«فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 16 مايو 2024 بعد آخر انخفاض    وزير النقل: نستهلك 200 ألف طن قضبان سنويا.. وسننتقل من الاستيراد الكامل لتغطية الاستهلاك والتصدير    عاجل - الاحنلال يداهم عددا من محلات الصرافة بمختلف المدن والبلدات في الضفة الغربية    المغرب والعراق يبحثان العلاقات الثنائية وسبل النهوض بها فى شتى المجالات    البيت الأبيض: نسعى لإخراج الأطباء الأمريكيين من غزة    عاجل.. غارة إسرائيلية عنيفة على رفح الفلسطينية    العربي جابر: الترجي فريق قوي وأصبح له شكل    ضياء السيد: الأهلي سيواجه الزمالك في السوبر الإفريقي والمباراة ستقام على ستاد مصر    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    «البحوث الفلكية» يعلن عن حدوث ظاهرة تُرى في مصر 2024    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    تأجيل أولى جلسات مُحاكمة المتهمين في حريق ستديو الأهرام ل 26 يونيو    حريق هائل يلتهم صيدلية في مدينة طلخا بالدقهلية    أسما إبراهيم تعلن حصولها على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات    أحذر تناول البطيخ بسبب تلك العلامة تسبب الوفاة    «الخامس عشر».. يوفنتوس يحرز لقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا (فيديو)    باريس سان جيرمان يهزم نيس بهدفين في الدوري الفرنسي    العربي جابر: «الأهلي لا يدافع أمام الترجي في رداس»    مواعيد أهم مباريات اليوم الخميس 16- 5- 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    «الشباب والرياضة» تُعلن حصول «بوما العالمية» على رعاية ملابس البعثة المصرية في دورة الألعاب البارالمبية مجانًا    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن الخميس 16 مايو 2024    وزير النقل يكشف مفاجأة بشأن القطار الكهربائي السريع    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا لعائلة "عسلية" في جباليا شمال قطاع غزة    تعرف على رسوم تجديد الإقامة في السعودية 2024    بداية الموجه الحارة .. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم الخميس 16 مايو 2024    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    مشهد مسرب من الحلقات الجديدة لمسلسل البيت بيتي 2 (فيديو)    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    وزير النقل يشرح تفاصيل تعويض الأهالي بعد نزع ملكيتهم في مسار القطار الكهربائي    مانشستر يونايتد يفوز على نيوكاسل بثلاثية في الدوري الإنجليزي    ننشر فعاليات الاجتماع التشاوري بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال    لماذا التاكسي الكهربائي بالعاصمة؟.. 10 مميزات جديدة اعرفها    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    عصام صاصا التريند الثالث على اليوتيوب    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    كريم عفيفي يتعاقد على بطولة مسلسل جديد بعنوان على الكنبة    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    تعرف على أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الخميس 16 مايو 2024    انطلاق معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية للأئمة والواعظات    كامل الوزير: تكلفة طرق "حياة كريمة" 13.5 مليار جنيه.. فيديو    مرتكب الحادث رجل سبعيني.. تحليل لمحاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة طبية وبيطرية بقرى مطوبس    نصائح مهمة يجب اتباعها للتخلص من السوائل المحتبسة بالجسم    هنية للأسرى الفلسطينيين: إن مع العسر يسرا وطوفان الأقصى سيحقق لكم الحرية    بسبب نصف مليون جنيه.. سمية الخشاب تتهم منتج سينمائي في محضر رسمي بقسم الهرم    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسى فى الأمم المتحدة تحليل وتوثيق مشاركات ولقاءات الرئيس بالجمعية العامة

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه رئاسة مصر في يونيه 2014 عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، على المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئاسة وفد مصر في اجتماعات الشق رفيع المستوى من هذه الدورات، حيث عقدت الجمعية العامة 4 دورات خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي، في شهر سبتمبر من كل عام، شارك فيها جميعاً والقى خلالها خطباً رسمية كان أهمها خطاباته الأربعة أمام جلسة الجمعية العامة، والتي تمثل كلمة مصر الرسمية في المنظمة الدولية، إضافة إلى كلماته وخطبه في عدد من المؤتمرات والقمم الأخرى التي عقدت بمقر الأمم المتحدة خلال فترة انعقاد الجمعية العامة، كما عقد خلال وجوده في نيويورك عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء ومسئولين وإعلاميين من جميع قارات العالم خلال حضوره لهذا الحفل العالمي الكبير.
وبذلك يكون الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري شارك في (4) دورات متتالية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
إن وجود الرئيس السيسي في نيويورك لم يقتصر على اجتماعات الجمعية العامة فقط، ولا أيضاً اللقاءات الثنائية على هامش هذه الاجتماعات، ولكنه شمل حضوره للعديد من القمم العالمية التي عقدت في تلك الفترات وكان رئيساً لبعض هذه القمم ومن بينها:
في الدورة 70 للجمعية العامة (سبتمبر 2015): شارك الرئيس السيسي في “قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015” التي حضرها عدد من رؤساء الدول والحكومات.
كما شارك الرئيس السيسي خلال نفس الدورة في “قمة مكافحة تنظيم داعش “والتطرف العنيف” التي دعا إليها الرئيس الأمريكي – آنذاك – باراك أوباما.
في الدورة نفسها شارك الرئيس في القمة التي دعا إليها الرئيس الصيني “شي جين بينج” لبحث سبل التعاون بين دول الجنوب حيث ألقى الرئيس كلمة أشار فهيا إلى التحديات التي تواجه دول الجنوب لتحقيق التنمية والتقدم ونقل التكنولوجيا وتوفير حياة أفضل لشعوبها.
في الدورة 71 (سبتمبر 2016) شارك الرئيس السيسي في “قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين، وشارك أيضاً في اجتماع رفيع المستوى حول هذه القضية.
وفي الدورة نفسها، ترأس الرئيس السيسي “اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي” الذي ترأسه مصر وعقد بمقر منظمة الأمم المتحدة.
كما شارك الرئيس السيسي في “قمة مجلس الأمن الدولي”، استناداً لعضوية مصر في المجلس عام 2016/2017 التي تناولت التطورات في الشرق الأوسط وسوريا، وهي أول مشاركة لرئيس مصر في قمة لمجلس الأمن.
وخلال الدورة نفسها أيضاً، ترأس الرئيس السيسي اجتماع “لجنة الرؤساء الأفارقة المعني بتغير المناخ” والمخصص لمناقشة نتائج المؤتمر العالمي للمناخ الذي عقد في باريس قبل ذلك التاريخ، وتم خلال الاجتماع تنسيق الموقف الافريقي بشأن المؤتمر العالمي التالي بشأن قضايا المناخ.
في الدورة 72 شارك الرئيس في “القمة العالمية بشأن ليبيا” التي نظمتها الأمم المتحدة بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات، حيث ألقى الرئيس السيسي كلمة أمام الاجتماع حث فيها المجتمع الدولي على دعم الجهود لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا تتوافق عليها الأطراف الليبية، وضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب في ليبيا.
كما شارك الرئيس في قمة مجلس الأمن الدولي حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة واستعرض في كلمته أمام هذه القمة دور مصر في هذا المجال باعتبارها سابع أكبر دولة في العالم تساهم في عمليات حفظ السلام.
إن وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك يوفر فرصة للتواصل مع مختلف دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع ما أظهرته كل دوائر السياسيين ومراكز البحوث والمسئولين السابقين والحاليين خلال الدورات الأربع من حرص على التواصل مع الرئيس.
كما حرص الرئيس على التواصل أيضاً مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى ومن خلالها خاطب الرأي العام الأمريكي والدولي بشأن جميع القضايا الداخلية والخارجية لمصر.
وقد أثرت هذه اللقاءات في تعزيز قنوات الاتصال بين مصر والولايات المتحدة، وتحسين العلاقات بين البلدين، والمزيد من التفهم بشأن مواقف كل منهما تجاه القضايا الاقليمية والدولية.
كما شملت هذه اللقاءات جوانب عديدة خاصة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات وغيرها.
فخلال الدورة (69) للجمعية العامة (سبتمبر 2014) التقى الرئيس السيسي بالرئيس الأمريكي – آنذاك – باراك أوباما بحضور وفدي البلدين، وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية في مصر إن القمة تناولت العلاقات الثنائية وأكدت طبيعتها الاستراتيجية وتم التشاور حول القضايا الأمريكية في ليبيا وسوريا وقضية الإرهاب والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
من جانبه أشاد الرئيس أوباما بخطوات مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية، واتفق البلدان على إجراء حوار استراتيجي على مستوى وزيري خارجية البلدين.
كما التقى الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة حيث كان الرئيس صريحاً في نقل غضب الشعب المصرى من الموقف الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط عموماً.
كما التقى الرئيس بعدد كبير من المسئولين الأمريكيين السابقين من بينهم هنري كيسنجر ومادلين أولبرايت وبرنت سكوكروفت وأعضاء مجالس إدارات الشركات الأمريكية العاملة في مصر.
وفي الدورة (70) للجمعية العامة (سبتمبر 2015) التقى الرئيس عدداً من الشخصيات البارزة والمؤثرة فى المجتمع الأمريكي، شملت مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشارى الأمن القومى السابقين، هم: هنرى كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلي، فضلاً عن ويزلى كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي، والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكي، وكبار المفكرين مثل: ريتشارد هاس ودينيس روس، والعالم المصرى فاروق الباز، حيث تمت مناقشة الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وأكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، وقال: إن مصر تبذل جهوداً مدعومة من الشعب المصرى فى التصدى لتحدى الإرهاب، وأن انتشار تيار التشدد والتطرف يؤجج النزاعات التى تموج بها المنطقة.
كما اجتمع الرئيس السيسي في الدورة نفسها مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية وأعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي وشرح لهم جهود الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات المباشرة.
وخلال الدورة نفسها، كانت هناك مصافحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال قمة مكافحة تنظيم داعش حيث نزل الرئيس أوباما من المنصة الرئيسية وصافح الرئيس السيسي ووجه له التحية وشكره على ما تضمنته تصريحاته لوسائل الإعلام الأمريكية من مضامين إيجابية إزاء مختلف القضايا.
وخلال الدورة (71) للجمعية العامة (في سبتمبر 2016) أجرى الرئيس السيسي لقاءً تاريخياً مع مرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلنيتون ودونالد ترامب، بعد أن تمسك الرئيس بضرورة تلبية طلب المرشحين على قدم المساواة.
وكان لهذا اللقاء أثره الكبير في إرساء أسس التفاهم والتقدير المتبادل بين الرئيسين السيسي وترامب فيما بعد، كما ساهم في وضع العلاقات المصرية – الأمريكية علي طريق مستوى أفضل من التعاون الثنائي والإقليمي والدولي.
كما التقى الرئيس السيسي خلال الدورة نفسها بعدد كبير من الشخصيات المؤثرة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وعدد من رؤساء الشركات الأمريكية الكبرى، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ورئيس مجلس إدارة شركة جنرال اليكتريك ووفد من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي وعدد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي ومسئولين سابقين في وزارة الدفاع الأمريكية.
وخلال الدورة (72) للجنة العامة (سنة 2017) عقد الرئيس اجتماع قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن تقديره للرئيس السيسي، مشيدًا بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها سبل إحياء عملية السلام، حيث عرض الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأشاد الرئيس “ترامب” بالجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف، بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات مع الشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين، بالإضافة لقيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك لقاءات مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال في إطار غرفة التجارة الأمريكية، فضلاً عن لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة أمريكية غير حكومية هدفها تشجيع إقامة الحوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم ويضم في عضويته عددًا من مديري كبري الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول المالية.
كل تلك اللقاءات جعلت من زيارات الرئيس إلى نيويورك مناسبة مهمة للتواصل المصري الأمريكي على كافة المستويات.
رغم الأهمية السياسية والدبلوماسية والإعلامية لزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمم المتحدة ومشاركاته في اجتماعات الجمعية العامة والقمم الدولية الأخرى، فإن الشق الاقتصادي يمثل جانباً مهماً من نشاط الرئيس واهتماماته خلال وجوده في هذا المحفل الدولي.
حيث مثلت اللقاءات ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري والتجاري نسبة مهمة من اجتماعات الرئيس في نيويورك الأمر الذي يعكس مدى اهتمام الرئيس بتوفير الدعم الدولي لجهود مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة.
فخلال الزيارات الأربع للرئيس السيسي لنيويورك أجرى (4) اجتماعات مع رئيس البنك الدولي “جيم يونج كيم” حيث كان اللقاء معه بنداً ثابتاً على جدول لقاءات الرئيس سنوياً وتناولت هذه اللقاءات التطورات الاقتصادية في مصر ودعم البنك الدولي لجهود التنمية والاصلاح في مصر وتوفير مصادر التمويل الممكنة لها.
كما التقى الرئيس ايضاً بشكل منتظم مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية وتم في كل مرة بحث سبل دعم وتعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر وسبل رفع مستوى التبادل التجاري وشرح جهود مصر في المجال الاقتصادي.
أيضاً التقى الرئيس السيسي مع “كلاوس شواب” رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي “منتدى دافوس” عام 2015 حيث تم التنسيق بشأن الاجتماع الاقليمي للمنتدى الذي عُقد بعد ذلك في شرم الشيخ في مايو 2016.
كما حرص الرئيس أكثر من مرة على لقاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي وهو منظمة غير حكومية تسعى لتعزيز التفاهم السياسي من اجل التنمية.
في الوقت نفسه، فإن جميع مشاركات ولقاءات وخطب الرئيس في نيويورك خلال الزيارات الاربع تضمنت في مقدمة أولوياتها جانباً اقتصادياً مهماً يتعلق بالتنمية في مصر وأفريقيا والعالم، وشرح سياسات مصر الاقتصادية وحث العالم على دعم جهود مصر لبناء مستقبل أفضل لشعبها.
مشاركات ولقاءات الرئيس فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة 21-26 /9/2014
وقائع الزيارة:
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى في 21/9/2014 بزيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة أيام، ترأس خلالها وفد مصر في اجتماعات الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية، وألقى كلمة المجموعة العربية في مؤتمر المناخ الذى عقد على هامش الاجتماعات.
أجري الرئيس السيسي خلال الزيارة مباحثات مع نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان أبرزها لقاؤه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، ورؤساء العراق وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وموريتانيا وأوغندا وشيلي وملك الأردن ورئيس وزراء الكويت.. والتقي أيضا بوفود من رجال الأعمال الأعضاء في غرفة التجارة العالمية ومجلس الأعمال للتوافق الدولي، ورجال السياسة والفكر والإعلام الأمريكيين.
كما التقى الرئيس بعدد من المسئولين الأمريكيين في الإدارات السابقة من بينهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وهنري كيسنجر ومادلين أولبرايت، وهيلاري كلينتون، وبرنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومى الأسبق، وأعضاء مجالس إدارات الشركات الأمريكية العاملة في مصر.
واجتمع الرئيس السيسي أيضا مع بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة، وكلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمى، ومع أعضاء الجالية المصرية في نيويورك.
ورافق الرئيس السيسي وفد ضم وزراء الخارجية والبيئة والاستثمار والتموين، ولاقت زيارة السيسي إلى نيويورك ترحيبا كبيرا من الجالية المصرية والعربية التي احتشدت لتحية الرئيس سواء لدي وصوله إلى مطار كينيدي أو أمام مقر إقامته أو أمام مقر منظمة الأمم المتحدة.
عقب وصوله إلى نيويورك فى24/9/2014 التقى السيد الرئيس السيسي بالسيد بان كي مون، سكرتير عام الامم المتحدة، وذلك بحضور السيد سامح شكري، وزير الخارجية، والسفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر الدائم لدى الامم المتحدة بنيويورك، وقد أعرب سكرتير عام الامم المتحدة في بداية اللقاء عن تعازيه في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع صباح يوم 21/9/2014 في القاهرة، معربا عن دعم الامم المتحدة الكامل لمصر في المرحلة المقبلة، وكذا في جهودها لمكافحة الإرهاب كما حيّا الامين العام الجهود الدءوبة التي تقوم بها مصر في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وإقرار الهدنة.

