تُعد السياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية فى رؤية السعودية 2030، ومن هنا سيسهم مشروع «البحر الأحمر» فى إحداث نقلة نوعية فى مفهوم السياحة وقطاع الضيافة، ففى يوم 31 يوليو 2017م، أعلن صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى العهد، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، عن إطلاق مشروع سياحى عالمى فى المملكة تحت اسم «البحر الأحمر»، يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا فى العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية فى قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية، وذلك على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية فى المملكة والبراكين الخاملة فى منطقة حرة الرهاة. ويشكل هذا المشروع وجهة ساحلية رائدة، تتربع على عدد من الجزر البكر فى البحر الأحمر. وإلى جانب المشروع، تقع آثار مدائن صالح التى تمتاز بجمالها العمرانى وأهميتها التاريخية الكبيرة. ويقع المشروع على ساحل البحر الأحمر على بعد 300 كيلومتر إلى الجنوب من تبوك، بين مدينتى أملج والوجه، ويمتد على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع، وهى مساحة شاسعة مقارنة بغيرها من الوجهات الأخرى، مثل: موريشيوس (203 كم)، وجزر المالديف (300 كم)، وبالى (5637كم)، وهاواى (16637كم). كما تتميز هذه الوجهة السياحية بموقع استراتيجى يشكل نقطة التقاء أوروبا، وآسيا، والشرق الأوسط. فيما يتميز مناخ موقع المشروع بالاعتدال على مدار السنة مع متوسط درجات حرارة يتراوح ما بين 30+31 درجة مئوية. ويشمل المشروع تطوير 4 مناطق رئيسية، هى الجزر، والساحل، والجبال، والصحراء، وفى كل منها سيتم إنشاء منتجعات تتلاءم مع البيئة المحيطة والأنشطة المتاحة فيها. وكذلك، يشمل المشروع كنوزا من شأنها أن تخلق تجربة عالمية فريدة، حيث فيها الساحل والجزر والبراكين الخاملة ومحمية طبيعية، ويمتد الخط الساحلى للمشروع أكثر من 200 كم. ويضم شواطئ خلابة وعشرات الجزر الغنية بالشعاب المرجانية المحمية بيئيا، والحيوانات البحرية المهددة بالانقراض مثل السلاحف الصقرية، والبراكين الخاملة التى يعود تاريخ آخرها نشاطا للقرن السابع عشر ميلاديًا. وحفاظًا على الطابع البيئى الخاص والفريد لموقع المشروع، تم وضع قوانين وآليات تخص الاستدامة البيئية، حيث سيتم العمل على المحافظة على الموارد الطبيعية وفقًا لأفضل الممارسات والمعايير المعمول بها عالميًا. المخطط العام ووفقًا لاستراتيجية المخطط العام للمشروع، تنجز المرحلة الأولى منه عام 2022، وتشمل إنشاء نحو 3 آلاف غرفة فندقية مع مرافقها، ومطار مخصص للوجهة، مع مراسٍ لليخوت، إضافة إلى مرافق سكنية وترفيهية. ومع اكتمال المشروع، سيتم تطوير 22 جزيرة من أصل أكثر من 90 جزيرة بكرا فى الموقع. ويسهم المشروع فى استحداث أكثر من 35 ألف فرصة عمل، كما سيقوم بدور مهم فى دفع عجلة التنوع الاقتصادى بالمملكة من خلال جذب نحو مليون سائح سنويًا، والمساهمة بإضافة 22 مليار ريال سعودى إلى الناتج المحلى للمملكة. وتحكم المشروع معايير جديدة تطمح للارتقاء بالسياحة العالمية عبر فتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم، من أجل التعرف على كنوزه وخوض مغامرات جديدة تجذب السياح محليًا وإقليميًا وعالميًا على حد سواء، ليكون المشروع مركزًا لكل ما يتعلق بالترفيه والصحة والاسترخاء، ونموذجًا متكاملًا للمجتمع الصحى والحيوي. الاستثمارات الأولية يستقطب المشروع أهم الأسماء الرائدة عالميًا فى قطاعَى السياحة والضيافة لتوظيف خبراتها وكفاءاتها واستثماراتها المالية فى إثراء تجارب هذه الوجهة، وتوفير المزيد من القيمة المضافة لزوارها، وتعظيم المكاسب الاقتصادية للمملكة. ويقوم صندوق الاستثمارات العامة بضخ الاستثمارات الأولية فى هذا المشروع، ويفتح المجال لعقد شراكات مع أبرز الشركات العالمية الكبرى، مما سيساهم فى جلب استثمارات مباشرة وجديدة إلى المملكة، مع السعى إلى استقطاب وإعادة توجيه مصروفات السياحة السعودية إلى الداخل. شركة البحر الأحمر للتطوير فى مايو 2018م، أُدرج مشروع البحر الأحمر كشركة مساهمة مغلقة تحت اسم «شركة البحر الأحمر للتطوير»، وهى شركة مستقلة تُعنى بتطوير المشروع، مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، ويرأس مجلس إدارتها سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما يتولى منصب المدير التنفيذى بها «جون باغانو».. المدير