قال الشيخ صالح عباس إنه مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي قرر فضيلة الإمام الأكبر تشكيل لجنة للشئون الإفريقية - لا سيما وأن هناك طلابًا من 46 دولة إفريقية يتوافدون للدراسة بالمعاهد والكليات الأزهرية - وذلك لوضع البرامج الداعمة لأشقائنا، وقد وافق على مضاعفة المنح الدراسية المقررة لأبناء إفريقيا لتصبح 1600 منحة، إضافة إلى التوسع في قوافل السلام لنشر ثقافة التعايش والتسامح بدلًا من الكراهية والعنف، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المستحدثة، وإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية. وأضاف أن جهود الأزهر التعليمية في إفريقيا لا تقتصر على استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرص الأزهر على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب إفريقيا، وذلك من خلال 16 معهدًا أزهريًا في عدة دول أفريقية، ويعمل الأزهر من خلال هذه المعاهد على تحسين الأوضاع التعليمية في هذه الدول الشقيقة، ونشر المنهج الأزهري الوسطي، وكذلك انتشار 537 مبعوثًا أزهريا في مختلف دول القارة السمراء، لنشر تعاليم الإسلامية الصحيحة. وعبر وكيل الأزهر عن "أهمية البحث الواقعي لأزماتنا، والسعي الجاد نحو حلها، بمراعاة فقه الأولويات؛ إعلاءً لمبدأ: «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية».. فنحن أدرى بما يُواجهنا من تحديات، والأقدر على تجاوزها، ولا أرى طوقًا للنجاة بمنأى عن البحث العلمي؛ فما أحوجنا الآن إلى بناء شراكة حقيقية بين مؤسسات التعليم العالي في أفريقيا تنطلق من تيسير تبادل الخبرات الأكاديمية والرسائل العلمية والدراسات والأبحاث التخصصية والمجتمعية عبر التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة". ودعا اتحاد الجامعات الأفريقية إلى المبادرة بإطلاق بنك للمعرفة على شبكة الإنترنت، يُتيح للباحثين الاستفادة من هذا الإنتاج الفكري الثري، ويُوفر للحكومات ولصنَّاع القرار، فرصة تبنى سياسات عملية، تُلبى طموحات الشعوب الأفريقية، وتضمن لهم العيش الكريم، والسعي الجاد نحو التوسع في إتاحة فرص ميسرة للتعليم العالي المتطور بمختلف البلدان الشقيقة بمراعاة شواغل الشعوب واحتياجاتها. وأكّد عباس أهمية مواكبة أحدث المعايير الدولية، من خلال الارتباط العلمي الوثيق مع كبرى الجامعات العالمية عبر اتفاقيات الشراكة العلمية التي تضمن الجودة الشاملة، إضافة إلى تشجيع ثقافة البحث العلمي والإبداع والابتكار خاصة في المجالات التنموية؛ لمواجهة التحديات القارية، وتعزيز التنافسية العالمية، وزيادة فرص التدريب التقني والمهني بما يُلبى احتياجات سوق العمل. وفي ختام كلمة وجه وكيل الأزهر رسالة لشباب الجامعات الأفريقية، قائلاً: «أفريقيا تُناديكم، وتتطلع إلى سواعدكم الفتية في البناء والتعمير، فلَّبوا النداء، واقهروا الصعاب بالعلم النافع والعمل الجاد.. وطِّنوا أنفسكم على الأخوة الإنسانية والوحدة القارية.. كونوا دعاة خير وسلام، وبُناة حضارة»، داعيًا إلى ترسيخ المنظومة القيمية والأخلاقية في المناهج الدراسية بالجامعات؛ بما يُسهم في بناء الإنسان على النحو الذى يؤهل الخريجين لإثراء الحضارة الإنسانية.