كما بحث الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مقر إقامته بنيويورك في 23/9/2014 مع الملك عبد الله الثانى عاهل الأردن الجهود المبذولة لتشكيل الائتلاف الدولى لمحاربة التطرف والإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على البعد الأمنى، ولكن أيضاً البعدين التنموى والاجتماعي.
كما التقي الرئيس السيسي في 24/9/2014 بمقر الأمم المتحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتناولا سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وجهود دفع عملية السلام للتوصل إلي تسوية نهائية، ولا سيما أن الرئيس السيسي يعتبر أن عدم تسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي يمثل أحد روافد الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.
كما التقي الرئيس السيسي في 24/9/2014 مع رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم وتناول اللقاء التطورات الاقتصادية في مصر وحزمة التشريعات التي يتم سنها لتحسين مناخ الاستثمار في مصر والمشروعات القومية الكبري الجاري تنفيذها في مصر ومصادر تمويلها.
كما اجتمع الرئيس السيسي في 24/9/2014 بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وتناول اللقاء التطورات الراهنة في العراق وضرورة الحفاظ علي وحدة وسلامة الأراضي العراقية وجهود محاربة الإرهاب والتطرف الذي يمثل تهديدا للعراق والمنطقة والعالم.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الزيارة بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، وذلك بحضور وفدي البلدين، وأكد بيان رسمى لرئاسة الجمهورية أن القمة تناولت مجمل العلاقات الثنائية وسبل تطويرها فى مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويؤكد طبيعتها الإستراتيجية، فضلا عن التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلي رأسها الأوضاع في ليبيا وقضية الإرهاب بوصفها ظاهرة عالمية وسبل دعم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المتطرف.
كما اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي فى 24/9/2014 مع نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، حيث أكد مجددا دعم مصر لإيجاد حل للأزمة القبرصية على أساس قرارات الأمم المتحدة، وتطرق الزعيمان إلى القضايا محل الاهتمام المشترك، على رأسها المفاوضات المستمرة حول الأزمة القبرصية والتطورات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الاقتصاد والأمن الإقليميين.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى في24 /9/2014 مع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلارى، تناول اللقاء الموقف الحالى فى المنطقة باعتبارهما على صلة بالإدارة الأمريكية الحالية، وشرح الوضع الآن فى مصر، مؤكدا أن المصريين غاضبون من الموقف الأمريكى، ولديهم إحساس أن ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا مؤامرة، دون أن يخرج المسئولون الأمريكيون لتوضيح الموقف.
كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بنيويورك في 25/9/2014 رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت، وتناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين من خلال مشاركة استراليا في عملية التنمية الاقتصادية الجارية في مصر حاليا، والاستثمار في مختلف المشروعات التي تطرحها الحكومة المصرية، ومن جانبه أشار رئيس الوزراء الاسترالي إلى قرار بلاده برفع تحذير السفر إلى المقاصد السياحية المصرية لتشجيع مواطنيها على زيارة مصر وعودة التدفق السياحي الاسترالي إلى معدلاته الطبيعية، كما تحدث عن رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع مصر، ولاسيما فى مجال الزراعة، أخذا في الاعتبار مشروعات استصلاح الأراضي والتنمية الزراعية التي طرحتها مصر.
وقبيل مغادرته نيويورك في 26/9/2014 التقى الرئيس السيسي برئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وتناول اللقاء عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما التطورات فى ليبيا، حيث توافقت وجهات النظر حول خطورة الوضع وتداعياته السلبية على دول الجوار، ‫كما تطرق اللقاء إلى آخر التطورات بالنسبة للوضع فى قطاع غزة، حيث أعرب الرئيس زوما عن تقديره لدور مصر فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والعمل على تثبيته، واتفق الرئيسان كذلك خلال اللقاء على تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى كافة المجالات، وأن يتم الإعداد الجيد بين وزارتى خارجية البلدين لزيارة رئيس جنوب أفريقيا القادمة إلى مصر.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
عودة مصر بقوة لمحيط العلاقات الدولية من جديد بفضل لقاءات الرئيس السيسي مع نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان أبرزها لقاؤه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند.. وغيرهم.
استعادة العلاقات المصرية الأمريكية لجزء كبير من عافِيتها، في ظل قيام بعض دوائر صنع القرار الأمريكية الرئيسية، مثل: البنتاجون والكونجرس والخارجية الأمريكية، بالدفع تجاه عودة العلاقات، نظرا لأهمية مصر بالنسبة للسياسية الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
اشادة الرئيس اوباما بالخطوات التي اتخذتها مصر لإصلاح منظومة الدعم، وهو ما وصفه بأنه خطوة إيجابية للأمام، وتعهد بدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر اللازم لجذب الاستثمارات الأجنبية.
الاتفاق بين مصر والولايات المتحدة على إجراء حوار استراتيجي على مستوى وزيري خارجية البلدين، لتسهيل التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
الاتفاق على تعزيز علاقات التعاون الثنائية والتوسع فيها، في مجالات عدة، من بينها: الاستخبارات العسكرية والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة 24-29 / 9 /2015
وقائع الزيارة:
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى في 24/9/2015 بزيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة أيام ترأس خلالها وفد مصر المشارك فى اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وألقى كلمة بالأمم المتحدة أمام قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015، فيما أجرى الرئيس نشاطاً مكثفاً تضمن عدداً كبيراً من اللقاءات مع الرؤساء والزعماء على هامش الاجتماعات.
وخلال الزيارة التى عقد خلالها الرئيس نحو 40 لقاءً ثنائياً متعدداً، ما بين حضوره عدد من قمم الأمم المتحدة، ولقاءاته بالدوائر السياسية والاقتصادية الأمريكية، واجتماعاته مع عدد من قادة العالم، وحواراته مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، استطاع الرئيس أن يعيد مصر إلى موقعها الريادى بالمنطقة، وأن يشرح السياسات المصرية الداخلية لبلوغ التنمية المنشودة، فضلاً عن رؤيتها إزاء الملفات الإقليمية المعقدة، وهو ما لاقى توافقاً فى الرؤى مع قادة العالم.

وفور وصوله مباشرة إلى نيويورك، أجرى الرئيس السيسي لقاءً مهماً مع البروفيسور كلاوس شواب، المدير التنفيذى للمنتدى الاقتصادى العالمي أشاد خلاله بالعلاقات المتميزة التى تجمع مصر بالمنتدى، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والمنتدى خلال المرحلة المقبلة لضمان نجاح الاجتماع الإقليمى للمنتدى الاقتصادى العالمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (شرم الشيخ فى مايو 2016) وتحقيقه للنتائج المرجوة.
كما التقى سيادته فى اليوم نفسه، يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد على اهتمام مصر بالتعاون مع الوكالة والاستفادة من خبراتها وبرامجها، إدراكاً منها لأهمية الطاقة النووية وتطبيقاتها السلمية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتاً الى اعتزام مصر بناء المحطة النووية فى الضبعة لتوليد الكهرباء، طبقاً لأعلى المعايير الدولية للأمن والأمان النووي، وذلك فى إطار توجه الدولة نحو تنويع مصادرها من الطاقة، وأكد على موقف مصر إزاء ضرورة مواصلة الجهود لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وإخضاع المنشأت النووية لكل دول المنطقة لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفى ثانى أيام زيارة الرئيس لنيويورك، ألقى كلمة بالأمم المتحدة أمام قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015.. والتقى بالعديد من رؤساء الدول، استهلها بلقاء رئيس وزراء أيرلندا إيندا كيني، حيث اتفق الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات.
والتقى الرئيس السيسي برئيس جمهورية كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش التى هنأته على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة فى زمن قياسي، مشيرة إلى أنه يعد انجازاً كبيراً لمصر وشعبها، وأعربت عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون بين قناة السويس وبين الموانئ الكرواتية الواقعة على البحر الأدرياتيكي، كما أجرى الرئيس لقاءً مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ووجه الرئيس الشكر له على دعم بلاده لحصول مصر على عضوية مجلس الأمن لعامى 2016/ 2017.
والتقى الرئيس السيسي مع رئيس تركمانستان جربانجولى بيردى، ورئيس جمهورية مالى ابراهيم بوبكر كيتا، ورئيس أورجواي جوزيه ألبرتو كوردانو، والرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والرئيس السنغالى ماكى سالى، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو، والعاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي، ورئيس جمهورية بنما خوان كارلوس فاريلا، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ورئيس وزراء لبنان تمام سلام، ورئيس الوزراء اليوناني.
واجتمع الرئيس السيسي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث بحث معه تطورات الأوضاع فى الأراضى المحتلة والتصعيد الإسرائيلى فى القدس، وسبل دفع عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط.
كما التقى الرئيس السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين بمقر الأمم المتحدة، وأكد على أهمية الإسراع في تنفيذ الإجراءات الفنية التي تم الاتفاق عليها في إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة، والذي تم التوقيع عليه في الخرطوم في مارس 2015 بما يعكس الروح الإيجابية البناءة التي بدأت منذ إعلان مالابو، وسادت بين الدول الثلاث أثناء توقيع الاتفاق، مؤكداً ثقته في التزام إثيوبيا بنصوص إعلان المبادئ.
اجتمع الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، حيث أكد الجانبان على العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، معربين عن ارتياحهما لما تشهده من تنامٍ ملحوظ في كافة المجالات.
وفى إطار مشاركاته الفعالة فى فعاليات دورة الأمم المتحدة، شارك الرئيس فى الاجتماع الذى دعا إليه الرئيس الصيني شى جين بينج عدداً محدوداً من رؤساء الدول والحكومات في 26/9/2015 لبحث سبل تعزيز التعاون بين دول الجنوب، وقد ألقى الرئيس كلمة أشار فيها إلى التحديات التى تواجه دول الجنوب فى سعيها لتحقيق التنمية المستدامة واللحاق بركب التقدم، مؤكداً أهمية توفير التمويل اللازم للدول النامية وتفعيل نقل التكنولوجيا إليها حتى تتمكن من مواجهة تحدياتها التنموية.
وحرص الرئيس السيسي خلال الزيارة على لقاء عدد من الشخصيات البارزة والمؤثرة فى المجتمع الأمريكي، شملت مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشارى الأمن القومى السابقين، هم: هنرى كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلي، فضلاً عن ويزلى كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي، والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكي، وكبار المفكرين مثل: ريتشارد هاس ودينيس روس، والعالم المصرى فاروق الباز، حيث تمت مناقشة الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وأكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، وقال: إن مصر تبذل جهوداً مدعومة من الشعب المصرى فى التصدى لتحدى الإرهاب، وأن انتشار تيار التشدد والتطرف يؤجج النزاعات التى تموج بها المنطقة.
ذكر المتحدث الرسمي للرئاسة أن الجانب الأمريكي أشاد بجهود القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر، وما شهدته من تحسن ملحوظ على صعيد الوضع الأمنى، مثمنين قرار الرئيس الأخير بالعفو عن مجموعة من الشباب المحكوم عليهم فى قضايا تتعلق بحقوق التظاهر والتعدى على قوات الأمن، وهو ما يعكس رغبة مصرية جادة فى إعلاء قيم التسامح والديمقراطية.
أجرى الرئيس السيسى مباحثات في 27/9/2015 مع سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون بمقر المنظمة بنيويورك، تناولت عدد من القضايا الإقليمية والدولية،على رأسها الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وجهود إقرار السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز التنمية المستدامة والحد من آثار التغيرات المناخية.
ولعل أهم لقاءات الرئيس “السيسى” فى نيويورك، كانت لتعريف الدوائر الإقتصادية الأمريكية بالمشروعات التنموية الكبرى فى مصر، حيث شهد اليوم الثالث من زيارة الرئيس إلى نيويورك نشاطاً مكثفاً، حيث عقد الرئيس اجتماعاً مع عدد من مديرى صناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول والمحافظ المالية، نظمه منتدى الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة غير حكومية لا تهدف للربح وتشجع إقامة حوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال فى مختلف دول العالم.
كما التقى الرئيس السيسي رئيس البنك الدولى جيم يونج كيم، الذى أعرب خلال اللقاء عن دعم البنك بقوة لجهود الإصلاح الاقتصادى التى تبذلها مصر، متمنياً التوفيق للحكومة المصرية الجديدة فى أداء مهامها، ومعرباً عن تطلع البنك للعمل معها.
كما اجتمع الرئيس مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية، ومجلس الأعمال المصرى الأمريكي، وأشار إلى جهود الإصلاح الاقتصادى وجذب الاستثمارات المباشرة التى تتخذها الحكومة، والسوق الضخمة التى توفرها مصر، ليس فقط على الصعيد المحلى ولكن أيضاً على المستويين العربى والأفريقي.
كما شارك الرئيس السيسي قبل ختام زيارته إلى نيويورك فى قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف، التى دعا إليها الرئيس الأمريكى “أوباما”، فى إطار الإنخراط المصرى النشط فى الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وشهد الاجتماع نزول الرئيس “أوباما” من المنصة الرئيسية، وتوجهه لتحية الرئيس ومصافحته ليشكره على تصريحاته فى وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة.
في ختام فعاليات زيارته التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى في 29/9/2015 مع الوفد الإعلامى المرافق فى ختام زيارته لنيويورك، وأعلن في تصريحاته أن “الإعلام هو نقطة ضعف لدينا لأن صوتنا لا يصل بالشكل الكامل لكل دول العالم لأن هذا يحتاج تكلفة كبيرة”، مشدداً على أهمية دور الشباب فى مواجهة الإرهاب والتواصل مع العالم الخارجى من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، فيما وجه الرئيس الشكر لكل المصريين الذين جاءوا من كل مكان من أمريكا وكندا ومصر وغيرها لمساندته فى الأمم المتحدة.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
استعادة السياسة المصرية الخارجية عافيتها وعودة مكانة مصر الكبيرة في المجتمع الدولي بفضل الجهد الهائل للرئيس السيسي عبر عشرات اللقاءات والاجتماعات مع الزعماء والروساء وقادة الحكومات التي اتسمت بالتنوع والثراء وركزت على شرح وجهة النظر المصرية لمختلف الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية وهو ما كان له صدى ايجابي ووقع متميز على الساحة الأممية وجعلها أكثر دعما وتوافقاً مع مجمل المواقف والرؤى المصرية، والنجاح في حشد دعم دولى لمصر فى حربها ضد الإرهاب، والترويج لمساندة مصر اقتصاديا والحديث عن مصر كمركز اقتصادى جديد.
تأكيد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية حرص المؤسسة الدولية على تقديم كل أشكال الدعم الفنى لمصر، والمشاركة فى جهودها نحو استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء خلال الفترة المقبلة، واستعداد الوكالة لإيفاد بعثة إلى القاهرة لمساعدة مصر على وضع الأطر التنظيمية اللازمة للمحطة النووية المقرر إنشاؤها فى الضبعة.
توافق الموقف الألماني مع الرؤية المصرية الداعية إلى المواجهة الشاملة للإرهاب، وإعلان استعداد برلين للانخراط فى أى جهود إيجابية بناءة تهدف لتحقيق الأمن والاستقرار، وتكافح العنف والتطرف والإرهاب.
اعتزام رؤساء الشركات الأمريكية ضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر خلال المرحلة المقبلة للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، ومن عوائد الاستثمار المُجزية التى يوفرها العمل فى مصر.
تقارب مصري – اثيوبي مع اعلان رئيس الوزراء الإثيوبي التزام بلاده التام بما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ الخاص بملف “سد النهضة” وبالروح الإيجابية التي سادت توقيع الاتفاق، وتشديده على أن بلاده لن تغير التزاماتها، وأن هذا الموضوع سيكون في مقدمة أولويات الحكومة الإثيوبية الجديدة.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة 18-24 / 9 / 2016
وقائع الزيارة:
– قام الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 18/9/2016 بزيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة أيام، شارك خلالها فى أعمال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى عقدت تحت عنوان “قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين” بمشاركة وفود من 193 دولة أعضاء فى المنظمة الدولية، كما ترأس اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقى، وشارك فى قمة مجلس الأمن الدولى حول التطورات فى الشرق الأوسط وسوريا، كما شارك الرئيس فى الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين والذى تناول سبل التوصل لحلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة، وترأس اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنى بتغير المناخ، والمخصص لمناقشة نتائج مؤتمر المناخ الذى انعقد أخيراً فى باريس، وبحث التحضير للدورة القادمة للمؤتمر، وقد اكتسبت الزيارة أهمية خاصة على ضوء عضوية مصر فى مجلس الأمن على المستوى الرئاسى، حيث تعد هى المرة الأولى التى يشارك فيها رئيس مصرى فى قمة مجلس الأمن مما يشير إلى عودة مصر إلى مكانتها على الصعيدين الإقليمى والدولى.
