مد يده إلي كوب الماء وارتشف ثلاثا، فردد بجوارحه ذهب الظمأ، وابتلت العروق وثبت الأجر. اخذ تمرة سريعة فكسر صيامه فنادي المنادي استقم و أقم الصلاة. ترك سلاحه جانبا فهو بين يدي الله , فلم تزغ عيناه جانبا، ليتحقق هل هناك من متربص! فصومه وصلاته خالصة لوجه الله , لا لرئاء الناس، هو يعلم أن الله لن يضيعه، فما أحب علي الله من عين باتت تحرس في سبيل الله، صلي مغربه وها هو ورفاقه يفترشون ارض وطنهم يتقاسمون إفطارهم، يقضمون لقمتهم ممزوجة بتراب هذا الوطن، ثم.. تنطلق طلقات الغدر ، طلقات آثمة ، طلقات الغل والحقد ليس بها من الإسلام من شيء، ولا من الإيمان من شيء، ولا من العقيدة من شئ، إنما هي كل الكفر ، فدم المسلم علي المسلم حرام , ودم من استأمنك علي حياته مسلم او غير مسلم حرام ، طلقات لا يعرف مصوبها أن في صعود تلك الأرواح إلي السماء، تتساءل الملائكة اي روح طيبة هذه أيها القاتل هل تم تغييبك، هل كفروهم فحق عليهم القتال، لكن أين القتال؟ الم تعرف عن دينك سوي القتل والدم، هذا ما هو الدين، ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَي تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَي أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ البقرة: 85] هذا هو القرآن الكريم ليس ما تلقيتموه من قطبكم او ما حرفتموه لأهوائكم و أغراضكم فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الدنيا ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب الاخوة السلفيون أين تطبيق الشريعة ما تسعون له، أو ليس القصاص لجنودنا أولي، أم اننا بتنا في لهث وراء منصب او جاه زائف، أما لكم من نخوة وحرص علي وطنكم الذي ذكره رب العالمين في القرآن مصر ، أو ليست مصر أمانة في رقابكم إلي يوم الدين ان ضيعتموها إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا '72 الأحزاب' أنت يا من يديك ملوثة بالدماء , كيف تبات ليلك وصور جثثهم لا تقتحم أحلامك، ألا تريد ان تستريح , الا تريد ان تفصح عما فعلت، أما ندمت عن فعلتك الشنعاء، أما تريد ان تكون اقوي من الحكومات والمنظمات والتنظيمات، فلم لا تخرج علينا وتعلن مسئوليتك عن هذا الحادث. إذن ما يحاك لنا الآن ليس عملا إرهابيا غرضه التخويف وتلقيننا درسا و إلا كانت تلك الجهة أفصحت عن هويتها ، إنما هو عمل سياسيا بالدرجة الأولي و آتي أؤكله، أي تم تحقيق الهدف من وراءه، إذن فحان يوم المكاشفة، أوراق كثيرة سقط عنها غطاءها. المواربة والمهادنة أصبحت ركيكة، كسيحة، حجة الجبناء.