استقبل صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام، أعضاء لجنة الشئون الإفريقية بمجلس الشوري برئاسة النائب علي فتح الباب بمكتبه بماسبيرو ظهر اليوم لمناقشة وسائل التعاون الإعلامي بين مصر ودول إفريقيا وحوض النيل. وأكد وزير الإعلام علي أهمية البعد الأفريقي و أن الدولة بمختلف مؤسستها ماضية في التواصل مع أفريقيا، و أن مصر غابت عن محيطها الأفريقي طيلة ال 30 عاما الماضية، وسوف تستعيد مصر وضعها الإقليمي قريبا خاصة أن الزيارات الخارجية الأولي لرئيس الجمهورية كانت لدول الجوار بإفريقيا وأخرها دولة السودان، من خلال مشروعات الربط البري والساحلي بين مصر والسودان كالخط البري بين القاهرة وجنوب إفريقيا وخط القطار الذي سيربط القاهرة بالخرطوم. وأشار الوزير الي ما إثير في وسائل الإعلام عن حلايب وشلاتين مؤكدا أنها أرض مصرية، ولم يطرح هذا الموضوع في مباحثات الرئيس محمد مرسي مع المسئولين في السودان وملتزمون بثوابت الدولة المصرية ويربطنا بالسودان الشقيق علاقات أزلية لا يمكن أن تتأثر، وأدعو الإعلام أن يكون داعما لهذة العلاقات. كما أكد عبد المقصود أن الإعلام الأفريقي جزء لا يتجزأ من منظومة التنمية الشاملة في قارتنا، الأمر الذي يفرض أهمية بالغة علي استمرار تدريب الكوادر الإعلامية ويؤكد علي دور مصر تجاه أشقائها ودلالة قوية علي عمق ومتانة علاقة مصر بقارتها الأفريقية. وأضاف وزير الإعلام أنه انطلاقا من التواصل مع الأشقاء الأفارقة أطلقت مصر أول إذاعة مصرية موجهة لأفريقيا باللغة السواحيلية منذ حوالي ستين عاما، ثم توالي تباعا إطلاق الإذاعات المصرية الناطقة باللغات الوطنية مستهدفة توثيق وتدعيم أواصر التفاهم والتعاون بين شعوب القارة. وقال وزير الإعلام أن عدد الإذاعات المصرية الموجهة لأفريقيا بلغ عشر إذاعات منها ست إذاعات باللغة السواحيلية والفولانية والأمهرية والعفرية والصومالية والهوسا، وأربع إذاعات باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بعدد ساعات بث بلغ تسع عشرة ساعة وخمس وأربعون دقيقة يوميا، وقال الوزير أننا نسعي بقوة لحل كافة المشكلات التي تواجه ضعف البث في بعض الدول الافريقية، وتم وضع الاذاعات الموجهة علي شبكة الانرنت كوسيلة مساعدة في انتشار هذه الاذاعات وتحقيق الأهداف المرجوة منها في التواصل مع أشقائنا في الدول الأفريقية. وأشار إلي أن الوزارة تبذل مجهودا حاليا في تفعيل الأداء الإعلامي مع الدول الأفريقية، قائلا إن معهد تدريب الأفارقة بوزارة الإعلام يقدم خدمات ودورات تدريبية لعدد كبير من الأخوة الأفارقة. وقال اسماعيل الششتاوي رئيس اتحاد الإذاعة و التليفزيون أن دول حوض النيل تمثل بعدا استراتيجيا وأمنا قوميا لمصر، و نعمل علي الحفاظ علي هذا الأمن في إطار تكاملي قائم علي النفع المتبادل، و لدينا العديد من الأجهزة التنفيذية و المؤسسات ذات صلة بالشأن الأفريقي و أقترح أنشاء آلية تنسيقية لكل هذه الجهات لتوحيد هذا الجهد و العمل علي تعميق التعاون بما يعود بالنفع علي مصر و الدول الأفريقية بالنفع، و أضاف الششتاوي أن الإعلام مكون رئيسي في هذه الاستراتيجية و نعمل علي أن يتعاظم دوره في خدمة كافة القضايا المشتركة. و قال النائب علي فتح الباب وكيل مجلس الشوري و رئيس لجنة الشئون الأفريقية أنه يجب علي الإعلام أعادة رسم الصورة الذهنية للدول الأفريقية و تفعيل التنسيق و التعاون لنقل صورة حقيقية عنها و تسليط الضوء علي كافة القضايا المشتركة و أن تكون هناك مضامين إعلامية جديدة تبرز أهمية التواصل و التعاون بين مصر و دول حوض النيل، كما طالب النائب علي فتح الباب بإتاحة فرصة أكبر لتدريب الإعلاميين الأفارقة و التعرف علي التكنولوجيا الحديثة للإعلام مما يساعدهم علي الإلتحاق بمجال العمل، و قد أثني علي الجهد و الدور الذي تقوم به وزارة الإعلام و اتحاد الإذاعة و التليفزيون تجاه أشقائهم من الإعلاميين الأفارقة. وأكد فتحي راشد وكيل وزارة الإعلام والمشرف العام علي تدريب الإعلاميين الأفارقة أن معهد تدريب الإعلاميين الأفارقة بوزارة الإعلام وبالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية يعقد الدورات التدريبية بشكل دوري ومنتظم لرفع كفاءة الكوادر الإعلامية الأفريقية بالغات العربية والأنجليزية و الفرنسية، حيث بلغ عدد خريجي هذه الدورات منذ انشاء المركز و حتي الأن 3479 متدرب. و قد قامت اللجنة بزيارة للمعهد و الاستوديوهات بالمبني و منها 'أستدوديو 5' الذي يعد أكبر أستوديو في المنطقة العربية و قد أشادت اللجنة بالتكنولوجيا الحديثة لهذه الأستوديوهات.