لسانك حصانك.. مثل يحمل في طياته وبين جنبات حروفه القلائل حكمة وعظة، فلسان المرء عنوان لخلقه ومرآة لثقافته وبيئته، وإذا تجاوز الإنسان دون وجه حق يرتكب ذنبا كبيرا، ويزداد الذنب قبحا إذا كان مرتكبه رمزا أو أيقونة اجتماعية أو رياضية أو غيرها.. التجاوز الأخير الذي حدث من جانب حسام حسن المدير الفني لنادي سموحة في حق رجال الشرطة عقب هزيمته من الأهلي يعكس بصدق الانحدار الأخلاقي والثقافي للتوأم الأشهر في تاريخ الكرة العربية، وينضم لتاريخ طويل من السقطات والانفلات في مشوارهما الرياضي، وما التوأم إلا مجرد مثال لعدة رموز في مجالات مختلفة تجاوزت في حق الشرطة المصرية غير عابئين بكل ما قدمه أبطالها من تضحيات كي يحيى هؤلاء ونحن معهم في أمن وسلام.. ربما كان صمت الشرطة المصرية وصبرها على هذه التجاوزات من باب الحلم والرأفة، وربما كان من باب عدم الالتفات لمستصغر الأمور وتهافت الصغار في ظل ما تواجهه الدولة المصرية من تحديات أمنية؛ إلا أن الأمر يحتاج لوقفة حقيقية من قبل كل ذي عقل وفكر، فكما درأ رجال شرطتنا البواسل بصدورهم ودمائهم خطر إرهاب لا يرحم لحماية أسرنا وذوينا، أصبح لزاما علينا أن نخوض معركة استعادة هيبة رجل الشرطة أمام رموز مشوهة تحاول تدمير الصورة الذهنية للشرطي في عقول أبنائنا.. لا بد من وجود آلية لمحاسبة كل من يهاجم عيون باتت تحرس في سبيل الله من أجل سلمنا المجتمعي، وبشكل فوري ورادع.. يجب على أمثال هؤلاء من نجوم الجهل والانحراف الأخلاقي أن يتيقنوا من عدم مرور الأمر مرور الكرام، وأن الشرطة والقوات المسلحة وكل رمز مشرف خط أحمر لا يجب تجاوزه أو حتى الاقتراب منه إلا بالخير.. فأمثال هؤلاء من لاعبي ومدربي الكرة هم من صنعوا جماعات الألتراس التي أصبحت آفة عانت منها ملاعبنا المصرية كثيرا حتى كادت تقضي على كرة القدم تماما دون رجعة، وما زالت أحداث بورسعيد وغيرها من الأحداث شاهدا على الجريمة الخلقية وصناعة الاحتقان داخل المستطيل الأخضر، والدمج القذر بين الرياضة وإرهاب من نوع مختلف، ولأن الشيء بالشيء يذكر نعود بالتوأم حسن إلى لبنان عام 1995 عندما قام الثنائي بالاعتداء على أفراد الجيش اللبناني المكلفين بتأمين لقاء المنتخب الوطني مع فريق الأنصار اللبناني وخطف سلاح آلي من أحد أفراد الجيش، الأمر الذي كاد يصل إلى كارثة محققة، لولا تدخل اللواء حرب الدهشوري رئيس الاتحاد المصري وقتها وهو واحد من رموز الشرطة المصرية يشهد له القاصي والداني بنظافة اليد ودماثة الخلق، ولولاه لكان التوأمان في خبر كان وما قدر لتاريخهما أن يكتمل بعد أن وصف الإعلام اللبناني تصرفهما المشين بالإرهاب، وللتذكرة أيضا نستعيد مع التوأم حادثة اتهامهما من قبل خادمة بالتعذيب النفسي والجسدي، ألم تكن الشرطة المصرية هي من أثبتت براءتهما وكيدية الاتهام، وللتوأم أقول.. لولا الشرطة المصرية لتعرضتما لخطر حقيقى من قبل جماهير الأهلي أو الزمالك بعد تطاولكما على رموز القطبين وافتعالكما الأزمات معهم، وما استطاع أي منكما أن يحمي أسرته أو حتى نفسه من قنبلة وضعها إرهابي خسيس أو طلقة يطلقها خائن غادر، وما كان بإمكانكما حتى الذهاب لقضاء عطلة أو نزهة دون خوف أو قلق.. لذا أطالب الشرطة والجهات التشريعية والتنفيذية باتخاذ ما يلزم لحماية رمز التضحية والفداء من كل محاولات التجاوز أو التشويه أيا كان مرتكبوها، فالصبر والحلم لم يعد مقبولا أو مطلوبا في ظل ما تمر به مصرنا الحبيبة من محاولات لتشويه الفكر وزعزعة الثوابت بعقاب يجعله عبرة لمن يعتبر، علهم يتذكرون.. حمى الله مصر وشعبها ونصر شرطتها الباسلة وجيشها المظفر بإذن الله