– ألقى الرئيس “السيسى” كلمة مصر أمام الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين، كما ألقى كلمة مهمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة استعرض خلالها أهم القضايا الداخلية والإقليمية والدولية التى تهم مصر والمنطقة، مؤكداً حرص مصر على تطوير دور الأمم المتحدة للتجاوب بصورة أكثر فاعلية مع التحديات العالمية الجديدة، وبما يضمن تحقيق مبادئ وأهداف الميثاق المعمول به بالمنظمة، كما طرح الرؤية المصرية بخصوص الجهود المبذولة لتسوية الأزمات الإقليمية حفاظاً على الاستقرار فى المنطقة، فضلاً عن تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر.
– أجرى الرئيس “السيسى” العديد من اللقاءات والمباحثات الثنائية مع عدد من قادة العالم على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ومن أهمها: لقاء مع رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى بحثا فيه التطورات على الساحة الداخلية والعلاقات الثنائية بين البلدين، كما عقد لقاءً مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى ضوء ما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور مستمر فى مختلف المجالات، وثمن الرئيس قيام فرنسا بتسليم مصر حاملة الطائرات الثانية من طراز ميسترال وأكد أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حول سبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، كما التقى رئيس قبرص نيكوس أنستاسيادس، والرئيس الرومانى لأول مرة وهو يمثل دولة مهمة بوسط أوروبا حيث أبدى الجانب الرومانى اهتماماً كبيراً بالعمل مع مصر وتعزيز العلاقات المشتركة معها، وذلك بالإضافة إلى مرشحى الرئاسة الأمريكية حينئذ، دونالد ترامب، وهيلارى كلينتون، ورئيس المجلس الأوروبى “دونالد توسك”، كما اجتمع مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثانى، والرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، ورئيس الوزراء اللبنانى “تمام سلام”، بالإضافة إلى عدد آخر من المسئولين الدوليين حيث ركز مباحثات الرئيس مع هؤلاء القادة على سبل تطوير العلاقات الثنائية مع هذه الدول، خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
– أجرى الرئيس “السيسى” لقاءات مهمة على هامش مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع شخصيات مؤثرة فى الحزبين الديمقراطى والجمهورى، كما التقى سيادته أيضاً عدداً من رؤساء كبرى الشركات الأمريكية، وكذلك مع مجلس الأعمال للتوافق الدولى ومجلس الأعمال للأمن القومى الأمريكى وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية، فضلاً عن رئيس مجلس إدارة شركة جنرال إليكتريك، إلى جانب التباحث مع عدد من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكى ووفد أعضاء مجلس الأمن القومى الأمريكى، ومسئولين سابقين فى وزارة الدفاع، حول كيفية الدفع بعلاقات البلدين الإستراتيجية إلى الأمام، وبحث زيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر خلال الفترة المقبلة.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
– عكس نشاط الرئيس “السيسى” والمشاركة المصرية المتميزة فى القمة الأممية واللقاءات المتعددة التى عقدها قادة العالم على هامش زيارته إلى نيويورك انفتاح السياسة المصرية على الجميع بشكل متوازن، وأسهمت المشاركة المصرية فى تكريس مكانة مصر الدولية ورسخت استعادة دورها الريادى فى المنطقة لاسيما بعد عضوية مصر فى مجلس الأمن، ومثلت فعالياتها المتنوعة منبراً ثرياً لعرض الرؤى المصرية المختلفة بشأن أهم القضايا على مختلف الساحات الداخلية والاقليمية والدولية.
شكلت لقاءات الرئيس الثنائية مع الشخصيات الأمريكية فرصة لتحفيز زيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر وعرض فرص الاستثمار التى توفرها المشروعات المتعددة التى تجرى حاليا على أرض مصر للمستثمرين الأمريكيين والأجانب، وأعربت الدوائر المختلفة التى التقاها الرئيس من الجانب الأمريكى أنها لمست وجود إرادة حقيقية للتغيير فى مصر، فضلاً عن حرصهم على التعرف على الفرص الاستثمارية فى المشروعات الكبيرة فى البلاد بمختلف المجالات، وشعورهم بسرعة وتيرة الإنجاز الذى يحدث فى مصر.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة 17-21 / 9 /2017
وقائع الزيارة:
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة نيويورك في 17 سبتمبر 2017، للمشاركة في أعمال في الشق رفيع المستوى من أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي بدأت فعالياتها في (19/9) بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية، والتي عقدت هذا العام تحت عنوان (على الشعوب السعي إلى تحقيق السلام والحياة الكريمة للجميع على كوكب مستدام).
شهدت الزيارة نشاطا مكثفا للرئيس السيسي، وعقد خلالها عدة لقاءات مع القادة والزعماء المشاركين في القمة الدولية، فضلا عن لقاءاته المتتالية مع قادة المجتمع الأمريكي، وألقى الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة، استعرض خلاله رؤية مصر لمجمل أوضاع المجتمع الدولي، وكيفية إرساء دعائم السلام والاستقرار في العالم، فضلاً عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وجهود مكافحة الإرهاب.
وقد استقبل عدد من أبناء الجالية المصرية الرئيس السيسي لدى وصوله إلى مقر إقامته بنيويورك، حاملين أعلام مصر، ومرددين هتافات “تحيا مصر”.
حضر الرئيس غداء العمل الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي وشارك فيه عدد من قيادات كبري الشركات الأمريكية العاملة في مختلف القطاعات.
شارك الرئيس كذلك في الاجتماع الخاص بالوضع في ليبيا الذي نظمته الأمم المتحدة، والذي شارك فيه عدد من رؤساء الدول والحكومات، سعياً لدعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك، وقد ألقي كلمة في هذه المناسبة أكد خلالها على ضرورة دعم المجتمع الدولي للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا، يتوصل إليها الليبيون أنفسهم ويتوافقون عليها دون محاولة من أي طرف لفرض الوصاية عليهم، وكذلك أهمية زيادة جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا، واستمرار مصر في تقديم كل الدعم لكل جهد يرمي لدعم قدرات الجيش الوطني الليبي.
كما شارك الرئيس “السيسي” في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وألقى الرئيس بيان مصر أمام تلك القمة الذي تضمن استعراض الجهود المصرية في هذا الصدد، كونها سابع أكبر دولة إسهاما في قوات حفظ السلام، وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقية، وقد شارك السيد الرئيس في التصويت على القرار الخاص بمراجعة عمليات حفظ السلام الذي اعتمده المجلس بالإجماع.
وعقد الرئيس أيضا لقاءات مكثفة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنهم الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، والأمير خالد بن سليمان سفير السعودية في الولايات المتحدة، ومحمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس غانا نانا أكوفو أدو، والرئيس القبرصي “نيكوس أنستاسيادس، ومع رئيس البرازيل “ميشيل تامر”، والرئيس الروماني كلاوس يوهانس، ومع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ودونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلونى، وأنطونيو جوتيرس سكرتير عام الأمم المتحدة.
شهدت زيارة الرئيس السيسي إلى نيويورك أيضاً نشاطاً مكثفاً على المستوى الثنائي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في 21/9/2017 مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن تقديره للرئيس السيسي، مشيدًا بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها سبل إحياء عملية السلام، حيث عرض الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأشاد الرئيس “ترامب” بالجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف، بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات مع الشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين، بالإضافة لقيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك لقاءات مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال في إطار غرفة التجارة الأمريكية، في إطار غرفة التجارة الأمريكية، فضلاً لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة أمريكية غير حكومية هدفها تشجيع إقامة الحوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم ويضم في عضويته عددًا من مديري كبري الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول المالية.
كما اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي بمقر إقامته، ورحب الرئيس السيسي بالالتقاء مجدداً مع رئيس البنك الدولي، مؤكداً الاهتمام الذي توليه مصر لعلاقاتها مع البنك باعتباره شريكاً مهماً لها في التنمية، كما أعرب الرئيس عن تقدير مصر لجهود البنك الدولي في دعم مصر على مختلف المستويات، فيما أكد رئيس البنك الدولي دعم البنك للإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها مصر، مشيداً بما أدت إليه خطوات الإصلاح من نتائج إيجابية على صعيد معالجة الاختلالات الهيكلية التي يعانى منها الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى تحسن مناخ الأعمال والاستثمار.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
حققت مشاركة الرئيس الفعالة في اجتماعات الأمم المتحدة للمرة الرابعة على التوالي مكاسب سياسية واقتصادية عدة، بالإضافة إلى التحول الايجابي في الموقف الدولي تجاه الدولة المصرية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إعادة المكانة الدولية اللائقة لمصر
جسدت هذه الزيارة التطور الإيجابي لمكانة مصر في محيطها الإقليمي، وموضعها في إطار النظام السياسي العالمي، وطبيعة دورها الريادي الآن في قضايا منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية والقضايا الدولية الأخرى، بالنسبة لمشاركات الرئيس السيسي المتعددة والمتنوعة الفعالة على المستوى الدولي وأيضاً الثنائية والإقليمية على هامش القمة، خاصة مع تعاظم الرصيد الكبير للقيادة المصرية على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
كان الملف الاقتصادي المصري حاضراً في لقاءات الرئيس مع كل من غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي، ورئيس البنك الدولي، إضافة إلى بحث التعاون الاقتصادي والتجاري مع العديد من قادة العالم الذين التقاهم الرئيس.
اكتسبت قمة إصلاح عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، أهمية خاصة لمصر في ضوء التقدير الدولي المتزايد للمساهمات المصرية في بعثات حفظ السلام بمكوناتها العسكرية والشرطية والمدنية، حيث تعد مصر سابع أكبر مساهم بقوات عسكرية في هذه البعثات.
كلمات الرئيس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة 2014 – 2018
كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك الدورة ال69 24 /9/2014
السيد الرئيس
يسرنى فى البداية أَنْ أتقدمَ إليكم، ولبلدِكم الشقيق، بالتهنئةِ على توليكم رئاسةَ الجمعيةِ العامةِ لهذه الدورة، مُعرَباً عن ثِقَتِنا فى قيادتِكم الحكيمةِ لأعمالِها، ومساندتِنا لكم فى أداءِ مهامِكُم..وأنتَهزُ هذهِ الفرصة لتوجيهِ التحيةِ لسلفكم لجهودِه المتميزة كرئيس للدورةِ السابقة.. كما أجدد دعمنا الكامل للسكرتيرِ العام فى مساعيه لتحقيقِ مقاصدِ ميثاق الأمم المتحدة .
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيدات والسادة
أقف أمامكم اليوم كواحدٍ من أبناءِ مصرَ، مهد الحضارة الانسانية، ومن هذا المنبر أستهل حديثى بتوجيه التحية لشعب مصر العظيم، والمصريين القادمين من كل الولايات الأمريكية، شعب مصر العظيم الذى صنعَ التاريخَ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية.. تارة عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد، وطالب بحقه فى الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.. وتارة أخرى، عندما تمسك بهويته، وتحصن بوطنيته، فثارَ ضد الإقصاء، رافضاً الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب.
تلك بإيجاز شديد، معالم اللحظات الفارقة التى عاشتها مصر فى الفترة الماضية، لكنها ليست إلا مرحلة من مسيرة ممتدة، بطول وبإتساع آمال وتطلعات المصريين، ليومٍ أفضل وغدٍ أكثر ازدهاراً .
لقد بدأ العالم فى إدراك حقيقة ما جرى فى مصر، وطبيعة الأوضاع التى دفعت الشعب المصرى، بوعيه وحضارته، إلى الخروج منتفضاً ضد قوى التطرف والظلام، التى ما لبثت أن وصلت إلى الحكم، حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات، وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه.. ولعل ما تشهده المنطقة حالياً، من تصاعد التطرف والعنف باسم الدين، يمثل دليلاً على الأهداف الحقيقية لتلك الجماعات التى تستغل الدين، وهو ما سبق لنا أن حذرنا منه مراراً وتكراراً، إن قيم العدل والمحبة والرحمة التى جاءت فى اليهودية والمسيحية والإسلام قد تحولت على يد تلك الجماعات إلى طائفية مقيتة وحروب أهلية واقليمية مدمرة يقع ضحيتها أبرياء من أديان مختلفة.

السيد الرئيس
السيدات والسادة
يُدرِكُ الشعبُ المصرى، وأُدرِكُ من واقع المسئولية التى اتحملها منذ إنتخابى رئيساً، أن تحقيق أهدافنا بدأ ببناء دولة مدنية ديمقراطية، فى ظل المبادئ التى سعينا إليها من خلال الاِلتزام بخارطة المستقبل، التى توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، والتى تكتمل بإجراء الإنتخابات البرلمانية، بعد أن قال الشعب المصرى كلمته، وعبر عن إرادته الحرة فى الإنتخابات الرئاسية ومن قبلها الدستور، لنبنى ” مصر الجديدة “..دولةٌ تحترم الحقوق والحريات وتؤدى الواجبات، تضمن العيش المشترك لمواطنيها دون إقصاء أو تمييز ..دولةٌ تحترم وتفرض سلطةَ القانون الذى يستوى أمامَهُ الكافة، وتَضْمَنُ حريةَ الرأى للجميع، وتَكْفُلُ حريةَ العقيدةِ والعبادةِ لأبنائها.. دولةٌ تسعى بإصرار لتحقيق النمو والإزدهار، والإنطلاق نحو مستقبل واعد يلبى طموحات شعبها .
وفى اطار العمل على تنفيذ ذلك، بدأت مصر فى تنفيذ برنامج شامل طموح لدفع عملية التنمية حتى عام 2030، يستهدف الوصول إلى إقتصاد سوق حر، قادر على جذب الإستثمارات فى بيئة أمنية مستقرة..ولعل فى مشروع قناة السويس الجديدة، هدية الشعب المصرى إلى العالم، ما يؤكد على جديه هذا التوجه، وعلى حرص ” مصر الجديدة ” على بناء غدٍ أفضل لأبنائنا وشبابنا، ولذا أدعوكم للمشاركة فى المؤتمر الإقتصادى الذى سيُعقد فى مصر خلال شهر فبراير القادم، من أجل تحقيق التنمية وبناء المستقبل، ليس لمصر فحسب، وإنما للمنطقة بأكملها .
إن هذه الخطوات تُعَبِرُ باختصار عن مضمون العقد الإجتماعى، الذى توافق عليه المصريون فى دستورهم الجديد، لبناء حاضر ومستقبل مشرق لشبابنا، ولتأسيس دولة المؤسسات وسيادة القانون، التى تحترم القضاء، وتضمن إستقلاله، وتُفَعِّل مبدأ الفصل بين السلطات، دون تراجع أمام إرهاب يظن أن بمقدروه إختطاف الوطن وإخضاعه .
ذلك الإرهاب الذى عانت مصر من ويلاته منذ عشرينيات القرن الماضى، حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها، مستترة برداء الدين للوصول إلى الحكم وتأسيس دولة الخلافة، اِعتماداً على العنف المسلح والإرهاب كسبيل لتحقيق أغراضها.وهنا أريد أن أؤكد، أنه لا ينبغى السماح لهؤلاء الإساءة للدين الإسلامى الحنيف، ولمليار ونصف المليار مسلم، الذين يتمسكون بقيمه السامية؛ فالدين أسمى وأقدس من أن يوضع موضع الإختبار فى أية تجارب إنسانية، ليتم الحكم عليه بالنجاح أو الفشل .
إن الإرهاب وباءٌ لا يفرق فى تفشيه بين مجتمع نام وآخر متقدم.. فالإرهابيون ينتمون إلى مجتمعات متباينة، لا تربطهم أية عقيدة دينية حقيقية، مما يحتم علينا جميعاً، تكثيف التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذى يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها، إعمالاً لمبادئ ميثاق الأمم لمتحدة وتحقيقاً لأهدافها .
