استقبل الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر اليوم الخميس وفدًا من التيار الشعبي المصري برئاسة حمدين صباحي. وأكد أعضاء الوفد أن الأزهر الشريف ملاذ كل المصريين والعرب، وهو المعبر عن وسطية الدين الإسلامي والشعب المصري وانه ضمان لوحدة نسيج الوطن المصري. وأضافوا أن دور الأزهر أكبر من أن يكون دورًا سياسيًا، بل هو دورٌ وطنيٌ يعبِّر عن قواسم مشتركة، وأن جموع المصريين علي اختلاف طوائفهم وأحزابهم يثقون في قدرة الأزهر بعلمائه علي صون حرية واستقلال الوطن، ولعل الأحداث الأخيرة كانت فرصة اختبر فيها المصريون مشاعرهم تجاه الأزهر الشريف، وجعلتهم ينتقلون إلي مرحلة الوعي العام بالأزهر ودوره. وأشار وفد التيار الشعبي إلي أنهم قدموا مقترحًا لتشكيل لجنة مشتركة بين التيار الشعبي والأزهر لتكون حلقة الوصل بينهما, والعمل علي إعادة تفعيل دور المعاهد الأزهرية, واستعادة دور الأزهر في توحيد الخطاب الديني للحد من المغالاة في الفتاوي والتشدد الذي وصل إلي حد التكفير في بعض الأحيان. ومن جانبه عبّر حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، عن شكره وامتنانه لاستقبال الإمام الأكبر والوفد المرافق له، موضحًا أنه جاء ليؤكد ثقته ودعمه لدور الأزهر الوطني وإمامه الأكبر باعتباره يعبّر عن القواسم المشتركة للوطن، كما نقل رسالة احترام خاصة لجهود الإمام الأكبر لصيانته استقلال مؤسسة الأزهر في مواجهة محاولات التسييس، وأنه يثق في قدرة هذه المؤسسة علي صيانة استقلالها، وصيانة وحدة الوطن. وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب، شيخ الأزهر: الأزهر تكمن قوته في حبّ الناس له والتفافهم حوله، فالأزهر عليه واجب تجاه هؤلاء جميعًا، يحافظ علي عقيدة المسلمين، وعلي نسيجهم الوطني، ولعل بيت العائلة أرسي مفهوم التلاقي بين المسلمين والمسيحيين، فهي تجربة أكّدت أن مصر لم يحدث فيها اقتتال علي الدين إطلاقًا، فلم يقف مصري مسلم في وجه مصري مسيحي، وأكبر دليل علي ذلك وجود المساجد بجوار الكنائس، مضيفًا: إن المأساة الحقيقية هي استدعاء الدين وتلبيس المشاكل عباءته.