جاءت القمم العربية التي عقدت أواخر الأسبوع الماضي بمكة المكرمة بالسعودية لتكون بمثابة إنذار قوي من كافة البلدان العربية والإسلامية التي أكدت تضامنها ووقوفها بكامل قواها تجاه كل التحديات التي تواجه السعودية والإمارات والبحرين وكافة البلدان العربية كما أظهرت تلك القمم درجة كبيرة من الوحدة والقوة والإصرار في مواجهة التحديات معًا ليس بالحرب ولكن بالتمسك بموقفها في عدم السماح بوقوعها تحت أي تهديد أو ابتزاز ورفض واستنكار الأعمال الجبانة التي تعرضت لها السفن بالإمارات ومعامل النفط بالمملكة العربية السعودية وغيرها من عمليات إطلاق الصواريخ البالستية وهجوم الطائرات بدون طيار من جاني الحوثيين المدفوعين من إيران، كما عكست القمم الثلاث درجة عالية من وحدة الصف والكلمة الواحدة لقادة وزعماء العرب في مواجهة أي تهديدات للمنطقة، وعلي رأسها تكرار الاعتداءات الإرهابية من قبل إيران على السفن في المياه الإقليمية الإماراتية واستهداف محطتي ضخ نفط بالسعودية، بالإضافة إلى التدخل الإيراني في الأزمة السورية وتأثيرها على وحدة سوريا، وغيرها من التدخلات الإيرانية والتركية في شئون الدول العربية ناهيك عن جرائم التنظيمات الإرهابية المدعومة من دول أجنبية ضد دول المنطقة واعتداءات إسرائيل اليومية علي الشعب الفلسطيني وعلي الأراضي السورية علي مما يستلزم اتخاذ إجراءات رادعة ضد كل طامع ، وعدم السماح بوقوع دولنا تحت أي تهديد أو ابتزاز. ولقد جاء البيان الختامي للقمم الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية ليؤكد علي وحدة الصف الخليجي والعربي والإسلامي ضد كافة أشكال الاعتداءات والتدخلات في شئون دول الخليج وكافة الدول العربية ، ورفض تدخلات إيران وتطويرها البرنامج النووي والذي يعد تحديا سافرا للمواثيق الدولية والتهديدات الأمنية الإقليمية المستمرة منذ أربعة عقود ومنها أنشطة طهران التخريبية وتهديدها الملاحة البحرية وطرق إمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي ،وعلي عروبة الجذر الإماراتية والمطالبة باسترجاعها وعلي الوقوف في وجه الحوثيين والتضامن من اجل عودة الأمن والاستقرار للبيا وسوريا وعلي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واسترجاع أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف مع تأكيد قادة وملوك كافة الدول العربية والإسلامية علي عروبة القدس وعلي استرجاع الجولان السورية وباقي الأراضي العربية من براثن إسرائيل ، ورفض المزاعم الأمريكية ومنها قرارا ت ترامب الأحادية الظالمة تجاه القدس والجولان ،واخذ الحيطة والحذر من صفة القرن التي يروج لها الأمريكان هذه الأيام، مع تأكيد الدول العربية على أهمية الدور الذي تلعبه مصر في أمن وحماية دول المنطقة وأن قوة مصر هي قوة للعرب جميعًا . ورغم تأييد غالبية الدول العربية والإسلامية علي إمكانية استخدامها القوة في وجه تلك التحديات والتهديدات فإنها أكدت في الوقت نفسه علي مد أيادي الحوار والسلام فها تعود إيران وغيرها من الدول الطامعة في دول المنطقة إلي رشدها وفقا للمواثيق والعهود الدولية أم أنها بعد أن رأت بعينها توحد كل تلك الدول مازلت تصر علي العناد والعدوان وإدخال نفسها وغيرها بما لا يحمد عقباه ؟