قام السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي بافتتاح مؤتمر "مستقبل تحلية المياه في مصر والشرق الأوسط"، والذي ينظمه مركز بحوث الصحراء، بحضور كارلوس كوزين رئيس الرابطة الدولية لتحلية المياه والدكتورة ماريام بالابان أمين عام الجمعية الأوروبية لتحلية المياه، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور سيد إسماعيل نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، والدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء. وقال وزير الزراعة -خلال كلمته أمام المؤتمر- إن المؤتمر يضم مجموعة متميزة من خبراء صناعة تحلية المياه في مصر والعالم.. مشيدًا بدور مركز بحوث الصحراء أحد جناحي البحث العلمي التطبيقي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تبنيه مشروعات وأبحاث تحلية المياه من خلال تأسيس مركز "التميز المصري لأبحاث تحلية المياه" والذى يعتبر مركزًا للتنسيق بين البحوث والتصنيع في مجال إعادة تدوير وتحلية المياه بالتعاون مع مركز "دعم الابتكار ونقل وتسويق التكنولوجيا"، حيث يسعى المركزان بما لديهما من خبرات بالتنسيق مع الجهات البحثية والصناعية داخل مصر وخارجها من خلال منظومة متكاملة إلى توطين صناعة تحلية المياه في مصر. وأضاف القصير أن قضايا ومشكلات المياه أصبحت معقدة وتشمل العديد من القضايا الفرعية مثل نقص المياه وتلوثها ونوعيتها وأيضا قضية تخصيص المياه بين الاستخدامات والمتطلبات والأنشطة المختلفة مضيفًا أن التغيرات المناخية تزيد المشكلة تعقيدًا والتي تؤدي إلى نقص كميات الأمطار وارتفاع معدل التبخر، إضافة إلى ارتفاع الطلب المتزايد على المياه نتيجة الزيادة السكانية المطردة وتلبية احتياجات الأنشطة الزراعية والصناعية والسياحية وغيرها، مما جعل دول العالم في أشد الحاجة إلى تنويع مصادر المياه حيث بدأت تتجه الأنظار إلى الاعتماد على مياه البحار والمحيطات المتاحة بوفرة أو المياه الجوفية وتدوير وتحلية المياه كمصدر أساسي لتلبية متطلبات الشرب والزراعة في ظل تناقص موارد المياه العذبة في كثير من دول العالم، مع عدم إغفال أهمية ترشيد الاستهلاك ضمن مواجهة هذه المشكلة. وأكد وزير الزراعة أهمية تطوير التقنيات الفعالة والبيئية والبحثية القابلة للتطوير والتوسع لسد الحاجة إلى المياه الصالحة للشرب حيث أصبحت على قائمة أولويات الحكومات في منطقة الشرق الأوسط. وأشار القصير إلى التطوير فى مجال الأبحاث لتحلية المياه والذي يعتمد على تطوير أغشية جديدة عالية السرعة يمكنها مقاومة الملوثات والعمل بكفاءة في مستويات ضغط منخفضة ودرجات حرارة عالية أيضا تستهدف التقنيات الجديدة للتحليل على تطوير عمليات المعالجة للملوحة والتقليل من استهلاك الطاقة وإنتاج عمليات التحلية المستدامة بالاعتماد على استخدام موارد الطاقة المتجددة كبديل أفضل لتشغيل محطات تحلية المياه للحد من الانبعاثات التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا للتلوث. وأشار وزير الزراعة إلى أن التحالف العالمي لتحلية المياه يسعى للاعتماد على نسبة متزايدة باستمرار من الطاقة النظيفة لتشغيل محطات تحلية المياه خاصة وأن الاعتماد على هذه المصادر يعتبر البديل المثالي المُستدام والاستثمار الاقتصادي في ظل الاتجاه نحو خفض معدل تكلفة مصادر الطاقة المتجددة .. متمنيًا أن يشهد المستقبل تكاملًا واعدًا وفاعلًا بين مصادر الطاقة المتجددة وتحلية المياه. وأوضح أنه أمام كل هذه الحقائق، تبنت الدولة المصرية توطين صناعة تحلية المياه في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية واتجهت نحو إنشاء العديد من محطات تحلية المياه في كثير من المدن الساحلية وشمال وجنوب سيناءوالغردقة ومطروح وغيرها من المناطق تكلفت المليارات من الجنيهات منها على سبيل المثال محطة "اليسر" في مدينة الغردقة والتي تجاوزت تكلفتها المليار جنيه وتعد من أكبر المحطات في المنطقة وإفريقيا؛ بهدف تلبية احتاجات المواطنين من المياه وتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة لهذه المناطق. وفي نهاية كلمته.. توجه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بالشكر لكل القائمين على المشروع القومي لتحلية المياه الذي يحقق تطلعات الدولة المصرية في مجابهة مشكلة نقص المياه، كما توجه بالشكر لكل القائمين على تنظيم هذا المؤتمر وكذا كل الجهات الداعمة والراعية وتمنى أن يخرج المؤتمر بنتائج وتوصيات فاعلة تضيف إلى ما تم من جهود وخطوات على سبيل توطين هذه الصناعة في مصر باعتبار ذلك هدفًا رئيسيًا تتبناه الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. من ناحيته..أشاد وزير الدولة للإنتاج الحربي بروح التعاون الذي تشهده الحكومة حاليًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تتعاون كل أجهزة الدولة وتعمل كفريق متكامل في مواجهة الأزمات وأيضًا تشيد الإنجازات. وأشار إلى التحدي الذي يواجه مصر في ندرة المياه الذي يفرض علينا جميعًا الاتجاه بقوة نحو تحلية المياه وتوطين تكنولوجيا حديثة في مصر تسمح باستخدام المياه أكثر من مرة وتصلح للزراعة العضوية الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد القومي. وأشاد العصار بدور القوات المسلحة في إقامة محطات تحلية عملاقة بالمناطق الساحلية والحدودية كما أشاد أيضًا بجهود الهيئة العربية للتصنيع في هذا المجال، وأضاف أنه تم إنتاج حوالي 63 محطة تحلية بمصانع وزارة الإنتاج الحربي لصالح وزارة الإسكان. وتناول العصار أيضا الجهود التي تبذلها وزارة الإنتاج الحربي من أجل تحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات صناعية تخدم المجتمع والتي كانت حلمًا كبيرًا وتحقق بفضل التعاون مع وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي. بدوره..أكد الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي أهمية البحوث العلمية التطبيقية في خدمة المجتمع ودور الأكاديمية في التنسيق والتعاون بين كافة أجهزة الدولة من أجل تحقيق رؤية مصر 2030 واستيراتيجية وزارة التعليم العالي..قائلا :إن أكاديمية البحث العلمي تقوم بتوفير الموارد المالية اللازمة لدعم الأبحاث العلمية التي تخدم أغراض التنمية المستدامة التي تنشدها الدولة. من ناحيته.. استعرض الدكتور حسام شوقي أمين عام المؤتمر إنجازات مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه التابع لمركز بحوث الصحراء والدعم الذي يلقاه من جميع أجهزة الدولة، بالإضافة إلى إنجازات التحالف الوطني لتحلية المياه الذي تشارك فيه جميع الهيئات والوزارات المعنية والذي أوشك على الانتهاء من تصنيع خط إنتاج محلي لإنتاج أغشية تحلية المياه. وعقب الجلسة الافتتاحية، قام الوزيران بافتتاح معرض تكنولوجيا المياه المقام على هامش المؤتمر.