تعد مدينة إدلب السورية مركزًا لمحافظة إدلب الواقعة بشمال سوريا، ويطلق عليها إدلب الخضراء لكثرة أشجار الزيتون بها، ووفقا لموسوعة الويكيبديا فإنها تبعد عن مدينة حلب ب59 كم، وعن دمشق العاصمة ب309 كم، كما أنها تعتبر منطقة سياحية بامتياز لشهرتها التاريخية وآثارها الضاربة فى القدم، وتقسم محافظة إدلب إلى خمس مناطق إدارية هى منطقة إدلب 1504.6 كم2، منطقة أريحا 581.9 كم2، منطقة معرة النعمان 2021.97 كم2، منطقة جسر الشعور 1077.7 كم2، ومنطقة حارم 811.55 كم2، يقدر عدد سكانها بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة غالبيتهم من العرب وعدد قليل من الأكراد والأتراك، وينتمى أكثر هؤلاء السكان إلى الطائفة السنية، ونسبة منهم من المسيحيين والدروز ومن أقليات دينية أخرى. ويقدر معدل نمو السكان سنويًا ب 5,15 لتكون ثانى مدينة سورية من حيث معدل نمو سكانها. وكانت محافظة إدلب من أولى المحافظات التى شهدت مظاهرات ضد الحكومة وخرجت عن سيطرتها عام 2015 وسقطت فى قبضة جبهة النصرة سابقًا وأحرار الشام لاحقًا، ثم أصبحت الوجهة النهائية لآلاف المسلحين وأسرهم الذين انتقلوا إليها فى إطار اتفاقات مع الحكومة السورية بعد تحرير الجيش الوطنى السورى للكثير من المناطق السورية من قبضة الإرهابيين، ومن ثم نزوحهم بشكل مؤقت إلى إدلب بحيث وصل عدد سكانها فى الوقت الراهن إلى أكثر من مليونى شخص بينهم مئات الآلاف من النازحين واللاجئين من مناطق ريف دمشق ومن حلب وحمص وحماة، ليشكل الإرهابيون والمعارضون بها بمساعدة تركيا وقوى غربية وأمريكية خطرا على أمن ووحدة الدولة السورية ناهيك عن تواجد القوات الأجنبية بما فيها القوات التركية الموجودة بإدلب وبالساحل الشمالى السورى الممتد بطول الحدود التركية، فبعد تحرير جسر الشعور بإدلب ها هو الجيش السورى العظيم بمساعدة القوات الروسية يحرر مؤخرًا وبفخر مدينة معرة النعمان وضواحيها التى تعتبر ثانى اكبر المدن بعد مدينة ادلب ومن ثم السيطرة على غالبية الطريق الدولى الذى يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، إذ يواصل الجيش السورى تحركاته وتقدمه بفدائية واستبسال نحو مدينة سراقب وتحرير محافظة إدلب استعدادا لخوضه لمعركة الشرف الكبرى مع الأتراك الذين جلبوا الإرهابيين إلى المنطقة من أجل السيطرة على سوريا ومقدراتها وتقاسم ثرواتها مع الغرب ومع الإرهابيين ومن ثم إعادة بناء دولة الخلافة العثمانية بالمنطقة انطلاقًا من العراقوسوريا. ومع فرحة السوريين وفرحة الشعوب العربية بهذا الإنجاز فان تركيا قد هددت بالرد على أى هجوم تجاه نقاط المراقبة التابعة لها فى محافظة إدلب والتهديد بضرب الجيش السورى لوقف تقدمه، فى الوقت الذى يواصل فيه الجيش السورى عملياته لتحرير أرضه، إلا أن الغريب فى هذا الأمر أن حذرت وزارة الدفاع التركية فى بيان مفاده بأنها سترد بدون تردد فى إطار الحق المشروع فى الدفاع عن النفس على أى محاولة تهديد لنقاط المراقبة التركية فى المنطقة التى تعود ملكيتها أساسا، أى بعدم انسحابها منها، ونشرها لذلك عشرات المدرعات والآليات العسكرية التركية بمحافظة إدلب لتهديد تقدم الجيش السوري، وبرغم تلك التحديات والمعوقات تمكن الجيش السورى مؤخرا من تحرير معرة النعمان الواقعة على الطريق الدولى المعقل الأكبر للمسلحين بجنوب منطقة إدلب، ومواصلته خوض اشتباكات دامية ضد هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى بريف حلب الغربى لوضع حد للاعتداءات الإرهابية والتركية التى يسكت عنها ويتجاهلها التحالف الدولى بقيادة أمريكا، ولهذا فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأن واشنطن تعرقل استعادة الحياة الطبيعية فى سوريا عبر العقوبات ومنع المساعدات الإنسانية عبر قلقها وتشدقها المزعوم حيال حياة المدنيين ومعاناتهم فقط برغم إلحاق الهزيمة بالإرهابيين وتحرير الأراضى والمدنيين بسوريا، ودعوات واشنطن المتكررة لوقف فورى لعمليات الجيش السورى فى إدلب وغربى حلب، ولهذا فقد أعلنت الخارجية الروسية بأنها لن تسمح بوجود محميات للإرهاب البغيض فى سوريا، وهو الأمر الذى أكد عليه الرئيس الروسى وهو القضاء على الإرهاب إن آجلاً أم عاجلاً، قائلاً بأن النظام السورى يمتلك الحق الكامل فى تطهير بلاده من الإرهابيين وضمان أمن مواطنيه، وقد أكد الرئيس السورى بشار الأسد مرارًا وتكرارًا بأن هدف المعركة فى إدلب هو القضاء على الإرهاب الذى يهدد أمن وسلامة السوريين، ومشددا بأن أولوية الجيش السورى الآن هى مكافحة الإرهاب برغم المخططات الدولية والإقليمية وبرغم الكثير من الصعوبات والتحديات والاتهامات الباطلة الموجهة له فى ملاحقة ما تبقى من التنظيمات الإرهابية المسلحة ومن التدخلات الدولية غير الشرعية، ولهذا فإن العمل العسكرى السورى سيظل بالمرصاد لتطهير إدلب وغيرها من آخر معاقل جبهة النصرة التى يشكل وجودها مع الكثير من الميليشيات المسلحة أكبر عقبة أمام تعجيل حل الأزمة السورية، وبتطهير كامل التراب السورى من الإرهاب بمختلف مسمياته وبتحرير سوريا من قبضة التدخلات الخارجية والتعجيل بلم شمل أبنائها وإعادة بنائها واستقرارها.