رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحكومة المصرية، بإغلاق المحال التجارية في وقت مبكر من المساء، هو محاولة من القوي الإسلامية والمحافظة للسيطرة علي السكان الذين أصبحوا جامحين بعد الثورة، وأصبحوا يميلون أكثر للإضرابات والاحتجاجات والمطالب الفئوية التي تحاصر الحكومة ليلا ونهار. وقالت الصحيفة إن العاصمة المصرية تفتخر بأنها المدينة التي لا تنام مع الحشود التي تملئ المقاهي والمحلات التجارية التي تظل تعمل حتي ساعات الصباح المبكرة، لذا فإن الحكومة تواجه رد فعل عنيف من الشركات والجمهور لمحاولتها فرض قواعد جديدة علي المواطنيين وإغلاق المتاجر والمطاعم في وقت مبكر. وأضافت إن مسؤولين يقولون إن الخطوة ضرورية للحفاظ علي الكهرباء في بلد يرزح تحت أزمة اقتصادية ونقص في الوقود، لكن القرار له جانب خفي، حيث تسعي القوي الإسلامية للسيطرة الاجتماعية علي السكان الذين أصبحوا يمليون للإضرابات والاحتجاجات بشكل كبير بعد الثورة. ونقلت الصحيفة عن وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية قوله :" الحياة المصرية تحولت لليلية، ولكنها يجب أن تكون دولة الصباح مثل كل الدول، يجب أن يكون العمل والاجتهاد الجاد هو الاساس.. ادعو كل من يفكر في معارضة هذا التفكير للتفكير في أنفسهم ويتساءلو متي يجب أن تفيق وتذهب للنوم". وأوضحت الصحيفة إن القانون سيدخل حيز التنفيذ السبت القادم، وبموجبه ستكون هناك حاجة لإغلاق المحلات التجارية في الساعة 10 مساء 'بالتوقيت المحلي' والمطاعم والمقاهي في منتصف الليل، وهذا يعني أن معظم الحانات والمطاعم الراقية ستبقي مفتوحة في وقت لاحق، وستطبق الغرامة علي المخالفين، ولكن العديد من المصريين يشعرون بالغضب بسبب ما يعتبرونه انتهاك صريح لنفسية الأمة. وبحسب الصحيفة فإن مراقبين يرون أن هذه القرارات جاءت ضد الفقراء، بالنظر إلي أن أماكن تقديم الطعام للأثرياء سوف تكون قادرة علي الحصول علي تراخيص سياحية، في وقت أن أصحاب الأعمال الصغيرة تكافح من أجل تغطية نفقاتهم بسبب الأزمة الاقتصادية. ونقلت الصحيفة عن "إبراهيم محمد" أحد المواطنين قوله:" أتمني أن الرئيس محمد مرسي يتخذ القرارات التي تضع في الحسبان حياة الفقراء قبل الأغنياء". المصدر بوابة الوفد