلبة.. فوضعوا البرامج والخطط لتنويع اللجان لاتحاد الطلبة، وذلك لتحقيق تأثير واسع علي الطلاب ذكورا وإناثا. حتي أثروا علي الطلاب والطالبات فجندوا بعضا منهم في التنظيم فأصبح يذلل الصعاب لأتباع التنظيم في الجهة التي يعمل بها، ويوفر لهم الوظائف ولأتباعهم، بل يجلب بعض المصالح الدنيوية لهم، ولهذا من النادر أن تجد قياديا في التنظيم الإخواني الإماراتي في مستوي أقل من المتوسط في الدخل المادي.. الثالث: إنشاء جمعية الحقوقيين: بعض الناس يظن أن تفكير التنظيم محدود، وأن دراساته وتنظيره يأتي فقط من قبل القياديين الإماراتيين للتنظيم ... لكن الحقائق والواقع يؤكدان أن الجماعة تتلقي توجيهات مدروسة ومنظرة من قبل التنظيم في الخارج. تابع معي لتعرف بنفسك من خلال بياني لرؤيتهم في الجانب الحقوقي. رؤية التنظيم الإماراتي وسببها: ولذلك رأي التنظيم الإماراتي فكرة إنشاء جمعية الحقوقيين في الشارقة، خاصة بعد نجاح المنظمات الحقوقية التي سيطر عليها الإخوان في مصر، وظهور أثرها الإيجابي من خلال تنسيقهم وتقوية علاقاتهم مع المنظمات الأجنبية، لجلب حملات إعلامية علي مصر باسم الحقوق، فهم ناصروا المظلومين ! ولهذا ركز التنظيم الإصلاحي الإخواني من خلال عمله في جمعية الحقوقيين علي: 1 - تثقيف أفراد التنظيم بالأنظمة والقوانين، لكن ليس لتطبيقها، وإنما لاستغلال الثغرات القانونية، لضمان سلامتهم أثناء سيرعمل الجماعة، وتنفيذ بعض البرامج الخاصة بهم، فحينئذ يسلمون من أي مؤاخذات قانونية. 2 - استعطاف الناس، وذلك بتصوير أنفسهم أنهم هم المدافعون عن المظلومين، وعن حقوق الناس، والمطالبة برد الحقوق إلي أهلها. 3 - تكوين علاقات مع المنظمات الحقوقية في الدول الأجنبية وفي بعض الدول العربية، وذلك ليتمكنوا من الحصول علي عضويات في هذه المنظمات من جهة، ومن جهة أخري للاستفادة من هذه المنظمات الحقوقية، كورقة ضغط علي دولتنا في حال رغبة التنظيم بذلك. ومن هنا أقول وأنا علي ثقة من ذلك: لقد كان لتنظيم الإخوان الإماراتيين، دور كبير في تغذية المنظمات الحقوقية بالمعلومات الحقوقية المغلوطة في جوانب كثيرة.. منها حقوق العمال.. وحرية الرأي.. بل كان لهم دول كبير في محاولة تشويه صورة الدولة المشرقة من خلال زعمهم بزيادة الظلم، وانتهاك حقوق المواطنين من قبل أجهزة الأمن، إلي آخر تلك الأكاذيب التي حرضوا بها علي دولتنا، ثم يقولون: بأنهم أبناء الوطن ... وأنهم وطنيون ... وأن ولاءهم للدولة ولرئيس الدولة حفظه الله ... أف لهم ولألاعيبهم، فالكذب مطيتهم فما هم إلا أعداء للدولة ومجتمعها الشريف، وما هم إلا أبناء بررة للتنظيم. إخواني وأخواتي الشرفاء: وبعد هذا البيان تبقي مسائل مهمة تحتاج إلي توضيح، هي: هل كان للتنظيم محاولات للسيطرة المباشرة علي إحدي الحكومات المحلية؟ وما هي الأساليب التي استخدموها؟ وهل نجحوا في ذلك؟ وهل للتنظيم خط جهادي في الدولة؟ وما هو دوره؟ وهل قام ببعض المهام؟ وما هي؟ ويتابع المدون الإماراتي الإجابة من خلال هذا الجانب: الرابع: المعهد الإسلامي التابع لجامعة محمد بن سعود برأس الخيمة: رصد تنظيم الإخوان المسلمين بداية تشكل ضغوط خفيفة وغير مؤثرة ثيرا ضدهم، وذلك في وزارة التربية والتعليم وفي وزارة العدل والشؤون الإسلامية سابقا، مما سيعيق مسيرة التنظيم لتحقيق مؤامرته الكبري رؤية جديدة: مما تطلب رؤية جديدة للتنظيم في بعض إمارات الدولة عموما، وفي إمارة رأس الخيمة خصوصا لوفرة العوامل فيها، كان مفاد هذه الرؤية إيجاد بيئة محلية رحبة للعمل الإخواني في الإمارة ليكون بعيدا عن أي نوع من الضغوط الاتحادية إمارة رأس الخيمة نموذج للرؤية الجديدة: لاحظ الإخوان المسلمون .محبة حاكم رأس الخيمة السابق صاحب السمو الشيخ صقر رحمه الله وثقته الكبيرة بإمكانات وقدرات المعهد وتقديمه للدعم للعلم الشرعي .. المعنوي المتنوع للمنتسبين إليه أساتذة وطلابا فرأوها فرصة ذهبية لبسط نفوذ أكبر للتنظيم في إمارة رأس الخيمة ليصل إلي مستوي الحكومة المحلية، مما سيوفر اعتبارات تساعد التنظيم بطريقة غير مباشرة من خلال العمل المحلي خاصة أن العوامل متهيئة .. فجمعية الإصلاح تمشي وتتقدم علي قدم وساق في إمارة رأس الخيمة عنده ثقة جيدة بالمعهد.. ومكتب الشؤون الإسلامية برأس الخيمة فالفرصة سانحة للوصول إلي الحكومة، من خلال قناة المعهد الإسلامي المحبب لصاحب السمو الشيخ صقر، لأن وصولهم إلي الشيخ وبسط نفوذهم، سيؤثر إيجابا في نظر التنظيم علي بعض أفراد الأسرة الحاكمة ولو كان بعيدا، وسيؤدي إلي الحصول علي تسهيلات كثيرة. ومن هنا بدأ التنظيم يوجه أفراده للدراسة في المعهد مرة أخري, ليس علي مستوي من لم يحصل علي المؤهل الجامعي فقط, بل حتي من حصل علي المؤهل الجامعي في جامعة إخري لأخذ الصبغة التي سيظهر بها مع رفقائه أمام الحاكم والمجتمع. والمقصود تكوين جسر وثيق بين التنظيم والمعهد لكي يظهر التنظيم كذبا بصورة العلم الشرعي والخطي الواحدة المتفقة مع سير المعهد فصيروا المعهد سلما لأخذ مكانة اجتماعية علمية في المجتمع عموما وعند الشيخ صقر خصوصا... ومن خلال هذه الوسيلة الماكرة تمكن التنظيم من الوصول إلي الحكومة المحلية بعين الرضي من قبل صاحب السمو الشيخ صقر رحمه الله مستغلين حسن ظنه بهم, فهم في الظاهر – حريصون علي العلم والفقه .. أما في الباطن فاستنفار متنوع ومكثف منهم لبسط النفوذ وتكوين العلاقات مع أعيان الإمارة لزيادة توسعة كسب الثقة في المجتمع, وجهود مركزة علي بعض أفراد الأسرة الكريمة أسرة القواسم من أجل التأثير عليهم.. وهكذا اغتالوا عقول بعض الشخصيات من أسرة القواسم ذكورا وإناثا فتأثروا بفكرهم، ودخل بعضهم في تنظيمهم، فخلع بيعته للحاكم وحولها لمرشد التنظيم، فأصبح فكره وهمه كيفية التأثير علي أفراد أسرته العريقة.. وأثروا علي شخصيات في إمارة رأس الخيمة باعتبار المصلحة المشتركة، وتبادل التسهيلات مع بعضهم البعض، بحكم وجود النفوذ والتأثير مع اختلاف التوجه، فأوجدوا نقاط التقاء مع الليبراليين لكنهم لم يفعلوها في تلك الفترة، لأن قيادة التنظيم لم تعطي الضوء الأخضر في ذلك، إذ لم يتهيأ الواقع السياسي بعد، بخلاف الفترة الحالية ابتداء من سنة ' 2010-2012 ' فهي توقيت مناسب، ولهذا أعطت قيادة التنظيم لأفرادها بتفعيل نقاط الالتقاء مع