السيد الرئيس
السيدات والسادة
إن ما تعانيه منطقتنا من مشكلات ناجمة عن إفساح المجال لقوى التطرف المحلية والإقليمية، وحالة الإستقطاب إلى حد الإنقسام والإقتتال، أضحى خطراً جسيماً يهدد بقاء الدول ويبدد هويتها..مما خلق للإرهاب وتنظيماته بيئة خصبة للتمدد وبسط النفوذ .
ومن هذا المنطلق، فإن الأزمات التى تواجه بعض دول المنطقة، يمكن أن تجد سبيلاً للحل يستند على محورين رئيسيين، لدعم بناء الدولة القومية : يشمل الأول، تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بناءً على عقد اجتماعي وتوافق وطني، مع توفير كافة الحقوق، لاسيما الحق فى التنمية الشاملة، بما يُحصِن المجتمعات ضد الإستغلال والإنسياق خلف الفكر المتطرف ؛ أما المحور الثانى، فهو المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب، ولمحاولات فرض الرأى بالترويع والعنف، وإقصاء الآخر بالإستبعاد والتكفير .
وقد طرحت مصر بالفعل، وبتوافق مع دول جوار ليبيا، مبادرة ترسم خطوات محددة وأفقاً واضحاً لإنهاء محنة هذا البلد الشقيق، يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسى يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة، ويسمح بالوصول إلى حل سياسى شامل، يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضى الليبية، وحتى يمكن تنفيذ ذلك، ينبغى وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال، وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التى ترفع السلاح، وتلجأ للعنف، ولا تعترف بالعملية الديمقراطية .
وفى سوريا الشقيقة، وعلى الرغم من متابعتنا للوضع الإنسانى المحزن، وما خلفته الأزمة السورية من دمار وضحايا أبرياء، فإننى أثق فى إمكانية وضع إطار سياسى، يكفل تحقيق تطلعات شعبها، وبلا مهادنة للإرهاب أو إستنساخ لأوضاع تمردَ السوريون عليها..وأود أن أؤكد، دعم مصر لتطلعات الشعب السورى فى حياة آمنة، تضمن إستقرار سوريا وتصون سلامتها الإقليمية، ووحدة شعبها وأراضيها .
كما يمثل تشكيل حكومة جديدة فى دولة العراق الشقيقة، وحصولها على ثقة البرلمان تطوراً هاماً، يعيد الأمل فى الإنطلاق نحو تحسن الأوضاع فى العراق، ونجاح المساعى الداخلية والخارجية الرامية إلى تحقيق الإستقرار، وإستعادة المناطق التى وقعت تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابى، بهدف الحفاظ على وحدة الأراضى العراقية، ووقف نزيف الدماء.
وعلى الرغم من تعدد الأزمات التى تهدد منطقتنا، والتى تحدثت عن بعضها، تبقى القضية الفلسطينية على رأس إهتمامات الدولة المصرية..فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة على الأراضى المحتلة عام 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”، تجسيداً لذات المبادئ التى بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضى، وهى مبادئ لا تخضع للمساومة وإلا تآكلت أسس السلام الشامل فى المنطقة، وضاعت قيم العدالة والإنسانية..ويقيناً، فإن اِستمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه، يوفر مدخلاً لإستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخرى، ولتحقيق البعض لأغراض خفية، وإختلاق المحاور التى تُفَتِتُ النسيج العربى، وفرض الوصاية على الفلسطينيين، بزعم تحقيق تطلعاتهم .
ولا يمكن أن أغفل الإشارة إلى الاهتمام الذي توليه مصر لقضايا قارتها الافريقية. إن التضامن والإخاء الذي يجمع بين شعوبها وأيضاً التحديات المشتركة التي تواجهها، تفرض علينا العمل بمزيد من الجد ووضوح الرؤية لتحقيق طموحات شعوبنا، في الديمقراطية والتنمية، والحفاظ علي كرامة الفرد، وايلاء الاهتمام الواجب لشبابنا، وتطلعهم لمستقبل أكثر إشراقا، إن نجاحنا في ذلك هو ضمان مستقبل دولنا.
وأدعو من هذا المنبر أن يتكاتف المجتمع الدولي، انطلاقا من إنسانيتنا المشتركة للتصدي لوباء الايبولا، الذي تتعرض له عدد من دول غرب افريقيا. إن مكافحة هذا المرض هي مسئولية جماعية لرفع المعاناة عن غير القادرين، كذلك لتوفير الحماية لعالمنا الذي تنحسر المسافات فيما بين أرجائه بفضل طبيعة العصر وما بلغه من كثافة التواصل.
السيد الرئيس
السيدات والسادة
إن ما سبق يضع مسئولية خاصة على مصر، ودولتها القوية التى سبق لها مواجهة الإرهاب والتطرف فى تسعينيات القرن الماضى، والتى أثق فى نجاحها فى إجتثاث جذور التطرف، بفضل هويتها الوطنية.. ومصر قادرة دوماً، على أن تكون منارة حضارية تدعم إستعادة النظام الإقليمى لتماسكه.. ولن يتوانى المصريون عن القيام بدورهم هذا، تجاه محيطهم، الذى يأتى فى القلب منه، الأمن القومى العربى، والذى تعتبره مصر جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومى، بناءً على الاِنتماء المشترك، والمصير الواحد، وحرصاً على إستقرار هذه المنطقة الهامة والحيوية للعالم .
إن رؤية مصر للعلاقات الدولية، تقوم على إحترام مبادىء القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية، القائمة على الاِحترام المتبادل، ومراعاة المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة ..ومصر كما تعلمون من الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، وساهمت بقوة وما تزال، فى جهود تحقيق أهدافها، خاصة فى مجالات حفظ وبناء السلام وتحقيق التنمية ..ومن هنا ؛ فإن تطلع مصر للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن لعامى 2016 و2017، ينبع من حرصها على توظيف عضويتها، لتحقيق مقاصد المنظمة ومصالح الدول النامية لاسيما فى إفريقيا، والمضى بجدية لإصلاح منظومة الأمم المتحدة، ضمن رؤية قوامها الندية والمساواة..ولذا، فإننى أدعو الدول الأعضاء لدعم ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن الدولى .
السيد الرئيس
السيدات والسادة
نقلت إليكم وبكل تواضع، رسالة المصريين، نسائهم قبل الرجال، وشبابهم قبل الشيوخ..وهى رسالة تعبر عن الأمل وعن الإرادة والتصميم على العمل، وعن الإنفتاح للتعاون مع الجميع، لتخطى كل العقبات والصعاب..مؤكداً أن شعب مصر بعد ثورتيه، بات المصدر الوحيد لما نتخذه من سياسات داخلية وخارجية، فى إطار سعينا لتحقيق الإستقرار والتنمية..تلك هى مصر التى اِستعادت ثقتها بنفسها..مصر التى تُعْلِى قيم القانون والحرية..مصر بهويتها العربية وجذورها الأفريقية، مهد حضارة المتوسط، ومنارة الإسلام المعتدل..مصر التى تصبو نحو تسوية الصراعات فى منطقتها..مصر التى ترنو إلى تحقيق قيم العدل والإنسانية فى عالمها..وإننى على يقين من قدرة المصريين على العطاء، فهى الميراث الذى خلفه أجدادنا، وهى مَعِينُنَا الذى لا ينضبُ بإذن الله .
تحيا مصر … تحيا مصر … تحيا مصر …
وتحيا شعوب الأرض المحبة للسلام …
وتحيا مبادىء الإنسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك الدورة ال70 28 /9/2015
السيد الرئيس
أود فى البداية أن أعرب عن تهنئتى لكم ولبلدكم الصديق .. على توليكم رئاسة هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة .. وأن أعبر عن خالص التقدير لسلفكم .. وزير خارجية أوغندا الشقيقة .. لجهده المتميز خلال رئاسته للدورة السابقة .. كما أشيد بالدور البناء الذى يقوم به السكرتير العام للأمم المتحدة .. وسعيه الدءوب لتنفيذ مبادئ ميثاقها .. والذى ظل دستورا للعلاقات الدولية ومرجعا لها طوال سبعين عاما.

السيد الرئيس .. السيدات والسادة
لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة .. ذلك الإنجاز الذى ينطوى على أبعاد تمس مجالات اقتصادية .. كالنقل والتجارة والخدمات .. وأخرى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص .. والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات .. لكننى لا أعتزم اليوم الخوض فى تفاصيل كل تلك الأبعاد .. التى أثق أنكم تدركونها .. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزى ما تحقق على أرض مصر.. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب .. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.
ولعلكم تتفقون معى على أن الأمل .. تلك القيمة المهمة .. هو القوة التى طالما حثت الأفراد والشعوب على السير قدما .. وعلى التطلع إلى غد أفضل .. وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص .. فإنهما يصبحان معا الضوء الذى يبدد ظلمة اليأس .. تلك الظلمة التى تخيم اليوم على منطقة الشرق الأوسط.. إن الأمل والعمل هما المثال الواقعى الذى تقدمه مصر إلى محيطها الواسع..فى أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط.. وهما اليد التى تمدها إلى منطقتها.. كى تساهم فى التغلب على تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل.
ومن منطلق إيماننا فى مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا .. وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلى نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب.. تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة فى صياغته .. فإننى أعلن عزم مصر أن تطرح .. بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها .. مبادرة حول : ” الأمل والعمل من أجل غاية جديدة”، أو “هاند hand” وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية .. وهى بالفعل اليد التى تمدها مصر .. كأحد أوجه مساهمتها فى التغلب على قوى التطرف والأفكار التى تسعى إلى نشرها .. ولكن من خلال العمل الإيجابى الذى لا يكتفى بالمقاومة فقط .. على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن .. والتى تركز على الدفاع عن الحاضر .. إن علينا بالتوازى مع تلك الجهود القيمة ..أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة .. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذى ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
السيدات والسادة
لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالى .. نحن البشر.. بالعقل الذى كان وسيلتنا إلى التعرف عليه.. كما أن قدرتنا على الاختيار باستخدام هذا العقل .. هى أبلغ دليل على أن اختلافنا هو مشيئة إلهية .. تأبى على البشر أن يكونوا بلا إرادة.
إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها .. من شأنها أن تهدم كل دعاوى المتطرفين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم .. لاسيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق فى تفسير الإسلام .. ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين .. الذى لا يمكن أن يكون هو الإسلام بسماحته وعدله ورحمته.. لأن إنكارهم لحق الآخرين فى الاختلاف .. هو إنكار لمشيئة الخالق .. فهم فى واقع الأمر يسعون لتحقيق أعراض دنيوية وأغراض خفية .. ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أى مجال .. يتيح لهم فهم الدين الصحيح.
لا شك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة .. التى تدعى أنها تحتكر التحدث باسمهم .. بل وتسعى من خلال تطرفها وعنفها إلى إقصاء وإسكات من يعارضها.. وهو ما ينبغى أن يدركه العالم..
لكننى أشعر بأسى وحزن كل مسلم حول العالم .. عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم .. وهو الأمر الذى تعتبره قوى التطرف نجاحا غير مسبوق لها .. حيث إن من بين أهدافها إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم .. والعمل على توسيعها .. واسمحوا لى إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغى أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض .. حتى يقتنع العالم أننا جميعا .. مسلمين وغير مسلمين ..إنما نحارب نفس العدو .. ونواجه ذات الخطر؟
كم من أبناء الدول التى تعانى ويلات الإرهاب ينبغى أن تراق دماؤهم.. حتى يبصر المجتمع الدولى حقيقة ذلك الوباء الذى تقف مصر فى طليعة الدول الإسلامية.. وفى خط الدفاع الأول فى مواجهته .. وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا.. لدحره فى كل مكان؟
السيدات والسادة
لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقة إلى منزلق خطير .. عندما أفصحت قوى التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافى مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية .. فلم يكن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا .. إلا نتيجة للتهاون فى التصدى لتمادى المتطرفين فى تحدى إرادة الشعب الليبى .. ورغبتهم فى الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.. إن حرص مصر البالغ على مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها .. كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.. وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح فى التوصل إلى اتفاق “الصخيرات” الذى ينبغى أن يكون علامة فارقة .. كى نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولى ووقوفه خلف إرادة الأطراف التى وقعت على الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية .. وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها على دحره.. قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد جوار ليبيا .. وتمتد إلى عمق أفريقيا.. وفى هذا السياق، فإننى أؤكد على ضرورة الاستمرار فى تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة .. بالتوازى مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.
كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السورى المشروعة.. للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم فى إقصاء غيرهم.. بل امتدت هذه المواجهات حتى فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا فى المغانم.. حتى تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعانى خطر التقسيم.. فى ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.. وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.
وإزاء ذلك الوضع المتدهور .. دعت مصر القوى الوطنية السورية للاجتماع فى القاهرة .. لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف .. بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية .. ذات السيادة على كامل ترابها.. وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها.. ويحترم تنوع مكوناتها .. ويصون انتماءها القومى.
إن تلك القوى الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة .. فى كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسى من الأزمة .. يحقق تطلعات الشعب السورى.
السيدات والسادة
إن دعم مصر السياسى والعسكرى لليمن الشقيق.. ومشاركتها فى الخطوات التى اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية .. قد جاء استجابة لطلب اليمن .. وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه صيانة الأمن القومى العربى.. أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته .. وفى إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيه .. وتحث مصر الأسرة الدولية على بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية .. وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التى تشهدها الساحة العراقية .. ونأمل فى أن تساعد الإصلاحات التى اتخذتها الحكومة على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقى الشقيق .. والمضى قدما على طريق المصالحة الوطنية.
إن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة .. تؤكد ما سبق أن نادت به مصر.. بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات .. والتصدى لظاهرة الإرهاب التى تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة .. وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل .. وربط الهجرة بالتنمية.
إن مصر تستضيف أعدادا متزايدة من اللاجئين.. كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصرى ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التى تقدمها الدولة.. رغم ما ينطوى عليه ذلك من أعباء اقتصادية على كاهل الدولة.. وتأمل مصر فى إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء على المدى القصير .. لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التى يواجهونها .. أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التى أدت إلى هذا الصراع.
السيدات والسادة
لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد.. لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها ..كما أجد من منطلق المسئولية التاريخية كرئيس لمصر.. التى تقف فى قلب تلك المواجهة..أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى.. وفى مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.
تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره .. وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. سوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة .. وإحدى أخطر الذرائع التى يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب .. ولعلكم تتفقون معى على أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء .. حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا .. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها .. وإن ما يشهده القدس والحرم القدسى الشريف .. لدليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.
السيدات والسادة
إننا فى مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخرى .. بجانب دحر التطرف والإرهاب.. لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة .. ويعد انتفاض الشعب المصرى ومطالبته بالتغيير .. تعبيرا عن الوعى بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها .. وصولا إلى تلك الأهداف .. وإذ نعى أن ما حققناه ليس إلا خطوات على مسيرة ممتدة .. فإننا عازمون على استكمالها رغم ما نواجهه من عقبات..وسوف يشهد العام الحالى إجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل.. ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم فى الرقابة والتشريع فى المرحلة القادمة .. التى ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين فى الحرية ..والعيش الكريم.. والعدالة الاجتماعية.
وفى هذا السياق، لابد لى أن أشير إلى إطلاق الحكومة المصرية “استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030” فى مارس من العام الحالى.. بالتزامن مع الحراك الدولى للتوصل إلى أجندة طموحة للتنمية الدولية .. لما بعد عام 2015.. والتى نأمل فى اعتمادها على نحو يأخذ فى الاعتبار المسئولية المشتركة فى مواجهة التحديات .. والتفاوت فى القدرات والموارد .. والتباين فى الإمكانيات والتنوع الثقافى .. فالتنمية حق من الحقوق الأساسية.. وإتاحته وتيسيره .. خاصة للدول النامية وأفريقيا ..هو مسئولية جماعية لاسيما على الدول المتقدمة.
السيدات والسادة
إن الرؤية التى تطرحها مصر هى امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنسانى ذاته.. أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر على أرضهم.. فكان إسهامهم الذى ما يزال حاضرا فى شتى مجالات الحياة .. واليوم، تتطلع مصر لمزيد من المشاركة فى إرساء السلام والاستقرار على المستوى الدولى .. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين.
