قال الشيخ عبد البديع الديباوى ، أمام مسجد العمرى بشباس الشهداء بدسوق خلال خطبتة عن الانتماء و حب الوطن ، ان الوطن كلمة صغيرة في الحجم لكنها كبيرة في المضمون، موضحا انه هو الأرض هو الحُب والحنان هو الأمان هو الكَون بإتساعه، كما انه هو الأم المِعطاء، و النَماء والانتماء، وانه الهوية هو الحُب الأوّل والأزلي . مشيرا خلال خطبتة الى انه قد تَغَزّل الشّعَراء فيه على مَدى السّنين والأزمان وَنَظَموا فيه أجمل الأشعار، فهو حُبٌ فِطري مُتَأصلٌ في نَفس الإنسان، مؤكدا الوطن هو ماضي الشّخص وحاضره ومستقبله، وكل شِبرٍ من أرضه تحكي حكاية عشقٍ وانتماءٍ له . واضاف الشيخ "الديباوى " ان الانتماء لا يكون بالكلام إنّما بالفِداء، وأن يسعى كُلُّ فردٍ فيه للحفاظ عليه وتنميته وازدهاره، كما ان الوطن هو الشجرة الطيبة التى لا تنمو إلا بالتّضحيات وتُسقى بالعَرَقِ والدم، وهنيئًا لمن مات دفاعًا عن الأوطان ففي الدّنيا له الذكرُ الحَسَن وفي الآخرةِ له أعلى المقامات. و أوضح " الشيخ الديباوى " ان الإسلام حرص على تعزيز وتنمية حب الوطن داخل أفراده، لافتا ان الأمن والاستقرار في الوطن من أهم النعم التي أنعَمَ الله سبحانه وتعالى بها على عباده، حيث قَرَنَ الله سبحانه وَتَعالى في كتابه العزيز حُبّ الارض بِحُب النفس . مضيفا ان الرسول صلى الله عليه وسلم عَلّمَنا حُبّ الوطن والحنين إليه، عندما قال وهو مفارقٌ لمكة، (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ) [ التمهيد |خلاصة حكم المحدث: صحيح] ، مؤكدا الانتماء والحب تَرَسّخَ في قلب الرسول الكريم لقريته على الرغم من الظلم والعدوان الذي لَقِيه من أهله. واشار "الديباوى " الى ان حُبّ الوطن في الإسلام يعني التزام الشخص بالأخلاق الفاضلة والمبادئ الحَميدة وأمره بالمعروف و نَهيه عن كُلّ مُنّكَرٍ يَراه، وتوحيد الكلمة والصف حتى يكونوا كالبنيان المَرّصوص، وأن يَعيش الجميع بمحبةٍ وتَوّادٍ وتَعاطف، وان من أجمل تجليات حب الوطن الدُّعاء بأن يُديم الله سبحانه وتعالى أمنه واستقراره، وحب الأوطان يَقّتَضي الدفاع عن الدين والمُقَدّسات، وقد جعل الله عزّ وجلّ حماية الوطن والدفاع عنه جهادًا في سبيله، باعتباره موطنًا لعبادته سبحانه وتعالى وإقامة دينه وتعاليمه، ومن أجل أن يكون مكانًا آمنًا للعباد، لأنه يُريدُ لهم الأمن والسلام والصَلاح في الدنيا والآخرة، وليبقوا بعيدًا عن القلق والاضطراب.