الليبراليين فكونوا مع بعضهم بعضا أجندة مشتركة، وسيأتي بيان هذه الحقائق لاحقا إن شاء الله فترة اقتراب التنظيم من الحكومة: في فترة اقتراب التنظيم من صاحب السمو الشيخ صقر رحمه الله، حرص علي أن تكون خطواته مدروسة وهادئة، لئلا تتسبب في ردة فعل الآخرين خاصة بعض أصحاب المصالح والليبراليين، ولهذا أوجدوا نقاط التقاء كما سبق غير تصادمية، أشبه بالهدنة الضمنية هذا من جهة، ومن جهة أخري لئلا يلفتوا نظر الأجهزة الأمنية, إبتداء بإقتراح تأسيس مؤسسة للقرآن, ومن هنا حرص التنظيم علي العمل المنظم, إذ محبة الحاكم رحمه الله للقرآن الكريم وحملته معروفه, فمن المحال أن يتأخر في تحقيق هذه الفكرة, فسارع بإصدار المرسوم لتاسيس المؤسسة مسندا الثقة بأحد أفراد الأسرة الذي قام بدوره بإختيار الشخصيات لمجلس إدارة المؤسسة بحيث لا تخرج عن سياسة التنظيم. وبدأ العمل في هذه المؤسسة من خلال زاويتين اثنتين الأولي: إنشاء مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الإمارة، وقد بذلوا فيها جهدا كبيرا جدا من أجل استقطاب الطلاب والطالبات خاصة بعد بداية إضعاف الدولة لنفوذهم في وزارة التربية ومدارسها. لكن يبقي سؤال مهم.. هل كان استقطابهم للطلاب والطالبات من أجل التحفيظ كمقصد رئيسي للجماعة؟ للإجابة علي هذا السؤال تكون بالإجابة علي السؤال الآتي: كم عدد حفظة القرآن الكريم من المواطنين والمواطنات في هذه المؤسسة مع أنها أنشئت منذ 15 سنة؟ الجواب: إن وجدت وما أظنك واجدا فلن تجد عددا يتجاوز عدد أصابع اليدين في حفظ القرآن الكامل أو أكثره. والسبب في ذلك: أن برنامج تحفيظ القرآن الكريم المعلن كان محلا لاحتضان الناشئة ذكورا وإناثا، واختيار الشخصيات التي تصلح لخدمة التنظيم فقط. الثانية: إنشاء مدارس تعليمية تشتمل علي نظام وزارة التربية والتعليم ، مع مراعاة الأطر العامة لنظام الجماعة، والمقصود منها ابتداء المحافظة علي أولاد المنتظمين في الجماعة مما يضمن لهم سلامتهم من الخروج عن الخط العام للجماعة علي أقل تقدير ولهذا كانت المدرسة الأولي مدرسة رأس الخيمة الحديثة الخاصة الجانب الخامس: نظام المجالس: كانت هناك مشكلة تواجه التنظيم تتلخص في كشف بعض أوراقه من قبل حكومة أبوظبي والجهات المختصة فيها، مما سيؤثر كثيرا علي سير عمل التنظيم، وتنفيذ مؤامرته، خاصة أنها العاصمة ومحل القيادة والتأثير، فلا بد من رؤية محكمة للتنظيم لبسط النفوذ في إمارة أبوظبي وتوابعها، للتأثير علي الشخصيات المستهدفة، خاصة بعد أن فشلت محاولة التنظيم في فتح أي مؤسسة رسمية اجتماعية أو خيرية فيها، فكان خير ما يجده التنظيم في ذلكم الوقت في التسعينات هو إنشاء نظام المجالس الأسبوعية والتي من خلالها يتمكن التنظيم من وضع نقطة لنفوذه ليعددها في أماكن عدة من الإمارة بعد أن جعل البداية لهذه المجالس في منطقة الزعاب. وبدأ عمل التنظيم من خلال هذه المجالس لاستقطاب الموظفين، من خلال لقاء أسبوعي منظم، يتم فيه إلقاء محاضرة مختارة محددة الأهداف والتسلسل الفكري للجماعة، يعقبها أسئلة، ثم أحاديث ودية ينشأ عنها تكوين علاقات.. و مما يضمن إيجاد أثر لنظام