منذ أن استشرى وباء كورونا فى مصر منذ منتصف مارس الماضي، والصيدليات تتعامل مع الامر، وكأنه "غنيمة حرب"، فمع تزايد الطلب على أدوات الحماية والوقاية مثل الكمامات والقفازات والكحول، وتزايد الطلب ايضا على بعض الانواع من الادوية مثل خوافض الحرارة والمسكنات وبعض انواع المضادات الحيوية والفيتامينات؛ نتيجة لزيادة حالات الاصابة أو للجوء البعض لتخزينها تحسبا للإصابة فى يوم ما، كل ذلك أعطى بعض اصحاب الصيدليات الفرصة؛ للمغالاة فى اسعار بعض مما يباع عندهم من غير الأدوية ، بدون اى التزام وكأنها فرصة للتربح بأى شكل. كلما سألت الصيدلية عن اقراص "بانادول" باعتبارها مسكنا خفيفا وآمنا، فإن الاجابة تكون غير متوافر وكل أنواع "الباراسيتامول"..هذه المرة سألت فكانت الاجابة بتوافر عبوتين منه من بواقي شحنة مستوردة، فطلبت واحدة مع أدوية أخرى، ففوجئت بأن سعرها فى فاتورة الشراء 160 جنيها، وهو تقريبا اربعة اضعاف السعر العادي، كما ان العبوة بالية ومفتوحة، وعندما استفسرت عن الامر قيل لى إن الشكل الخارجي لا يضر بصلاحية الدواء مادام تاريخ صلاحيته لم ينته بعد، وإن هذا الشكل ناتج عن اجراءات الشحن؛ حيث يتم إفراغ العبوات الخارجية وشحنها منفصلة عن الاقراص، بالطبع أبلغت الصيدلية بأنني لن أكون مطمئنة اذا ما استخدمت عبوة دواء بهذا الحال من الرداءة. اللهاث والجري بين الصيدليات فى ظل انتشار فيروس كورونا وخضوع بعض المصابين للعزل المنزلي، أصبح حالة يضطر لها البعض، وهى حالة تستغلها الصيدليات لحجب انواع من الادوية ذات الطلب المرتفع، وبيعها بشكل سري للمعارف بأسعار أعلى، وهو أمر يتطلب تدخل وزارة الصحة لوضع ضوابط لحالة الفوضي فى الصيدليات وخاصة فيما يتعلق بالأدوية التى يتم من خلالها معالجة حالات كورونا، كأن يكون هناك إلزام بضرورة وجود روشتة علاج قبل الصرف كما هو الحال فى كثير من الدول، وإلا يترك أمر صرف الدواء بشكل عشوائي خاصة فى أوقات تزايد حالات الاصابة بفيروس كورونا، كما انه يجب صرف ادوية بروتوكول العلاج من وزارة الصحة الى المصابين مباشرة ودون الحاجه للف على الصيدليات. ولعل مشهد التزاحم حول صيدليات الاسعاف لصرف أدوية علاج فيروس كورونا، هو خير دليل على حالة الفوضي فى صرف الادوية؛ حيث طالب الدكتور أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، الحكومة بحل أزمة تكدس مصابي فيروس كورونا والمخالطين أمام صيدلية الإسعاف؛ لصرف دواء العزل المنزلي. وحذر النائب في بيان عاجل من أن صيدلية الإسعاف تحولت إلى بؤرة لانتشار فيروس كورونا خصوصا وأن أغلب المترددين عليها من المصابين أو المخالطين وذويهم، مما يهدد بانتشار العدوى بأعداد كبيرة. واقترح النائب، إتاحة صرف بروتوكولات العلاج لحالات العزل المنزلي والمخالطين في جميع الصيدليات على مستوى الجمهورية مع الأخذ في الاعتبار عدم صرفها إلا من خلال روشتة علاج. فوضى تجارة الأدوية تحتاج لوقفة من الجهات المختصة، ويكفى الناس ما تعانيه فى مواجهة فيروس مجهول، ويجب ألا نتركها فريسة فى أيدى تجار الأزمات.. حفظ الله مصر وشعبها.