التنفيذى للتطوير لمجموعة «كنارى وارف لندن» سابقًا.. ويساعد تحول المشروع إلى شركة مساهمة مغلقة على إنشاء منطقة خاصة فى نطاق المشروع تتمتع بإطار تنظيمى مستقل هدفه التركيز على الاستدامة البيئية وتوفير تسهيلات عدة كمنح تأشيرة دخول لدى الوصول، إضافة لأنظمة تجارية متطورة، ما يُمكن الشركة من التطور والتقدم وصولًا إلى إنشاء وجهة سياحية عالمية. لقاء خادم الحرمين الشريفين فى ديسمبر 2018م، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فريق عمل «مشروع البحر الأحمر»، يتقدمهم سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس إدارة «شركة البحرالأحمر للتطوير»، والرئيس التنفيذى للشركة «جون باغانو». وقد قدم فريق عمل المشروع عرضًا مرئيًا عن مخططه العام، وأهدافه الاقتصادية والتنموية، ليصبح وجهة عالمية فى قطاع السياحة الفاخرة. وفى نهاية الاستقبال، تشرف فريق عمل «مشروع البحر الأحمر» بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الذى أشاد بهدف المشروع الذى سيضع المملكة فى مكانة مرموقة على خريطة السياحة العالمية، وسيسهم فى إيجاد فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلى بالإضافة لتطوير قطاع السياحة فى المملكة، مع الحفاظ على الموروث الثقافى والبيئي. البنية التحتية فى يوم 16 يوليو 2019م، وقعت «شركة البحر الأحمر للتطوير» عقدًا مع شركة «أركيرودون» العالمية، لإنشاء البنية التحتية الأساسية للمشروع، وبحسب العقد سيتم تشييد جسر بطول 3.3 كم، وسيصل البر الرئيس بالجزيرة الأم فى المرحلة الأولى من مشروع البحر الأحمر، كما تتضمن المناقصة بناء رصيفين ساحليين، وأربعة أرصفة جزرية مختلفة. ومن جانبه، قال «جون باغانو».. الرئيس التنفيذى لشركة البحر الأحمر للتطوير..: «تشكل هذه الاتفاقية نقطة تحول بالنسبة لشركتنا، كونها أول عقد بناء رئيسى فى مشروع البحر الأحمر، وبداية عمليات التطوير الشاملة للموقع، وقد اخترنا التعاون مع (أركيرودون) لثقتنا بقدرتهم على التعامل مع التحديات التى ينطوى عليها هذا المشروع، والتزامهم بمبادئ الاستدامة الصارمة التى ننتهجها عبر جميع مراحل عملية الشراء». فيما قال «دينيس كارابيرس».. الرئيس التنفيذى لشركة أركيرودون..: «تمتلك (أركيرودون) سجلاً حافلاً فى تطوير البنية التحتية البحرية حول العالم، وإنجاز مشروعات تجمع بين الابتكار وآخر التطورات فى مجال البناء، ويشرفنا أن نكون أول من يحصل على عقد تطوير رئيسى فى مشروع البحر الأحمر، كما يسرنا التعاون مع فريق المشروع الذى يضع حماية البيئة ضمن أولوياته». الشركات المحلية ولضمان مساهمة الشركات المحلية فى المشروع، سيتم الحصول على الصخور اللازمة لبناء الموقع من 10 مقالع أحجار محلية، وهو رقم مرشح للارتفاع مع تقدم سير العمل، حيث تم بالفعل تأمين الدفعة الأولى من الصخور فى موقع المشروع لتمكين انطلاق أعمال البناء باكرًا. كما ستنخرط الشركات المحلية أيضًا فى مجالات عدّة من المشروع، بما فى ذلك تأمين الموارد مثل الخرسانة الجاهزة، والوقود، والعوارض الصندوقية الفولاذية، وهياكل الدعم المتقاطعة، بالإضافة إلى توريد القدرات البشرية العاملة وغيرها من خدمات الدعم الأخرى التى يستلزمها موقع المشروع. قرية الموظفين فى أواخر يوليو 2019م، أعلنت «شركة البحر الأحمر للتطوير» عن توقيع عقد مشترك لبناء قرية سكنية عمالية متكاملة فى موقع مشروع البحر الأحمر. وفاز فى العقد تحالف مشترك ضم كلا من «مجموعة المجال العربى القابضة»، ومقرها المملكة العربية السعودية، وشركة «آركو- سبيد هاوس»، ومقرها فى دولة الإمارات العربية المتحدة. وبموجب العقد، من المنتظر أن تطوّر كل شركة، خمسة آلاف وحدة سكنية خلال عشرة أشهر، ليصل مجموع من ستتم استضافتهم مبدئيًا فى موقع المشروع إلى عشرة آلاف عامل، على أن يتم كذلك تطوير «مدينة للموظفين» ستستوعب 25 ألف عامل وموظف فى وقت لاحق. حول المشروع يسمح مشروع البحر الأحمر لزواره بتجربة عجائب هذا المكان، من أجل ضمان وسلامة النظام البيئي، ولذا يتم الحفاظ على هذا المشروع بقوانين صارمة وصديقة للبيئة، ليكون على رأس قوائم أفضل الوجهات الممكنة فى العالم على غرار: كوبنهاجن، وأوسلو، وأمستردام ، وهلسنكي، وغيرها. أما الزوار الذين يستهدفهم المشروع، فهم الذين يطمحون لأعلى مستويات الجودة، لخوض تجارب لا مثيل لها، بأفضل مستوى للخدمات، لينافس أفضل الوجهات الشاطئية ال10 فى العالم، مثل: نورث آيلاند (سيشل)، ولا كورنيش (فرنسا)، وليزرد آيلاند (أستراليا).