إن ثقتكم فى دور مصر ستكون بإذن الله فى موضعها .. لأن مصر تقدر المسئولية التى تتحملها فى هذا المنعطف المصيرى .. تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية .. بل وشعوب العالم ككل .. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التى توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
لقد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولى لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها .. كما ظلت مصر على مدى حقب طويلة .. مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب .. ورغم ما مرت به مصر فى مراحل أخرى من صعاب .. وما عانته من كبوات.. يتوق شعبها اليوم أن يكتب التاريخ من جديد.. وإننى لعلى يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين.. سيكون بمقدروهم تحقيق أسمى تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم .. ومن أجل منطقتهم .. بل ولخير العالم أجمع.
وتحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر
شكراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك الدورة ال71 20 /9/2016
السيد/ بيتر تومسون
اهنئكم على تولي رئاسة الجمعية العامة في دورتها الواحدة والسبعين، متمنياً لكم التوفيق فى إدارتها. كما أعرب عن التقدير للسيدموجينز ليكتوفت، رئيس الدورة السابقة على جهوده واسهاماته.
السيد الرئيس
تنعقد الدورة الحالية للجمعية العامة بعد ان أطلقنا مرحلة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها؛ البيئية والاقتصادية والاجتماعية، باعتمادنا لأجندة التنمية 2030، ووثيقة أديس أبابا لتمويل التنمية العام الماضي. ومما لا شك فيه ان تطلع الشعوب، خاصة النامية، لمستوى حياة لائق ونمو مضطرد لهو المسئولية الرئيسية التى نتحملها كقادة وضعت الشعوب ثقتها فينا، وحملتنا هذه المسئولية وفاء للمبادئ الانسانية التي تقود مساعينا. ولكن التحديات والإمكانات المتاحة للدول النامية تحول دون الوفاء بمستوى الطموح الوارد في أجندة التنمية، حيث تفتقر الدول النامية لفرص كافية لتحقيق التنمية المستدامة، إذ تحتاج الى مناخ دولي مناسب، يتمثل في نصيب أكبر من التجارة الدولية وآليات للتمويل ونقل للتكنولوجيا، وتدفق للاستثمارات ومعالجة المديونية، بالإضافة الى ضرورة ايجاد المناخ المواتى للتنمية وطنياً.
وتطالب مصر بدعم دور الدولة لضمان التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة خاصة فيما يتصل بفعالية شبكات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الملكية الوطنية للتنمية. كما تنوه مصر لأهمية تسخير المنظومة المالية العالمية من اجل نظام اقتصادي عالمي عادل يوفر فرصا متكافئة للتنمية ويساعد على تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية. حيث تعد الأمم المتحدة المحفل المناسب لتناول هذه المسائل. وانطلاقا من ذلك، كانت مصر ضمن أول 22 دولة تتقدم بمراجعة طوعية لخططها التنموية فى يوليو الماضى.
لقد توصلنا العام الماضي لاتفاق قائم على مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ. وباعتباري منسق مجموعة الرؤساء الأفارقة لتغير المناخ، أؤكد التزام افريقيا بمواجهة تغير المناخ وفقاً لقدراتها، وتطلعها لتفعيل آليات التنفيذ للاتفاقات الخاصة بنقل التكنولوجيا والتمويل المستدام، ولذا أنشأت مصر المسار الخاص بمبادرة الطاقة المتجددة وطرحتها في إطار رئاستها للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وتنفيذاً لقرارات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة. وتؤكد مصر على أهميتها لتوجيه الدعم لأفريقيا، وعلى أن مواجهة تغير المناخ يجب أن تراعى الإنصاف والحق فى التنمية، والالتزام بمبادئ القانون الدولي واهمها عدم الإضرار وتعزيز التعاون، ومشاركة مختلف الدول فى المشروعات المطروحة، وفقا للقواعد المنظمة لمؤسسات التمويل الدولية وعلى رأسها البنك الدولي.
السيد الرئيس
بعدما أضحى العالم قرية كونية بفعل الآثار الايجابية لثورة تكنولوجيا الاتصالات وحرية تدفق رؤوس الاموال والاستثمارات والتجارة الدولية، ما زلنا نرصد وجها آخر للعولمة بما أفرزته من بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية، حيث ارتبط بها زيادة الفقر واتساع فجوة عدم المساواة واهتزاز العقد الاجتماعي بالعديد من الدول النامية، وقد وضع تضافر تلك العوامل ضغوطاً على تماسك الكيان المؤسسي لتلك الدول. ولعل تلك التحديات والضغوط تمثل أكبر حافز للمجتمع الدولي ليعمل بجدية على توفير أفضل السبل للمؤسسات في كل دولة للاضطلاع بواجباتها والوفاء باحتياجات وطموحات شعوبها.
وفى وسط تلك التحديات التي يموج بها النظام الدولي، استطاع شعب مصر أن يفرض ارادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها بل وتحصين المجتمع من التشرذم والانزلاق نحو الفوضى؛ فأقر دستوراً جديداً يحمى الحقوق والحريات، التي شملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث كفل الدستور المساواة في الحقوق على أساس المواطنة، ورسخ الحماية للفئات التي تحتاج رعاية، الأمر الذي سمح للمرأة بالفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب، ووسع تمثيل الشباب في المجلس. وبدأ مجلس النواب بالفعل في ممارسة سلطته التشريعية ومراقبة السلطة التنفيذية. وعلى الصعيد الاقتصادي تمضي مصر بثبات في تنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى تراعى البعد الاجتماعى ومتطلبات الحياة الكريمة للشعب المصري، كما تنفذ مشروعات قومية عملاقة لتوسيع شبكة الطرق وانشاء محطات الطاقة الكهربائية والمتجددة وتطوير البنية التحتية والقدرات التصنيعية وتوسيع الرقعة الزراعية.
السيد الرئيس
ما زالت منطقة الشرق الأوسط تموج بصراعات دامية، إلا ان مصر استطاعت أن تحافظ على استقرارها وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب، وذلك بفضل ثبات مؤسساتها ووعى الشعب المصري بموروثه الحضاري العميق، وهو أمر يتعين على المجتمع الدولى ادراكه ودعمه لما فى صالح المنطقة والعالم بأسره، لتستمر مصر كما كانت دوما ركيزة أساسية لاستقرار الشرق الاوسط، أخذا فى الاعتبار انها لا تألو جهداً فى الاضطلاع بدورها الطبيعي فى العمل مع الاطراف الإقليمية والدولية لاستعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وعلى رأس النزاعات الدامية فى المنطقة، يستمر الوضع الأليم الذي تعيشه سوريا على مدار السنوات الماضية، والذي تسبب في مقتل مئات الآلاف وتحويل الملايين إلى نازحين ولاجئين داخل أوطانهم وبالدول المجاورة، ومن بينهم نصف مليون سوري استقبلتهم مصر كأشقاء، يلقون معاملة المصريين فيما يتعلق بالرعاية الصحية والتعليم والسكن. إن نزيف الدم في سوريا وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولا استمراره. فالمطلوب واضح، وقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية في جميع أنحاء سورية، يمهد لحل سياسي يحقن الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومؤسسات دولتها، ويحقق طموحات السوريين، ويمنع استمرار الفوضى التي لم تؤد إلا لتفشي الإرهاب.
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه رئاسة مصر في يونيه 2014 عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، على المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئاسة وفد مصر في اجتماعات الشق رفيع المستوى من هذه الدورات، حيث عقدت الجمعية العامة 4 دورات خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي، في شهر سبتمبر من كل عام، شارك فيها جميعاً والقى خلالها خطباً رسمية كان أهمها خطاباته الأربعة أمام جلسة الجمعية العامة، والتي تمثل كلمة مصر الرسمية في المنظمة الدولية، إضافة إلى كلماته وخطبه في عدد من المؤتمرات والقمم الأخرى التي عقدت بمقر الأمم المتحدة خلال فترة انعقاد الجمعية العامة، كما عقد خلال وجوده في نيويورك عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء ومسئولين وإعلاميين من جميع قارات العالم خلال حضوره لهذا الحفل العالمي الكبير.
وبذلك يكون الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري شارك في (4) دورات متتالية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
إن وجود الرئيس السيسي في نيويورك لم يقتصر على اجتماعات الجمعية العامة فقط، ولا أيضاً اللقاءات الثنائية على هامش هذه الاجتماعات، ولكنه شمل حضوره للعديد من القمم العالمية التي عقدت في تلك الفترات وكان رئيساً لبعض هذه القمم ومن بينها:
في الدورة 70 للجمعية العامة (سبتمبر 2015): شارك الرئيس السيسي في “قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015” التي حضرها عدد من رؤساء الدول والحكومات.
كما شارك الرئيس السيسي خلال نفس الدورة في “قمة مكافحة تنظيم داعش “والتطرف العنيف” التي دعا إليها الرئيس الأمريكي – آنذاك – باراك أوباما.
في الدورة نفسها شارك الرئيس في القمة التي دعا إليها الرئيس الصيني “شي جين بينج” لبحث سبل التعاون بين دول الجنوب حيث ألقى الرئيس كلمة أشار فهيا إلى التحديات التي تواجه دول الجنوب لتحقيق التنمية والتقدم ونقل التكنولوجيا وتوفير حياة أفضل لشعوبها.
في الدورة 71 (سبتمبر 2016) شارك الرئيس السيسي في “قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين، وشارك أيضاً في اجتماع رفيع المستوى حول هذه القضية.
وفي الدورة نفسها، ترأس الرئيس السيسي “اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي” الذي ترأسه مصر وعقد بمقر منظمة الأمم المتحدة.
كما شارك الرئيس السيسي في “قمة مجلس الأمن الدولي”، استناداً لعضوية مصر في المجلس عام 2016/2017 التي تناولت التطورات في الشرق الأوسط وسوريا، وهي أول مشاركة لرئيس مصر في قمة لمجلس الأمن.
وخلال الدورة نفسها أيضاً، ترأس الرئيس السيسي اجتماع “لجنة الرؤساء الأفارقة المعني بتغير المناخ” والمخصص لمناقشة نتائج المؤتمر العالمي للمناخ الذي عقد في باريس قبل ذلك التاريخ، وتم خلال الاجتماع تنسيق الموقف الافريقي بشأن المؤتمر العالمي التالي بشأن قضايا المناخ.
في الدورة 72 شارك الرئيس في “القمة العالمية بشأن ليبيا” التي نظمتها الأمم المتحدة بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات، حيث ألقى الرئيس السيسي كلمة أمام الاجتماع حث فيها المجتمع الدولي على دعم الجهود لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا تتوافق عليها الأطراف الليبية، وضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب في ليبيا.
كما شارك الرئيس في قمة مجلس الأمن الدولي حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة واستعرض في كلمته أمام هذه القمة دور مصر في هذا المجال باعتبارها سابع أكبر دولة في العالم تساهم في عمليات حفظ السلام.
إن وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك يوفر فرصة للتواصل مع مختلف دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع ما أظهرته كل دوائر السياسيين ومراكز البحوث والمسئولين السابقين والحاليين خلال الدورات الأربع من حرص على التواصل مع الرئيس.
كما حرص الرئيس على التواصل أيضاً مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى ومن خلالها خاطب الرأي العام الأمريكي والدولي بشأن جميع القضايا الداخلية والخارجية لمصر.
وقد أثرت هذه اللقاءات في تعزيز قنوات الاتصال بين مصر والولايات المتحدة، وتحسين العلاقات بين البلدين، والمزيد من التفهم بشأن مواقف كل منهما تجاه القضايا الاقليمية والدولية.
كما شملت هذه اللقاءات جوانب عديدة خاصة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات وغيرها.
فخلال الدورة (69) للجمعية العامة (سبتمبر 2014) التقى الرئيس السيسي بالرئيس الأمريكي – آنذاك – باراك أوباما بحضور وفدي البلدين، وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية في مصر إن القمة تناولت العلاقات الثنائية وأكدت طبيعتها الاستراتيجية وتم التشاور حول القضايا الأمريكية في ليبيا وسوريا وقضية الإرهاب والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
من جانبه أشاد الرئيس أوباما بخطوات مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية، واتفق البلدان على إجراء حوار استراتيجي على مستوى وزيري خارجية البلدين.
كما التقى الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة حيث كان الرئيس صريحاً في نقل غضب الشعب المصرى من الموقف الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط عموماً.
كما التقى الرئيس بعدد كبير من المسئولين الأمريكيين السابقين من بينهم هنري كيسنجر ومادلين أولبرايت وبرنت سكوكروفت وأعضاء مجالس إدارات الشركات الأمريكية العاملة في مصر.
وفي الدورة (70) للجمعية العامة (سبتمبر 2015) التقى الرئيس عدداً من الشخصيات البارزة والمؤثرة فى المجتمع الأمريكي، شملت مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشارى الأمن القومى السابقين، هم: هنرى كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلي، فضلاً عن ويزلى كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي، والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكي، وكبار المفكرين مثل: ريتشارد هاس ودينيس روس، والعالم المصرى فاروق الباز، حيث تمت مناقشة الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وأكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، وقال: إن مصر تبذل جهوداً مدعومة من الشعب المصرى فى التصدى لتحدى الإرهاب، وأن انتشار تيار التشدد والتطرف يؤجج النزاعات التى تموج بها المنطقة.
كما اجتمع الرئيس السيسي في الدورة نفسها مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية وأعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي وشرح لهم جهود الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات المباشرة.
وخلال الدورة نفسها، كانت هناك مصافحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال قمة مكافحة تنظيم داعش حيث نزل الرئيس أوباما من المنصة الرئيسية وصافح الرئيس السيسي ووجه له التحية وشكره على ما تضمنته تصريحاته لوسائل الإعلام الأمريكية من مضامين إيجابية إزاء مختلف القضايا.
وخلال الدورة (71) للجمعية العامة (في سبتمبر 2016) أجرى الرئيس السيسي لقاءً تاريخياً مع مرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلنيتون ودونالد ترامب، بعد أن تمسك الرئيس بضرورة تلبية طلب المرشحين على قدم المساواة.
وكان لهذا اللقاء أثره الكبير في إرساء أسس التفاهم والتقدير المتبادل بين الرئيسين السيسي وترامب فيما بعد، كما ساهم في وضع العلاقات المصرية – الأمريكية علي طريق مستوى أفضل من التعاون الثنائي والإقليمي والدولي.
كما التقى الرئيس السيسي خلال الدورة نفسها بعدد كبير من الشخصيات المؤثرة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وعدد من رؤساء الشركات الأمريكية الكبرى، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ورئيس مجلس إدارة شركة جنرال اليكتريك ووفد من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي وعدد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي ومسئولين سابقين في وزارة الدفاع الأمريكية.
وخلال الدورة (72) للجنة العامة (سنة 2017) عقد الرئيس اجتماع قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن تقديره للرئيس السيسي، مشيدًا بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها سبل إحياء عملية السلام، حيث عرض الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأشاد الرئيس “ترامب” بالجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف، بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات مع الشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين، بالإضافة لقيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك لقاءات مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال في إطار غرفة التجارة الأمريكية، فضلاً عن لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة أمريكية غير حكومية هدفها تشجيع إقامة الحوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم ويضم في عضويته عددًا من مديري كبري الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول المالية.
كل تلك اللقاءات جعلت من زيارات الرئيس إلى نيويورك مناسبة مهمة للتواصل المصري الأمريكي على كافة المستويات.
رغم الأهمية السياسية والدبلوماسية والإعلامية لزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمم المتحدة ومشاركاته في اجتماعات الجمعية العامة والقمم الدولية الأخرى، فإن الشق الاقتصادي يمثل جانباً مهماً من نشاط الرئيس واهتماماته خلال وجوده في هذا المحفل الدولي.
حيث مثلت اللقاءات ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري والتجاري نسبة مهمة من اجتماعات الرئيس في نيويورك الأمر الذي يعكس مدى اهتمام الرئيس بتوفير الدعم الدولي لجهود مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة.
