أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أن هناك محاولات لاستهداف أعمدة الحياة المصرية مثل الأزهر والكنيسة والقضاء والتعليم وغيرها من الأعمدة في مصر. وقال البابا تواضروس -في مقابلة مع برنامج 'الحياة اليوم' الذي أذيع علي قناة 'الحياة' الفضائية الليلة- 'إن تلك المحاولات تعمل علي هدم الكيان المصري والذي يعد محورا في المنطقة.. فمصر دولة قوية طوال عمرها رغم أوقات الضعف التي تمر بها.. ولكنها ستستمر قوية لانها أم الدنيا'. ورفض البابا تواضروس إطلاق كلمة خصم علي النظام الحاكم حاليا.وقال 'إن هذه كلمة قاسية', معترفا في الوقت ذاته بأن هناك مخاوف لدي الاقباط بسبب التصريحات من هنا أو هناك, مطالبا الرئاسة بإرسال رسائل طمأنة للاقباط وغيرهم. وحول أحداث الكاتدرائية التي وقعت مؤخرا, قال البابا تواضروس إن سوء التقدير الأمني كان هو الغالب علي أزمة أحداث الكاتدرائية, مشيرا إلي أنه التقي بوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ووعده بسرعة الكشف عن المتهمين المتورطين في تلك الأحداث. وأضاف أن الاحداث كانت طبيعية حتي خروج أهالي أحداث الخصوص بعد الصلاة علي جثث أبنائهم, مشيرا إلي أن الرئاسة أنكرت بيان الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي و'الذي كان له غرض هو التغطية علي أحداث الكاتدرائة وتبرير موقف المسئولين أمام الغرب والقاء الاتهامات علي الأخرين. وأشار البابا تواضروس إلي أنه وبالرغم من تصريحات الرئيس محمد مرسي ومشاعره الطيبة الا أن الاعتداءات استمرت علي الاقباط خارج الكاتدرائية. وقال إن مشاركته في جنازة أحداث الخصوص كانت ستزيد الأمر اشتعالا والاعتكاف كان معد له قبل تلك الاحداث, مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك غضب لدي الاقباط نظرا للاحداث التي وقعت لانه أمر محزن. وأكد البابا أن صورة مصر في الخارج هي شغله الشاغل خلال تلك الاحداث, مشيرا إلي أن مصر قابلة للتعايش وهذا ما يؤكده التاريخ, مشيرا إلي أن ما يهمه في المقام الاول هو صورة مصر في الخارج مما يؤثر بشكل أو بأخر علي مصر داخليا وخارجيا. وأشار إلي أن الكنيسة قبلت الجلسات العرفية في أزمة الخصوص بسبب غياب القانون, مشيرا إلي أننا في مصر نعرف أسباب ومفاتيح حلول الأزمات الطائفية ولكن المسئولين يتجاهلون ذلك. وأوضح البابا أن العنف يولد عنف.. والفعل له رد فعل, نافيا ما يتردد عن وجود أسلحة داخل الكنائس, مشيرا إلي أن كل هذه الاتهامات مجرد شائعات من أشخاص معينة. وأضاف أن دور الكنيسة هو دور روحي يقتصر فقط علي تعاليم الاديان, مشيرا إلي أن هناك أدوار أخري اجتماعية تقوم بها الكنيسة من أجل مساعدة الفقراء من ابناء المجتمع. ورفض البابا أن يكون للكنيسة أي دور سياسي, مشيرا إلي أن المواطنة تفرض علي الكنيسة تشجيع ابناءها علي المشاركة السياسية ولكنها لا توجههم لانتخاب مرشح أو حزب بعينه. وأشار إلي أن معاقبة الاقباط علي تصويتهم لمرشح بعينه يتنافي مع الديمقراطية التي جاءت من أجلها ثورة 25 يناير, موضحا أن الديمقراطية في مصر 'ناشئة'.