قال الدكتور سعيد المصري أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، إن مصر هى جسر التعاون الثقافي الذي يربط الشعوب الأفريقية بما حوله من الدول الأوربية والأسيوية. وأكد المصري، خلال ندوة :الفنون البصرية .. حوار بين مصر وأفريقيا"، التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة بحضور عدة سفراء من دول أفريقية وبعض الفنانين التشكيلين المصريين والأفارقة، أهمية الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة عامة والمجلس الأعلى للثقافة خاصة فيما يخص ريادة مصر للقارة السمراء. وأشار أمين المجلس الأعلى للثقافة، إلى أن دكتور سهير عثمان مقررة لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس قد بادرت بهذا الحدث المهم بعد حضورها لندوة حول العمارة في أفريقيا ، مما يجعلنا نشعر بأن هناك نوع كبير من الاهتمام بالفن والفنون الأفريقية. واختتم قائلا : اتمنى تعميم الفكرة على كافة لجان المجلس بحيث يتناولون القارة السمراء فى مختلف فروعهم العلمية والأدبية وطرح أفريقا على موائد مناقشتهم وندواتهم. وقال السفير فخري عثمان، أحد المشاركين متحدثا عن دول مصر في الريادة الافريقية فبحكم موقع مصر الجغرافي والتاريخي فمصر هي البوابة وحلقة الاتصال التي تربط القارة الأفريقية والأسيوية والأوربية بعضهم ببعض، ومع حدوث وقيام الثورة المصرية التي حررت مصر من الاحتلال البريطانى وأعادت الوحدة والحرية إلى شعبها تم كتابة كتاب فلسفة الثورة وكتاب الميثاق الذي أوصي كافة المصريين على ضرورة قراءتهم لأهميتهم الحقيقية فى كتابة التاريخ المصري. ثم أوضح الدور المصري بالنسبة إلى حركة الاستعمار في الدول العربية وكيف أنشاء مصر حوالى 12 مكتب في القاهرة من أجل تحقيق وتعميم فكرة الاستقلال للدول الشقيقة والأفريقية.،وأخيرا يمكن القول أن مصر وأفريقيا حكاية يرويها النيل صانع الحضارات وقلب أفريقيا ورأسها هو البطل الأبيض الذي يصلنا بأوربا ، فمصر هبة النيل والنيل هبة الشعب المصري عاش في نهايته أكبر حضارة أنارت العالم القديم ألا وهى الحضارة المصرية. ومن جانها تحدثت الدكتورة لطيفة القذافي من ليبيا، عن الثقافة والفنون الأفريقية كموروث تراثي متوارث منذ الأزل، وأوضحت أن الفن لم يهتم به العامة فقط من الناس بل هناك بعض الأنبياء في مصر ممن تأثروا بالفن كسيدنا يوسف عزيز مصر وسيدنا موسي في سيناء، وفي شمال أفريقيا كان هناك تواصل بين الحضارة المصرية والحضارات الأفريقية مع نظرائها من الحضارات الفينيقية واليونانية واللاتينية. وأعطت مثلا قصة قرطاج في تونس الخضراء والتي تعد من أهمم القصص الموروثة في الفن الثقافي مرورا بالجزائر كحركة فنية لرفض الاستعمار، ومن حيث أثرها وأهميتها كحركة ملهمة للشعوب فى المقاومة ضد الاستعمار ورفض حالة العبودية والسطو الذي مارسة الاستعمار على دول شمال أفريقيا. وأكدت أن أفريقيا ليست قارة جبلبة منعزلة أو غابة منغلقة على نفسها بل هي حالة من الميوزيك تتناغم على أوتار من الرقص والغناء والفنون والمسرح ، هذا التنوع والاختلاف هو ما أرسم القارة فى شكلها الدرامي الفني البيولوجي والانتروبولوجي. وقال الفنان التشكيلي السودانى معتز الإمام، تحت عنوان "ضوء على العلاقات المصرية الأفريقية تشكيليا"، وبدأ بسرد العلاقة التاريخية المتبادلة بين الدولة المصرية القديمة وحضارة كوش ومروى والتي كانت عبر الرسمومات والنقوش لانتصاراتهم الحربية، أما فى العصر الحديث تكمن العلاقة في الفنانين والمزخرفين في منطقة النوبة من دنقلا جنوبا وحتى قنا شمالا والذين كانوا يعملون في زخرفة المنازل والرسوم الجدارية فيما قبل قيام السد وحتى التهجير 1964. وأكد أن من أهم العلاقات المصرية الأفريقية على مستوى الفن التشكيلي هى البعثات والمنح الدراسية الفنية التي ساهمت في الاحتكاك بطلاب وفنانين من دول أفريقية مختلفة ، وكذلك بينالي القاهرة وبينالي داكار من أهم الأحداث الثقافية والفنية التي تعمل على خلق روح من التواصل الفني التشكيلي ونقاشات فكرية بين فنانيين مصر وفنانيين أفريقا. كما أشار إلى أهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت كثيرا في نشر ثقافة الفن التشكيلي وجعله يصل |إلى أكبر عدد من الناس بمختلف جنسياتهم وأعمارهم وفئاتهم، ثم بدأ في عرض بعض من أعماله التر رسمها متأثرا بالقارة السمراء وخاصة لوحته "النيل" التي رسم فيها النيل من دول المنبع وحتى دول المصب.