الجماعة في العاصمة غير ملحوظ ولا ملفت للنظر بحسب تصور الجماعة، لكنهم ما علموا أن العاصمة قد تكون مقبرة فكرهم وتنظيمهم، إذ كانت لهم بالمرصاد فأفشلت نظامهم لكن بعد مدة حصل فيها شيء من التأثير الإخواني علي بعض الشخصيات.. تعميم نظام المجالس ولما كان كثير من موظفي الدولة الذين يعملون في ظهرت رؤية للتنظيم بضرورة تعميم نظام المجالس في جميع إمارات الدولة, إذ التأثير عليهم تأثير علي العاصمة علي المدي البعيد وإن كانوا من غير سكان العاصمة فهمموظفون فيها ويؤثرون علي القرار ولو بعد حين. ومن هنا بدأت المجالس الأسبوعية تتعدد في الإمارات الأخري، وتستقطب الموظفين وتثقفهم بما يتوافق مع نظام الجماعة العام، بل بدأ اختيار بعض الموظفين لإدخالهم في التنظيم، لكن هذه الخطوة لم تكن مدروسة جيدا من قبل التنظيم، إذ سببت ردة فعل لدي بعض الموظفين بعد اكتشاف نظام الجماعة مما أدي ببعضهم إلي كشف حقائق الجماعة. : غلطة للتنظيم كلفته الكثير أصيب تنظيم الإخوان الإماراتي بشيء من العجلة في التسعينيات، حيث تصور سهولة الوصول إلي هدف المؤامرة الكبري في الدولة، ولعل من أبرز الأحداث التي جعلته يتصور سرعة وصوله إلي الهدف، أحداث الجهاد الأفغاني مع الاتحاد السوفيتي آنذاك، والتطورات والتغييرات التي طرأت عليه، وهذا سأبينه في الحلقة القادمة إن شاء الله، لكن ما أريد ذكره هنا أن التنظيم استعجل في بعض الخطوات، فكانت غلطة كبيرة في تكتيكه، وفي المقابل نعمة علي دولتنا، إذ أدي استعجال التنظيم إلي كشف مزيدا من أوراقه لدي دولتنا الغالية. ملخص غلطة تنظيم الإخوان الإماراتي: وتتلخص غلطة الإخوان في التسعينيات، في إصدار توجيه تضمن حث رؤساء الأسر بتوجيه المنتظمين فيها للعمل في السلك العسكري والشرطي بدل الاكتفاء سابقا بالقطاع المدني كالتربية والتعليم وغيرها، هذا من جهة، ومن جهة أخري وسّع التنظيم في نظام الأنشطة العامة لتشمل قطاع الموظفين ضمن برامج شبه مخصوصة تتضمن بعض الأنشطة للموظفين مع نظام المجالس المعتمد، ونسي التنظيم أن اغتيال عقل الموظف يختلف عن إغتيال عقل الطالب فالموظف يخالط بيئات وعقول وثقافات متنوعة ويسافر هنا وهناك ويتابع أحداثا متنوعة في العالم مما يتطلب أسلوبا مختلفا في اغتيال عقولهم، لكن قيادة التنظيم أصيبت بالشره والطمع الزائد والعجلة في السير لتحقيق هدفهم المنشود، فكثف عمله علي الموظفين مع دعوتهم للانخراط في التنظيم، مما سبب لهم ردة فعل أدت إلي كشف حقائقهم، وتحذير الناس من شرهم وإبلاغ الجهات المختصة عن أحوالهم، مما أدي بالدولة لمتابعة خيوطهم وتتبع أعمالهم. لكن مع هذا العمل المتنوع والمركز، كان التنظيم الإخواني يعمل في خط خاص جدا، هو التنظيم الجهادي, يبلور أطره شيئا فشيئا، ليشتد عوده في تحقيق المؤامرة الكبري وهذا ما وعدت بالحديث عنه في هذه الحلقة، لكنه دسم ويحتاج إلي نار هادئة. من مدونة كاتب إماراتي هل كان للتنظيم محاولات للسيطرة المباشرة علي إحدي الحكومات المحلية؟ وما هي الأساليب التي استخدموها؟ وهل نجحوا في ذلك؟ وهل للتنظيم خط جهادي في الدولة؟ وما هو دوره؟ ونتابع.. [email protected]