فخلال الزيارات الأربع للرئيس السيسي لنيويورك أجرى (4) اجتماعات مع رئيس البنك الدولي “جيم يونج كيم” حيث كان اللقاء معه بنداً ثابتاً على جدول لقاءات الرئيس سنوياً وتناولت هذه اللقاءات التطورات الاقتصادية في مصر ودعم البنك الدولي لجهود التنمية والاصلاح في مصر وتوفير مصادر التمويل الممكنة لها.
كما التقى الرئيس ايضاً بشكل منتظم مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية وتم في كل مرة بحث سبل دعم وتعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر وسبل رفع مستوى التبادل التجاري وشرح جهود مصر في المجال الاقتصادي.
أيضاً التقى الرئيس السيسي مع “كلاوس شواب” رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي “منتدى دافوس” عام 2015 حيث تم التنسيق بشأن الاجتماع الاقليمي للمنتدى الذي عُقد بعد ذلك في شرم الشيخ في مايو 2016.
كما حرص الرئيس أكثر من مرة على لقاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي وهو منظمة غير حكومية تسعى لتعزيز التفاهم السياسي من اجل التنمية.
في الوقت نفسه، فإن جميع مشاركات ولقاءات وخطب الرئيس في نيويورك خلال الزيارات الاربع تضمنت في مقدمة أولوياتها جانباً اقتصادياً مهماً يتعلق بالتنمية في مصر وأفريقيا والعالم، وشرح سياسات مصر الاقتصادية وحث العالم على دعم جهود مصر لبناء مستقبل أفضل لشعبها.
مشاركات ولقاءات الرئيس فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة 21-26 /9/2014
وقائع الزيارة:
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى في 21/9/2014 بزيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة أيام، ترأس خلالها وفد مصر في اجتماعات الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية، وألقى كلمة المجموعة العربية في مؤتمر المناخ الذى عقد على هامش الاجتماعات.
أجري الرئيس السيسي خلال الزيارة مباحثات مع نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان أبرزها لقاؤه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، ورؤساء العراق وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وموريتانيا وأوغندا وشيلي وملك الأردن ورئيس وزراء الكويت.. والتقي أيضا بوفود من رجال الأعمال الأعضاء في غرفة التجارة العالمية ومجلس الأعمال للتوافق الدولي، ورجال السياسة والفكر والإعلام الأمريكيين.
كما التقى الرئيس بعدد من المسئولين الأمريكيين في الإدارات السابقة من بينهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وهنري كيسنجر ومادلين أولبرايت، وهيلاري كلينتون، وبرنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومى الأسبق، وأعضاء مجالس إدارات الشركات الأمريكية العاملة في مصر.
واجتمع الرئيس السيسي أيضا مع بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة، وكلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمى، ومع أعضاء الجالية المصرية في نيويورك.
ورافق الرئيس السيسي وفد ضم وزراء الخارجية والبيئة والاستثمار والتموين، ولاقت زيارة السيسي إلى نيويورك ترحيبا كبيرا من الجالية المصرية والعربية التي احتشدت لتحية الرئيس سواء لدي وصوله إلى مطار كينيدي أو أمام مقر إقامته أو أمام مقر منظمة الأمم المتحدة.
عقب وصوله إلى نيويورك فى24/9/2014 التقى السيد الرئيس السيسي بالسيد بان كي مون، سكرتير عام الامم المتحدة، وذلك بحضور السيد سامح شكري، وزير الخارجية، والسفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر الدائم لدى الامم المتحدة بنيويورك، وقد أعرب سكرتير عام الامم المتحدة في بداية اللقاء عن تعازيه في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع صباح يوم 21/9/2014 في القاهرة، معربا عن دعم الامم المتحدة الكامل لمصر في المرحلة المقبلة، وكذا في جهودها لمكافحة الإرهاب كما حيّا الامين العام الجهود الدءوبة التي تقوم بها مصر في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وإقرار الهدنة.
كما بحث الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مقر إقامته بنيويورك في 23/9/2014 مع الملك عبد الله الثانى عاهل الأردن الجهود المبذولة لتشكيل الائتلاف الدولى لمحاربة التطرف والإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على البعد الأمنى، ولكن أيضاً البعدين التنموى والاجتماعي.
كما التقي الرئيس السيسي في 24/9/2014 بمقر الأمم المتحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتناولا سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وجهود دفع عملية السلام للتوصل إلي تسوية نهائية، ولا سيما أن الرئيس السيسي يعتبر أن عدم تسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي يمثل أحد روافد الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.
كما التقي الرئيس السيسي في 24/9/2014 مع رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم وتناول اللقاء التطورات الاقتصادية في مصر وحزمة التشريعات التي يتم سنها لتحسين مناخ الاستثمار في مصر والمشروعات القومية الكبري الجاري تنفيذها في مصر ومصادر تمويلها.
كما اجتمع الرئيس السيسي في 24/9/2014 بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وتناول اللقاء التطورات الراهنة في العراق وضرورة الحفاظ علي وحدة وسلامة الأراضي العراقية وجهود محاربة الإرهاب والتطرف الذي يمثل تهديدا للعراق والمنطقة والعالم.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الزيارة بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، وذلك بحضور وفدي البلدين، وأكد بيان رسمى لرئاسة الجمهورية أن القمة تناولت مجمل العلاقات الثنائية وسبل تطويرها فى مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويؤكد طبيعتها الإستراتيجية، فضلا عن التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلي رأسها الأوضاع في ليبيا وقضية الإرهاب بوصفها ظاهرة عالمية وسبل دعم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المتطرف.
كما اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي فى 24/9/2014 مع نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، حيث أكد مجددا دعم مصر لإيجاد حل للأزمة القبرصية على أساس قرارات الأمم المتحدة، وتطرق الزعيمان إلى القضايا محل الاهتمام المشترك، على رأسها المفاوضات المستمرة حول الأزمة القبرصية والتطورات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الاقتصاد والأمن الإقليميين.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى في24 /9/2014 مع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلارى، تناول اللقاء الموقف الحالى فى المنطقة باعتبارهما على صلة بالإدارة الأمريكية الحالية، وشرح الوضع الآن فى مصر، مؤكدا أن المصريين غاضبون من الموقف الأمريكى، ولديهم إحساس أن ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا مؤامرة، دون أن يخرج المسئولون الأمريكيون لتوضيح الموقف.
كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بنيويورك في 25/9/2014 رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت، وتناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين من خلال مشاركة استراليا في عملية التنمية الاقتصادية الجارية في مصر حاليا، والاستثمار في مختلف المشروعات التي تطرحها الحكومة المصرية، ومن جانبه أشار رئيس الوزراء الاسترالي إلى قرار بلاده برفع تحذير السفر إلى المقاصد السياحية المصرية لتشجيع مواطنيها على زيارة مصر وعودة التدفق السياحي الاسترالي إلى معدلاته الطبيعية، كما تحدث عن رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع مصر، ولاسيما فى مجال الزراعة، أخذا في الاعتبار مشروعات استصلاح الأراضي والتنمية الزراعية التي طرحتها مصر.
وقبيل مغادرته نيويورك في 26/9/2014 التقى الرئيس السيسي برئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وتناول اللقاء عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما التطورات فى ليبيا، حيث توافقت وجهات النظر حول خطورة الوضع وتداعياته السلبية على دول الجوار، ‫كما تطرق اللقاء إلى آخر التطورات بالنسبة للوضع فى قطاع غزة، حيث أعرب الرئيس زوما عن تقديره لدور مصر فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والعمل على تثبيته، واتفق الرئيسان كذلك خلال اللقاء على تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى كافة المجالات، وأن يتم الإعداد الجيد بين وزارتى خارجية البلدين لزيارة رئيس جنوب أفريقيا القادمة إلى مصر.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
عودة مصر بقوة لمحيط العلاقات الدولية من جديد بفضل لقاءات الرئيس السيسي مع نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان أبرزها لقاؤه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند.. وغيرهم.
استعادة العلاقات المصرية الأمريكية لجزء كبير من عافِيتها، في ظل قيام بعض دوائر صنع القرار الأمريكية الرئيسية، مثل: البنتاجون والكونجرس والخارجية الأمريكية، بالدفع تجاه عودة العلاقات، نظرا لأهمية مصر بالنسبة للسياسية الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
اشادة الرئيس اوباما بالخطوات التي اتخذتها مصر لإصلاح منظومة الدعم، وهو ما وصفه بأنه خطوة إيجابية للأمام، وتعهد بدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر اللازم لجذب الاستثمارات الأجنبية.
الاتفاق بين مصر والولايات المتحدة على إجراء حوار استراتيجي على مستوى وزيري خارجية البلدين، لتسهيل التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
الاتفاق على تعزيز علاقات التعاون الثنائية والتوسع فيها، في مجالات عدة، من بينها: الاستخبارات العسكرية والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة 24-29 / 9 /2015
وقائع الزيارة:
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى في 24/9/2015 بزيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة أيام ترأس خلالها وفد مصر المشارك فى اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وألقى كلمة بالأمم المتحدة أمام قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015، فيما أجرى الرئيس نشاطاً مكثفاً تضمن عدداً كبيراً من اللقاءات مع الرؤساء والزعماء على هامش الاجتماعات.
وخلال الزيارة التى عقد خلالها الرئيس نحو 40 لقاءً ثنائياً متعدداً، ما بين حضوره عدد من قمم الأمم المتحدة، ولقاءاته بالدوائر السياسية والاقتصادية الأمريكية، واجتماعاته مع عدد من قادة العالم، وحواراته مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، استطاع الرئيس أن يعيد مصر إلى موقعها الريادى بالمنطقة، وأن يشرح السياسات المصرية الداخلية لبلوغ التنمية المنشودة، فضلاً عن رؤيتها إزاء الملفات الإقليمية المعقدة، وهو ما لاقى توافقاً فى الرؤى مع قادة العالم.
وفور وصوله مباشرة إلى نيويورك، أجرى الرئيس السيسي لقاءً مهماً مع البروفيسور كلاوس شواب، المدير التنفيذى للمنتدى الاقتصادى العالمي أشاد خلاله بالعلاقات المتميزة التى تجمع مصر بالمنتدى، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والمنتدى خلال المرحلة المقبلة لضمان نجاح الاجتماع الإقليمى للمنتدى الاقتصادى العالمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (شرم الشيخ فى مايو 2016) وتحقيقه للنتائج المرجوة.
كما التقى سيادته فى اليوم نفسه، يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد على اهتمام مصر بالتعاون مع الوكالة والاستفادة من خبراتها وبرامجها، إدراكاً منها لأهمية الطاقة النووية وتطبيقاتها السلمية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتاً الى اعتزام مصر بناء المحطة النووية فى الضبعة لتوليد الكهرباء، طبقاً لأعلى المعايير الدولية للأمن والأمان النووي، وذلك فى إطار توجه الدولة نحو تنويع مصادرها من الطاقة، وأكد على موقف مصر إزاء ضرورة مواصلة الجهود لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وإخضاع المنشأت النووية لكل دول المنطقة لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفى ثانى أيام زيارة الرئيس لنيويورك، ألقى كلمة بالأمم المتحدة أمام قمة اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015.. والتقى بالعديد من رؤساء الدول، استهلها بلقاء رئيس وزراء أيرلندا إيندا كيني، حيث اتفق الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات.
والتقى الرئيس السيسي برئيس جمهورية كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش التى هنأته على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة فى زمن قياسي، مشيرة إلى أنه يعد انجازاً كبيراً لمصر وشعبها، وأعربت عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون بين قناة السويس وبين الموانئ الكرواتية الواقعة على البحر الأدرياتيكي، كما أجرى الرئيس لقاءً مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ووجه الرئيس الشكر له على دعم بلاده لحصول مصر على عضوية مجلس الأمن لعامى 2016/ 2017.
والتقى الرئيس السيسي مع رئيس تركمانستان جربانجولى بيردى، ورئيس جمهورية مالى ابراهيم بوبكر كيتا، ورئيس أورجواي جوزيه ألبرتو كوردانو، والرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والرئيس السنغالى ماكى سالى، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو، والعاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي، ورئيس جمهورية بنما خوان كارلوس فاريلا، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ورئيس وزراء لبنان تمام سلام، ورئيس الوزراء اليوناني.
واجتمع الرئيس السيسي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث بحث معه تطورات الأوضاع فى الأراضى المحتلة والتصعيد الإسرائيلى فى القدس، وسبل دفع عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط.
كما التقى الرئيس السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين بمقر الأمم المتحدة، وأكد على أهمية الإسراع في تنفيذ الإجراءات الفنية التي تم الاتفاق عليها في إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة، والذي تم التوقيع عليه في الخرطوم في مارس 2015 بما يعكس الروح الإيجابية البناءة التي بدأت منذ إعلان مالابو، وسادت بين الدول الثلاث أثناء توقيع الاتفاق، مؤكداً ثقته في التزام إثيوبيا بنصوص إعلان المبادئ.
اجتمع الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، حيث أكد الجانبان على العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، معربين عن ارتياحهما لما تشهده من تنامٍ ملحوظ في كافة المجالات.
وفى إطار مشاركاته الفعالة فى فعاليات دورة الأمم المتحدة، شارك الرئيس فى الاجتماع الذى دعا إليه الرئيس الصيني شى جين بينج عدداً محدوداً من رؤساء الدول والحكومات في 26/9/2015 لبحث سبل تعزيز التعاون بين دول الجنوب، وقد ألقى الرئيس كلمة أشار فيها إلى التحديات التى تواجه دول الجنوب فى سعيها لتحقيق التنمية المستدامة واللحاق بركب التقدم، مؤكداً أهمية توفير التمويل اللازم للدول النامية وتفعيل نقل التكنولوجيا إليها حتى تتمكن من مواجهة تحدياتها التنموية.
وحرص الرئيس السيسي خلال الزيارة على لقاء عدد من الشخصيات البارزة والمؤثرة فى المجتمع الأمريكي، شملت مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشارى الأمن القومى السابقين، هم: هنرى كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلي، فضلاً عن ويزلى كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي، والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكي، وكبار المفكرين مثل: ريتشارد هاس ودينيس روس، والعالم المصرى فاروق الباز، حيث تمت مناقشة الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وأكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، وقال: إن مصر تبذل جهوداً مدعومة من الشعب المصرى فى التصدى لتحدى الإرهاب، وأن انتشار تيار التشدد والتطرف يؤجج النزاعات التى تموج بها المنطقة.
ذكر المتحدث الرسمي للرئاسة أن الجانب الأمريكي أشاد بجهود القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر، وما شهدته من تحسن ملحوظ على صعيد الوضع الأمنى، مثمنين قرار الرئيس الأخير بالعفو عن مجموعة من الشباب المحكوم عليهم فى قضايا تتعلق بحقوق التظاهر والتعدى على قوات الأمن، وهو ما يعكس رغبة مصرية جادة فى إعلاء قيم التسامح والديمقراطية.
أجرى الرئيس السيسى مباحثات في 27/9/2015 مع سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون بمقر المنظمة بنيويورك، تناولت عدد من القضايا الإقليمية والدولية،على رأسها الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وجهود إقرار السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز التنمية المستدامة والحد من آثار التغيرات المناخية.
ولعل أهم لقاءات الرئيس “السيسى” فى نيويورك، كانت لتعريف الدوائر الإقتصادية الأمريكية بالمشروعات التنموية الكبرى فى مصر، حيث شهد اليوم الثالث من زيارة الرئيس إلى نيويورك نشاطاً مكثفاً، حيث عقد الرئيس اجتماعاً مع عدد من مديرى صناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول والمحافظ المالية، نظمه منتدى الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة غير حكومية لا تهدف للربح وتشجع إقامة حوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال فى مختلف دول العالم.
كما التقى الرئيس السيسي رئيس البنك الدولى جيم يونج كيم، الذى أعرب خلال اللقاء عن دعم البنك بقوة لجهود الإصلاح الاقتصادى التى تبذلها مصر، متمنياً التوفيق للحكومة المصرية الجديدة فى أداء مهامها، ومعرباً عن تطلع البنك للعمل معها.
كما اجتمع الرئيس مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية، ومجلس الأعمال المصرى الأمريكي، وأشار إلى جهود الإصلاح الاقتصادى وجذب الاستثمارات المباشرة التى تتخذها الحكومة، والسوق الضخمة التى توفرها مصر، ليس فقط على الصعيد المحلى ولكن أيضاً على المستويين العربى والأفريقي.
