خارطة طريق مصرية لتنمية"القارة السمراء"-تشكل القمة الأفريقة-الروسية تطورا مهما لرسم مسار العلاقة بين الجانبين..ونقطة فارقة لتحقيق سلسلة من مجالات التعاون المشترك علي العديد من الصعد،وبما يلبي طموحات شعوبهم في تنمية الموارد،والاستفادة من مجالات العمل المشترك..في هذا اللقاء يكشف د أحمد نبيه رئيس مجموعة شركات ANB،والذي حظي بدعوة مشاركة في القمة الروسية-الأفريقية،عن أهداف القمة،والمغزي من انعقادها،والفوائد المرجوة من ورائها. -كيف تقيم المشاركة المصرية في القمة الروسية-الأفريقية،وخاصة علي مستوي القمة بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
—لاشك أن الحضور المصري علي هذا المستوي يؤكد الأهمية التي توليها مصر للقمة الروسية-الأفريقية،ناهيك عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو رئيس القمة الأفريقية في العام الجاري 2019،وقد بدا واضحا الاهتمام المصري حين أكد الرئيس السيسى فى كلمته أمام القمة بأن دول الاتحاد الأفريقى تسعى للبناء على ما شهدته القارة من نمو اقتصادى ملموس خلال السنوات العشر الأخيرة، خاصةً من خلال المضى قدماً لتحقيق التكامل عن طريق استكمال كافة المشروعات القارية التى تهدف إلى الاندماج الإقليمى وضرورة قيام الدول الأفريقية بجهد كبير لوضع أطر لحوكمة الشركات والأسواق المالية بما يزيد من استقرار أسواقها وجاذبيتها للمستثمرين الخارجيين.
-تحدث الرئيس السيسي عن مبادرة"إسكات البنادق"ولهذا الحديث أهميته في ظل التصعيد الحاصل بين مصر واثيوبيا علي خلفية قضية سد النهضة،هل لقيت مبادرة السيسي قبولا وصدي لدي رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد الذي شارك في القمة؟.
—كان واضحا أن الرئيس السيسي وفي معرض حديثه أمام القمة أكد أن مصر تعي التحديات التي تواجه جهود ترسيخ الاستقرار في القارة الأفريقية، عارضا الخطة المصرية الطموحة لإسكات البنادق بحلول 2020 ،والتي تعد إحدى أهم الخطوات لتحقيق هذا الهدف الأسمى، وهو الموضوع الذي وعد الرئيس بأنه سيكون على رأس أولويات عمل القادة الأفارقة خلال العام القادم في ضوء أهميته لتحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية في العيش في سلام ورخاء"،الأمر الذي قابله رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد بالترحيب،حين قال أن بلاده "تواجه تحديات كبيرة في مجال الطاقة، تسعى لحلها بالتعاون مع أشقائها، وأيضا بالتعاون مع روسيا"، مجددا التأكيد على التزام بلادة بمبادرة "اسكات البنادق".
-كيف تابعتم الرؤي المطروحة من الرئيسين السيسي وبوتين لتعميق مجالات التعاون الروسي- الأفريق؟.
-الجانبان الروسي والأفريقي،علي مستوي القمة،طرحا وجهات النظر بشكل صريح تجاه العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، على رأسها قضايا التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والفنية والإنسانية، وقام رؤساء الدول والحكومات الأفريقية وروسيا باعتماد إعلان ختامي يعكس المبادئ التي اتفق الجانبان عليها، وأهمها احترام قواعد القانون الدولي، ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة؛ وتحقيق السلم والأمن من خلال بناء نظام أكثر مساواة وعدالة في العلاقات الدولية يقوم على مبادئ التعددية واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتسوية الصراعات بالطرق السلمية، وحماية الهوية الوطنية والتنوع الحضاري؛ كما دعم الإعلان أهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063، وكذا أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030، كما تم تدشين آلية وزارية لمتابعة الحوار والشراكة، وهي جميعها مخرجات تضع أساساً قوياً لتطوير العلاقات الأفريقية/ الروسية.
-هل تستطيع مصر من خلال رئاستها للاتحاد الافريقي التغلب علي التحديات الصعبة التي تتعرض لها القارة الأفريقية؟.
—الرئيس السيسى كان واضحا فى استعراضه للتحديات التى تواجه جهود ترسيخ الاستقرار فى القارة الأفريقية والخطط الطموحة لإسكات البنادق بحلول عام 2020 باعتبارها أحد أهم الخطوات لتحقيق هذا الهدف الأسمى، وهو الموضوع الذى سيكون على رأس أولويات عمل القادة الأفارقة خلال العام القادم فى ضوء أهميته لتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية فى العيش فى سلام ورخاء ،وأكد الرئيس السيسى في كلمته علي سياسة الاتحاد الأفريقى الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات وخطط العمل التنفيذية التى تُحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس واعادة بناء قُدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها فى حماية أوطانها ترسيخاً للاستقرار والسلام.
-ولكن..مواجهة هذه التحديات يجب أن تراعي التفاعل مع الأطراف الاقليمية والدولية،بالنظر لتأثيرها المباشر وغير المباشر في شئون القارة؟.
—نعم،وهذا ماأكدت عليه القيادة المصرية من ضرورة الالتزام بالتفاعل مع الأطراف الإقليمية والدولية فى ضوء إدراكنا لأهمية تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية والدولية فى إطار يرتكز على مبادئ احترام القانون الدولى والمساواة فى السيادة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى للدول وحل النزاعات بالطرق السلمية، وإعلاء قيم العمل متعدد الأطراف .
-وماذا بشأن التعاطي مع قضية الارهاب،باعتبارها خطر يهدد المنطقة ككل،بما فيها القارة الأفريقية؟.
—قضية مواجهة الإرهاب تعد أولوية متقدمة لأجندة السلم والأمن الأفريقية والدولية، ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيداتها، تظل المواجهة الشاملة هى الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب ومحاصرته.
-طرح الرئيس السيسي خلال كلمته أمام القمة النسخة الأولي من منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامة،مامغزي هذا المنتدي،وملامحه لتنسيق التعاون مع البلدان المختلفة؟.
—لاشك أن طرح الرئيس السيسي للنسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة يومى 11 و12 ديسمبر 2019، عمل هام وفاعل،حيث سيكون المنتدي بمثابة منصة إقليمية وقارية يجتمع فيها قادة السياسة والفكر والرأى وصناع السلام وشركاء التنمية فى مدينة أسوان جوهرة النيل، والتى تعبر بحق عن الهوية الأفريقية لمصر ،حيث يستهدف المنتدي كذلك توفير منصة دائمة للحوار والتفاعل بين القادة وصانعى القرار والخبراء من كافة دول القارة الأفريقية وخارجها تُعنى بالعلاقة بين السلام من ناحية والتنمية المستدامة من الناحية الأخرى، من أجل وضع الآليات ذات الصلة القائمة بالفعل موضع التنفيذ وتفعيلها فى السياق الأفريقي .
-وماهي النتائج التي ستعود علي مصر والقارة الأفريقية من مثل هذا المنتدي؟.
—هذا المنتدي،وكلمة الرئيس السيسى في المؤتمر الروسي-الأفريقي تعدان بمثابة خارطة طريق لتحقيق التنمية الشاملة والامن والاستقرار داخل دول القارة السمراء وترسيخ مرحلة جديدة من التعاون الثلاثى بين القاهرة وموسكو وافريقيا فى مختلف المجالات.