يعد مشروع سلسلة "رؤية" للفكر المستنير، واحدا من أهم مشروعات الثقافة الدينية في مجال الفكر المستنير في القرن الحادي والعشرين، وتأتي أهمية المشروع من كونه يهدف إلى مواجهة وتفكيك الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة التي تستغلها الجماعات الإرهابية والمتشددة ولاسيما الجماعات المتاجرة بالدين منها ، لتمرير مشروعها التدميري ضد الإنسانية. كما يهدف المشروع الذي تم إنجاز المرحلة الأولى منه من خلال التعاون الوثيق بين وزارة الأوقاف المصرية ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب ، إلى تعزيز التسامح الديني وتنمية الانتماء الوطني وترسيخ أسس المواطنة المتكافئة بين أبناء الوطن الواحد دون تمييز ، وتعزيز المشترك الإنساني بين البشر ، وإحلال ثقافة الحوار والسلام محل ثقافة الاحتراب والاقتتال . لقد أثبت التناغم الفكري وتقارب الرؤى بين وزارة الأوقاف من جانب ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب من جانب أخر، إمكانية التغلب على الكثير من الصعاب والعقبات التي قد تعيق العمل الجمعي العام لإحداث نهضة فكرية وتنموية اجتماعية كبيرة بالمجتمع المصري حال خلصت النوايا واتقن العمل وتم تغليب المصلحة العامة على الخاصة وابتعد الجميع عن الآنا. و وأثمر هذا التوافق إن لم يكن الاتفاق على إنجاز المرحلة الأولى من المشروع بإصدار (عشرين) عددًا من سلسلة (رؤية) هي : مفاهيم يجب أن تصحح في مواجهة التطرف ، وفقه بناء الدول ، وبناء الشخصية الوطنية ، ومفاهيم يجب أن تصحح في فقه السيرة والسنة ، وفقه الدولة وفقه الجماعة ، والحوار الثقافي بين الشرق والغرب ، وحماية دور العبادة ، والكليات الست ، وضلالات الإرهابيين وتفنيدها ، وخطورة التكفير والفتوى بدون علم ، وهويتنا الواقية في زمن العولمة ، و فقه النوازل "كورونا المستجد أنموذجًا" ، وبناء الوعي ، ومخاطر الإلحاد وسبل المواجهة ، والأدب مع سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ، وفي رحاب فن المقال ، وقواعد الفقه الكلية ، والكمال والجمال في القرآن الكريم ، ونعمة الماء .. نحو استخدام رشيد للمياه ، والإسلام يتحدث عن نفسه، حيث حققت السلسلة منذ إطلاقها من نحو ثمانية أشهر تقريبًا مبيعات زادت على نصف مليون نسخة. ولقد حفز إنجاز ونجاح المرحلة الأولى الوزارتين على الإعداد للمرحلة الثانية من المشروع ، والدخول فيها من خلال عدة محاور : الأول : استكمال مسيرة هذه السلسلة الرائعة ، والثاني : التوسع في نشرها ورقيًّا وإلكترونيًّا وتوزيعها على المدارس والجامعات ومراكز الشباب ، وتحميلها إلكترونيًّا على مواقع الجهات المعنية بالثقافة وبناء الشخصية في ضوء العمل المشترك واللجنة المشتركة بين وزارات : الأوقاف ، والثقافة ، والتربية والتعليم ، والتعليم العالي ، والشباب والرياضة ، ووزارة الدولة للإعلام ، والهيئة الوطنية للإعلام ، والثالث : إطلاق سلسلة رؤية باللغات الأجنبية ، وجار طباعة أول عددين منها باللغة الإنجليزية والفرنسية ، وهما : فقه بناء الدول ، ومفاهيم يجب أن تصحح في فقه السيرة والسنة .