كما شارك الرئيس السيسي قبل ختام زيارته إلى نيويورك فى قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف، التى دعا إليها الرئيس الأمريكى “أوباما”، فى إطار الإنخراط المصرى النشط فى الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وشهد الاجتماع نزول الرئيس “أوباما” من المنصة الرئيسية، وتوجهه لتحية الرئيس ومصافحته ليشكره على تصريحاته فى وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة.
في ختام فعاليات زيارته التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى في 29/9/2015 مع الوفد الإعلامى المرافق فى ختام زيارته لنيويورك، وأعلن في تصريحاته أن “الإعلام هو نقطة ضعف لدينا لأن صوتنا لا يصل بالشكل الكامل لكل دول العالم لأن هذا يحتاج تكلفة كبيرة”، مشدداً على أهمية دور الشباب فى مواجهة الإرهاب والتواصل مع العالم الخارجى من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، فيما وجه الرئيس الشكر لكل المصريين الذين جاءوا من كل مكان من أمريكا وكندا ومصر وغيرها لمساندته فى الأمم المتحدة.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
استعادة السياسة المصرية الخارجية عافيتها وعودة مكانة مصر الكبيرة في المجتمع الدولي بفضل الجهد الهائل للرئيس السيسي عبر عشرات اللقاءات والاجتماعات مع الزعماء والروساء وقادة الحكومات التي اتسمت بالتنوع والثراء وركزت على شرح وجهة النظر المصرية لمختلف الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية وهو ما كان له صدى ايجابي ووقع متميز على الساحة الأممية وجعلها أكثر دعما وتوافقاً مع مجمل المواقف والرؤى المصرية، والنجاح في حشد دعم دولى لمصر فى حربها ضد الإرهاب، والترويج لمساندة مصر اقتصاديا والحديث عن مصر كمركز اقتصادى جديد.
تأكيد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية حرص المؤسسة الدولية على تقديم كل أشكال الدعم الفنى لمصر، والمشاركة فى جهودها نحو استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء خلال الفترة المقبلة، واستعداد الوكالة لإيفاد بعثة إلى القاهرة لمساعدة مصر على وضع الأطر التنظيمية اللازمة للمحطة النووية المقرر إنشاؤها فى الضبعة.
توافق الموقف الألماني مع الرؤية المصرية الداعية إلى المواجهة الشاملة للإرهاب، وإعلان استعداد برلين للانخراط فى أى جهود إيجابية بناءة تهدف لتحقيق الأمن والاستقرار، وتكافح العنف والتطرف والإرهاب.
اعتزام رؤساء الشركات الأمريكية ضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر خلال المرحلة المقبلة للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، ومن عوائد الاستثمار المُجزية التى يوفرها العمل فى مصر.
تقارب مصري – اثيوبي مع اعلان رئيس الوزراء الإثيوبي التزام بلاده التام بما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ الخاص بملف “سد النهضة” وبالروح الإيجابية التي سادت توقيع الاتفاق، وتشديده على أن بلاده لن تغير التزاماتها، وأن هذا الموضوع سيكون في مقدمة أولويات الحكومة الإثيوبية الجديدة.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة 18-24 / 9 / 2016
وقائع الزيارة:
– قام الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 18/9/2016 بزيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة أيام، شارك خلالها فى أعمال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى عقدت تحت عنوان “قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين” بمشاركة وفود من 193 دولة أعضاء فى المنظمة الدولية، كما ترأس اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقى، وشارك فى قمة مجلس الأمن الدولى حول التطورات فى الشرق الأوسط وسوريا، كما شارك الرئيس فى الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين والذى تناول سبل التوصل لحلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة، وترأس اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنى بتغير المناخ، والمخصص لمناقشة نتائج مؤتمر المناخ الذى انعقد أخيراً فى باريس، وبحث التحضير للدورة القادمة للمؤتمر، وقد اكتسبت الزيارة أهمية خاصة على ضوء عضوية مصر فى مجلس الأمن على المستوى الرئاسى، حيث تعد هى المرة الأولى التى يشارك فيها رئيس مصرى فى قمة مجلس الأمن مما يشير إلى عودة مصر إلى مكانتها على الصعيدين الإقليمى والدولى.
– ألقى الرئيس “السيسى” كلمة مصر أمام الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين، كما ألقى كلمة مهمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة استعرض خلالها أهم القضايا الداخلية والإقليمية والدولية التى تهم مصر والمنطقة، مؤكداً حرص مصر على تطوير دور الأمم المتحدة للتجاوب بصورة أكثر فاعلية مع التحديات العالمية الجديدة، وبما يضمن تحقيق مبادئ وأهداف الميثاق المعمول به بالمنظمة، كما طرح الرؤية المصرية بخصوص الجهود المبذولة لتسوية الأزمات الإقليمية حفاظاً على الاستقرار فى المنطقة، فضلاً عن تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر.
– أجرى الرئيس “السيسى” العديد من اللقاءات والمباحثات الثنائية مع عدد من قادة العالم على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ومن أهمها: لقاء مع رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى بحثا فيه التطورات على الساحة الداخلية والعلاقات الثنائية بين البلدين، كما عقد لقاءً مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى ضوء ما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور مستمر فى مختلف المجالات، وثمن الرئيس قيام فرنسا بتسليم مصر حاملة الطائرات الثانية من طراز ميسترال وأكد أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حول سبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، كما التقى رئيس قبرص نيكوس أنستاسيادس، والرئيس الرومانى لأول مرة وهو يمثل دولة مهمة بوسط أوروبا حيث أبدى الجانب الرومانى اهتماماً كبيراً بالعمل مع مصر وتعزيز العلاقات المشتركة معها، وذلك بالإضافة إلى مرشحى الرئاسة الأمريكية حينئذ، دونالد ترامب، وهيلارى كلينتون، ورئيس المجلس الأوروبى “دونالد توسك”، كما اجتمع مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثانى، والرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، ورئيس الوزراء اللبنانى “تمام سلام”، بالإضافة إلى عدد آخر من المسئولين الدوليين حيث ركز مباحثات الرئيس مع هؤلاء القادة على سبل تطوير العلاقات الثنائية مع هذه الدول، خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
– أجرى الرئيس “السيسى” لقاءات مهمة على هامش مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع شخصيات مؤثرة فى الحزبين الديمقراطى والجمهورى، كما التقى سيادته أيضاً عدداً من رؤساء كبرى الشركات الأمريكية، وكذلك مع مجلس الأعمال للتوافق الدولى ومجلس الأعمال للأمن القومى الأمريكى وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية، فضلاً عن رئيس مجلس إدارة شركة جنرال إليكتريك، إلى جانب التباحث مع عدد من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكى ووفد أعضاء مجلس الأمن القومى الأمريكى، ومسئولين سابقين فى وزارة الدفاع، حول كيفية الدفع بعلاقات البلدين الإستراتيجية إلى الأمام، وبحث زيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر خلال الفترة المقبلة.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
– عكس نشاط الرئيس “السيسى” والمشاركة المصرية المتميزة فى القمة الأممية واللقاءات المتعددة التى عقدها قادة العالم على هامش زيارته إلى نيويورك انفتاح السياسة المصرية على الجميع بشكل متوازن، وأسهمت المشاركة المصرية فى تكريس مكانة مصر الدولية ورسخت استعادة دورها الريادى فى المنطقة لاسيما بعد عضوية مصر فى مجلس الأمن، ومثلت فعالياتها المتنوعة منبراً ثرياً لعرض الرؤى المصرية المختلفة بشأن أهم القضايا على مختلف الساحات الداخلية والاقليمية والدولية.
شكلت لقاءات الرئيس الثنائية مع الشخصيات الأمريكية فرصة لتحفيز زيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر وعرض فرص الاستثمار التى توفرها المشروعات المتعددة التى تجرى حاليا على أرض مصر للمستثمرين الأمريكيين والأجانب، وأعربت الدوائر المختلفة التى التقاها الرئيس من الجانب الأمريكى أنها لمست وجود إرادة حقيقية للتغيير فى مصر، فضلاً عن حرصهم على التعرف على الفرص الاستثمارية فى المشروعات الكبيرة فى البلاد بمختلف المجالات، وشعورهم بسرعة وتيرة الإنجاز الذى يحدث فى مصر.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك للمشاركة فى اجتماعات الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة 17-21 / 9 /2017
وقائع الزيارة:
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة نيويورك في 17 سبتمبر 2017، للمشاركة في أعمال في الشق رفيع المستوى من أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي بدأت فعالياتها في (19/9) بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية، والتي عقدت هذا العام تحت عنوان (على الشعوب السعي إلى تحقيق السلام والحياة الكريمة للجميع على كوكب مستدام).
شهدت الزيارة نشاطا مكثفا للرئيس السيسي، وعقد خلالها عدة لقاءات مع القادة والزعماء المشاركين في القمة الدولية، فضلا عن لقاءاته المتتالية مع قادة المجتمع الأمريكي، وألقى الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة، استعرض خلاله رؤية مصر لمجمل أوضاع المجتمع الدولي، وكيفية إرساء دعائم السلام والاستقرار في العالم، فضلاً عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وجهود مكافحة الإرهاب.
وقد استقبل عدد من أبناء الجالية المصرية الرئيس السيسي لدى وصوله إلى مقر إقامته بنيويورك، حاملين أعلام مصر، ومرددين هتافات “تحيا مصر”.
حضر الرئيس غداء العمل الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي وشارك فيه عدد من قيادات كبري الشركات الأمريكية العاملة في مختلف القطاعات.
شارك الرئيس كذلك في الاجتماع الخاص بالوضع في ليبيا الذي نظمته الأمم المتحدة، والذي شارك فيه عدد من رؤساء الدول والحكومات، سعياً لدعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك، وقد ألقي كلمة في هذه المناسبة أكد خلالها على ضرورة دعم المجتمع الدولي للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا، يتوصل إليها الليبيون أنفسهم ويتوافقون عليها دون محاولة من أي طرف لفرض الوصاية عليهم، وكذلك أهمية زيادة جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا، واستمرار مصر في تقديم كل الدعم لكل جهد يرمي لدعم قدرات الجيش الوطني الليبي.
كما شارك الرئيس “السيسي” في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وألقى الرئيس بيان مصر أمام تلك القمة الذي تضمن استعراض الجهود المصرية في هذا الصدد، كونها سابع أكبر دولة إسهاما في قوات حفظ السلام، وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقية، وقد شارك السيد الرئيس في التصويت على القرار الخاص بمراجعة عمليات حفظ السلام الذي اعتمده المجلس بالإجماع.
وعقد الرئيس أيضا لقاءات مكثفة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنهم الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، والأمير خالد بن سليمان سفير السعودية في الولايات المتحدة، ومحمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس غانا نانا أكوفو أدو، والرئيس القبرصي “نيكوس أنستاسيادس، ومع رئيس البرازيل “ميشيل تامر”، والرئيس الروماني كلاوس يوهانس، ومع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ودونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلونى، وأنطونيو جوتيرس سكرتير عام الأمم المتحدة.
شهدت زيارة الرئيس السيسي إلى نيويورك أيضاً نشاطاً مكثفاً على المستوى الثنائي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في 21/9/2017 مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن تقديره للرئيس السيسي، مشيدًا بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها سبل إحياء عملية السلام، حيث عرض الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأشاد الرئيس “ترامب” بالجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف، بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات مع الشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين، بالإضافة لقيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك لقاءات مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال في إطار غرفة التجارة الأمريكية، في إطار غرفة التجارة الأمريكية، فضلاً لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة أمريكية غير حكومية هدفها تشجيع إقامة الحوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم ويضم في عضويته عددًا من مديري كبري الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول المالية.
كما اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي بمقر إقامته، ورحب الرئيس السيسي بالالتقاء مجدداً مع رئيس البنك الدولي، مؤكداً الاهتمام الذي توليه مصر لعلاقاتها مع البنك باعتباره شريكاً مهماً لها في التنمية، كما أعرب الرئيس عن تقدير مصر لجهود البنك الدولي في دعم مصر على مختلف المستويات، فيما أكد رئيس البنك الدولي دعم البنك للإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها مصر، مشيداً بما أدت إليه خطوات الإصلاح من نتائج إيجابية على صعيد معالجة الاختلالات الهيكلية التي يعانى منها الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى تحسن مناخ الأعمال والاستثمار.
نتائج الزيارة طبقاً للبيانات والتصريحات الرسمية:
حققت مشاركة الرئيس الفعالة في اجتماعات الأمم المتحدة للمرة الرابعة على التوالي مكاسب سياسية واقتصادية عدة، بالإضافة إلى التحول الايجابي في الموقف الدولي تجاه الدولة المصرية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إعادة المكانة الدولية اللائقة لمصر.
جسدت هذه الزيارة التطور الإيجابي لمكانة مصر في محيطها الإقليمي، وموضعها في إطار النظام السياسي العالمي، وطبيعة دورها الريادي الآن في قضايا منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية والقضايا الدولية الأخرى، بالنسبة لمشاركات الرئيس السيسي المتعددة والمتنوعة الفعالة على المستوى الدولي وأيضاً الثنائية والإقليمية على هامش القمة، خاصة مع تعاظم الرصيد الكبير للقيادة المصرية على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
كان الملف الاقتصادي المصري حاضراً في لقاءات الرئيس مع كل من غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي، ورئيس البنك الدولي، إضافة إلى بحث التعاون الاقتصادي والتجاري مع العديد من قادة العالم الذين التقاهم الرئيس.
اكتسبت قمة إصلاح عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، أهمية خاصة لمصر في ضوء التقدير الدولي المتزايد للمساهمات المصرية في بعثات حفظ السلام بمكوناتها العسكرية والشرطية والمدنية، حيث تعد مصر سابع أكبر مساهم بقوات عسكرية في هذه البعثات.
كلمات الرئيس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة 2014 – 2018
كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك الدورة ال69 24 /9/2014
السيد الرئيس
يسرنى فى البداية أَنْ أتقدمَ إليكم، ولبلدِكم الشقيق، بالتهنئةِ على توليكم رئاسةَ الجمعيةِ العامةِ لهذه الدورة، مُعرَباً عن ثِقَتِنا فى قيادتِكم الحكيمةِ لأعمالِها، ومساندتِنا لكم فى أداءِ مهامِكُم..وأنتَهزُ هذهِ الفرصة لتوجيهِ التحيةِ لسلفكم لجهودِه المتميزة كرئيس للدورةِ السابقة.. كما أجدد دعمنا الكامل للسكرتيرِ العام فى مساعيه لتحقيقِ مقاصدِ ميثاق الأمم المتحدة .
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيدات والسادة
أقف أمامكم اليوم كواحدٍ من أبناءِ مصرَ، مهد الحضارة الانسانية، ومن هذا المنبر أستهل حديثى بتوجيه التحية لشعب مصر العظيم، والمصريين القادمين من كل الولايات الأمريكية، شعب مصر العظيم الذى صنعَ التاريخَ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية.. تارة عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد، وطالب بحقه فى الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.. وتارة أخرى، عندما تمسك بهويته، وتحصن بوطنيته، فثارَ ضد الإقصاء، رافضاً الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب.
تلك بإيجاز شديد، معالم اللحظات الفارقة التى عاشتها مصر فى الفترة الماضية، لكنها ليست إلا مرحلة من مسيرة ممتدة، بطول وبإتساع آمال وتطلعات المصريين، ليومٍ أفضل وغدٍ أكثر ازدهاراً .
لقد بدأ العالم فى إدراك حقيقة ما جرى فى مصر، وطبيعة الأوضاع التى دفعت الشعب المصرى، بوعيه وحضارته، إلى الخروج منتفضاً ضد قوى التطرف والظلام، التى ما لبثت أن وصلت إلى الحكم، حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات، وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه.. ولعل ما تشهده المنطقة حالياً، من تصاعد التطرف والعنف باسم الدين، يمثل دليلاً على الأهداف الحقيقية لتلك الجماعات التى تستغل الدين، وهو ما سبق لنا أن حذرنا منه مراراً وتكراراً، إن قيم العدل والمحبة والرحمة التى جاءت فى اليهودية والمسيحية والإسلام قد تحولت على يد تلك الجماعات إلى طائفية مقيتة وحروب أهلية واقليمية مدمرة يقع ضحيتها أبرياء من أديان مختلفة.
السيد الرئيس
السيدات والسادة
يُدرِكُ الشعبُ المصرى، وأُدرِكُ من واقع المسئولية التى اتحملها منذ إنتخابى رئيساً، أن تحقيق أهدافنا بدأ ببناء دولة مدنية ديمقراطية، فى ظل المبادئ التى سعينا إليها من خلال الاِلتزام بخارطة المستقبل، التى توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، والتى تكتمل بإجراء الإنتخابات البرلمانية، بعد أن قال الشعب المصرى كلمته، وعبر عن إرادته الحرة فى الإنتخابات الرئاسية ومن قبلها الدستور، لنبنى ” مصر الجديدة “..دولةٌ تحترم الحقوق والحريات وتؤدى الواجبات، تضمن العيش المشترك لمواطنيها دون إقصاء أو تمييز ..دولةٌ تحترم وتفرض سلطةَ القانون الذى يستوى أمامَهُ الكافة، وتَضْمَنُ حريةَ الرأى للجميع، وتَكْفُلُ حريةَ العقيدةِ والعبادةِ لأبنائها.. دولةٌ تسعى بإصرار لتحقيق النمو والإزدهار، والإنطلاق نحو مستقبل واعد يلبى طموحات شعبها .
وفى اطار العمل على تنفيذ ذلك، بدأت مصر فى تنفيذ برنامج شامل طموح لدفع عملية التنمية حتى عام 2030، يستهدف الوصول إلى إقتصاد سوق حر، قادر على جذب الإستثمارات فى بيئة أمنية مستقرة..ولعل فى مشروع قناة السويس الجديدة، هدية الشعب المصرى إلى العالم، ما يؤكد على جديه هذا التوجه، وعلى حرص ” مصر الجديدة ” على بناء غدٍ أفضل لأبنائنا وشبابنا، ولذا أدعوكم للمشاركة فى المؤتمر الإقتصادى الذى سيُعقد فى مصر خلال شهر فبراير القادم، من أجل تحقيق التنمية وبناء المستقبل، ليس لمصر فحسب، وإنما للمنطقة بأكملها .
إن هذه الخطوات تُعَبِرُ باختصار عن مضمون العقد الإجتماعى، الذى توافق عليه المصريون فى دستورهم الجديد، لبناء حاضر ومستقبل مشرق لشبابنا، ولتأسيس دولة المؤسسات وسيادة القانون، التى تحترم القضاء، وتضمن إستقلاله، وتُفَعِّل مبدأ الفصل بين السلطات، دون تراجع أمام إرهاب يظن أن بمقدروه إختطاف الوطن وإخضاعه .
ذلك الإرهاب الذى عانت مصر من ويلاته منذ عشرينيات القرن الماضى، حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها، مستترة برداء الدين للوصول إلى الحكم وتأسيس دولة الخلافة، اِعتماداً على العنف المسلح والإرهاب كسبيل لتحقيق أغراضها.وهنا أريد أن أؤكد، أنه لا ينبغى السماح لهؤلاء الإساءة للدين الإسلامى الحنيف، ولمليار ونصف المليار مسلم، الذين يتمسكون بقيمه السامية؛ فالدين أسمى وأقدس من أن يوضع موضع الإختبار فى أية تجارب إنسانية، ليتم الحكم عليه بالنجاح أو الفشل .
إن الإرهاب وباءٌ لا يفرق فى تفشيه بين مجتمع نام وآخر متقدم.. فالإرهابيون ينتمون إلى مجتمعات متباينة، لا تربطهم أية عقيدة دينية حقيقية، مما يحتم علينا جميعاً، تكثيف التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذى يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها، إعمالاً لمبادئ ميثاق الأمم لمتحدة وتحقيقاً لأهدافها .
السيد الرئيس
السيدات والسادة
إن ما تعانيه منطقتنا من مشكلات ناجمة عن إفساح المجال لقوى التطرف المحلية والإقليمية، وحالة الإستقطاب إلى حد الإنقسام والإقتتال، أضحى خطراً جسيماً يهدد بقاء الدول ويبدد هويتها..مما خلق للإرهاب وتنظيماته بيئة خصبة للتمدد وبسط النفوذ .
ومن هذا المنطلق، فإن الأزمات التى تواجه بعض دول المنطقة، يمكن أن تجد سبيلاً للحل يستند على محورين رئيسيين، لدعم بناء الدولة القومية : يشمل الأول، تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بناءً على عقد اجتماعي وتوافق وطني، مع توفير كافة الحقوق، لاسيما الحق فى التنمية الشاملة، بما يُحصِن المجتمعات ضد الإستغلال والإنسياق خلف الفكر المتطرف ؛ أما المحور الثانى، فهو المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب، ولمحاولات فرض الرأى بالترويع والعنف، وإقصاء الآخر بالإستبعاد والتكفير .
وقد طرحت مصر بالفعل، وبتوافق مع دول جوار ليبيا، مبادرة ترسم خطوات محددة وأفقاً واضحاً لإنهاء محنة هذا البلد الشقيق، يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسى يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة، ويسمح بالوصول إلى حل سياسى شامل، يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضى الليبية، وحتى يمكن تنفيذ ذلك، ينبغى وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال، وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التى ترفع السلاح، وتلجأ للعنف، ولا تعترف بالعملية الديمقراطية .
وفى سوريا الشقيقة، وعلى الرغم من متابعتنا للوضع الإنسانى المحزن، وما خلفته الأزمة السورية من دمار وضحايا أبرياء، فإننى أثق فى إمكانية وضع إطار سياسى، يكفل تحقيق تطلعات شعبها، وبلا مهادنة للإرهاب أو إستنساخ لأوضاع تمردَ السوريون عليها..وأود أن أؤكد، دعم مصر لتطلعات الشعب السورى فى حياة آمنة، تضمن إستقرار سوريا وتصون سلامتها الإقليمية، ووحدة شعبها وأراضيها .
كما يمثل تشكيل حكومة جديدة فى دولة العراق الشقيقة، وحصولها على ثقة البرلمان تطوراً هاماً، يعيد الأمل فى الإنطلاق نحو تحسن الأوضاع فى العراق، ونجاح المساعى الداخلية والخارجية الرامية إلى تحقيق الإستقرار، وإستعادة المناطق التى وقعت تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابى، بهدف الحفاظ على وحدة الأراضى العراقية، ووقف نزيف الدماء.
وعلى الرغم من تعدد الأزمات التى تهدد منطقتنا، والتى تحدثت عن بعضها، تبقى القضية الفلسطينية على رأس إهتمامات الدولة المصرية..فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة على الأراضى المحتلة عام 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”، تجسيداً لذات المبادئ التى بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضى، وهى مبادئ لا تخضع للمساومة وإلا تآكلت أسس السلام الشامل فى المنطقة، وضاعت قيم العدالة والإنسانية..ويقيناً، فإن اِستمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه، يوفر مدخلاً لإستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخرى، ولتحقيق البعض لأغراض خفية، وإختلاق المحاور التى تُفَتِتُ النسيج العربى، وفرض الوصاية على الفلسطينيين، بزعم تحقيق تطلعاتهم .
ولا يمكن أن أغفل الإشارة إلى الاهتمام الذي توليه مصر لقضايا قارتها الافريقية. إن التضامن والإخاء الذي يجمع بين شعوبها وأيضاً التحديات المشتركة التي تواجهها، تفرض علينا العمل بمزيد من الجد ووضوح الرؤية لتحقيق طموحات شعوبنا، في الديمقراطية والتنمية، والحفاظ علي كرامة الفرد، وايلاء الاهتمام الواجب لشبابنا، وتطلعهم لمستقبل أكثر إشراقا، إن نجاحنا في ذلك هو ضمان مستقبل دولنا.
وأدعو من هذا المنبر أن يتكاتف المجتمع الدولي، انطلاقا من إنسانيتنا المشتركة للتصدي لوباء الايبولا، الذي تتعرض له عدد من دول غرب افريقيا. إن مكافحة هذا المرض هي مسئولية جماعية لرفع المعاناة عن غير القادرين، كذلك لتوفير الحماية لعالمنا الذي تنحسر المسافات فيما بين أرجائه بفضل طبيعة العصر وما بلغه من كثافة التواصل.
السيد الرئيس
السيدات والسادة
إن ما سبق يضع مسئولية خاصة على مصر، ودولتها القوية التى سبق لها مواجهة الإرهاب والتطرف فى تسعينيات القرن الماضى، والتى أثق فى نجاحها فى إجتثاث جذور التطرف، بفضل هويتها الوطنية.. ومصر قادرة دوماً، على أن تكون منارة حضارية تدعم إستعادة النظام الإقليمى لتماسكه.. ولن يتوانى المصريون عن القيام بدورهم هذا، تجاه محيطهم، الذى يأتى فى القلب منه، الأمن القومى العربى، والذى تعتبره مصر جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومى، بناءً على الاِنتماء المشترك، والمصير الواحد، وحرصاً على إستقرار هذه المنطقة الهامة والحيوية للعالم .
إن رؤية مصر للعلاقات الدولية، تقوم على إحترام مبادىء القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية، القائمة على الاِحترام المتبادل، ومراعاة المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة ..ومصر كما تعلمون من الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، وساهمت بقوة وما تزال، فى جهود تحقيق أهدافها، خاصة فى مجالات حفظ وبناء السلام وتحقيق التنمية ..ومن هنا ؛ فإن تطلع مصر للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن لعامى 2016 و2017، ينبع من حرصها على توظيف عضويتها، لتحقيق مقاصد المنظمة ومصالح الدول النامية لاسيما فى إفريقيا، والمضى بجدية لإصلاح منظومة الأمم المتحدة، ضمن رؤية قوامها الندية والمساواة..ولذا، فإننى أدعو الدول الأعضاء لدعم ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن الدولى .
السيد الرئيس
السيدات والسادة
نقلت إليكم وبكل تواضع، رسالة المصريين، نسائهم قبل الرجال، وشبابهم قبل الشيوخ..وهى رسالة تعبر عن الأمل وعن الإرادة والتصميم على العمل، وعن الإنفتاح للتعاون مع الجميع، لتخطى كل العقبات والصعاب..مؤكداً أن شعب مصر بعد ثورتيه، بات المصدر الوحيد لما نتخذه من سياسات داخلية وخارجية، فى إطار سعينا لتحقيق الإستقرار والتنمية..تلك هى مصر التى اِستعادت ثقتها بنفسها..مصر التى تُعْلِى قيم القانون والحرية..مصر بهويتها العربية وجذورها الأفريقية، مهد حضارة المتوسط، ومنارة الإسلام المعتدل..مصر التى تصبو نحو تسوية الصراعات فى منطقتها..مصر التى ترنو إلى تحقيق قيم العدل والإنسانية فى عالمها..وإننى على يقين من قدرة المصريين على العطاء، فهى الميراث الذى خلفه أجدادنا، وهى مَعِينُنَا الذى لا ينضبُ بإذن الله .
تحيا مصر … تحيا مصر … تحيا مصر …
وتحيا شعوب الأرض المحبة للسلام …
وتحيا مبادىء الإنسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك الدورة ال70 28 /9/2015
السيد الرئيس
أود فى البداية أن أعرب عن تهنئتى لكم ولبلدكم الصديق .. على توليكم رئاسة هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة .. وأن أعبر عن خالص التقدير لسلفكم .. وزير خارجية أوغندا الشقيقة .. لجهده المتميز خلال رئاسته للدورة السابقة .. كما أشيد بالدور البناء الذى يقوم به السكرتير العام للأمم المتحدة .. وسعيه الدءوب لتنفيذ مبادئ ميثاقها .. والذى ظل دستورا للعلاقات الدولية ومرجعا لها طوال سبعين عاما.

السيد الرئيس .. السيدات والسادة
لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة .. ذلك الإنجاز الذى ينطوى على أبعاد تمس مجالات اقتصادية .. كالنقل والتجارة والخدمات .. وأخرى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص .. والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات .. لكننى لا أعتزم اليوم الخوض فى تفاصيل كل تلك الأبعاد .. التى أثق أنكم تدركونها .. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزى ما تحقق على أرض مصر.. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب .. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.
ولعلكم تتفقون معى على أن الأمل .. تلك القيمة المهمة .. هو القوة التى طالما حثت الأفراد والشعوب على السير قدما .. وعلى التطلع إلى غد أفضل .. وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص .. فإنهما يصبحان معا الضوء الذى يبدد ظلمة اليأس .. تلك الظلمة التى تخيم اليوم على منطقة الشرق الأوسط.. إن الأمل والعمل هما المثال الواقعى الذى تقدمه مصر إلى محيطها الواسع..فى أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط.. وهما اليد التى تمدها إلى منطقتها.. كى تساهم فى التغلب على تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل.
ومن منطلق إيماننا فى مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا .. وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلى نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب.. تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة فى صياغته .. فإننى أعلن عزم مصر أن تطرح .. بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها .. مبادرة حول : ” الأمل والعمل من أجل غاية جديدة”، أو “هاند hand” وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية .. وهى بالفعل اليد التى تمدها مصر .. كأحد أوجه مساهمتها فى التغلب على قوى التطرف والأفكار التى تسعى إلى نشرها .. ولكن من خلال العمل الإيجابى الذى لا يكتفى بالمقاومة فقط .. على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن .. والتى تركز على الدفاع عن الحاضر .. إن علينا بالتوازى مع تلك الجهود القيمة ..أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة .. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذى ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
السيدات والسادة
لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالى .. نحن البشر.. بالعقل الذى كان وسيلتنا إلى التعرف عليه.. كما أن قدرتنا على الاختيار باستخدام هذا العقل .. هى أبلغ دليل على أن اختلافنا هو مشيئة إلهية .. تأبى على البشر أن يكونوا بلا إرادة.
إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها .. من شأنها أن تهدم كل دعاوى المتطرفين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم .. لاسيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق فى تفسير الإسلام .. ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين .. الذى لا يمكن أن يكون هو الإسلام بسماحته وعدله ورحمته.. لأن إنكارهم لحق الآخرين فى الاختلاف .. هو إنكار لمشيئة الخالق .. فهم فى واقع الأمر يسعون لتحقيق أعراض دنيوية وأغراض خفية .. ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أى مجال .. يتيح لهم فهم الدين الصحيح.
لا شك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة .. التى تدعى أنها تحتكر التحدث باسمهم .. بل وتسعى من خلال تطرفها وعنفها إلى إقصاء وإسكات من يعارضها.. وهو ما ينبغى أن يدركه العالم..
لكننى أشعر بأسى وحزن كل مسلم حول العالم .. عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم .. وهو الأمر الذى تعتبره قوى التطرف نجاحا غير مسبوق لها .. حيث إن من بين أهدافها إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم .. والعمل على توسيعها .. واسمحوا لى إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغى أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض .. حتى يقتنع العالم أننا جميعا .. مسلمين وغير مسلمين ..إنما نحارب نفس العدو .. ونواجه ذات الخطر؟
كم من أبناء الدول التى تعانى ويلات الإرهاب ينبغى أن تراق دماؤهم.. حتى يبصر المجتمع الدولى حقيقة ذلك الوباء الذى تقف مصر فى طليعة الدول الإسلامية.. وفى خط الدفاع الأول فى مواجهته .. وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا.. لدحره فى كل مكان؟
السيدات والسادة
لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقة إلى منزلق خطير .. عندما أفصحت قوى التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافى مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية .. فلم يكن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا .. إلا نتيجة للتهاون فى التصدى لتمادى المتطرفين فى تحدى إرادة الشعب الليبى .. ورغبتهم فى الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.. إن حرص مصر البالغ على مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها .. كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.. وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح فى التوصل إلى اتفاق “الصخيرات” الذى ينبغى أن يكون علامة فارقة .. كى نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولى ووقوفه خلف إرادة الأطراف التى وقعت على الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية .. وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها على دحره.. قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد جوار ليبيا .. وتمتد إلى عمق أفريقيا.. وفى هذا السياق، فإننى أؤكد على ضرورة الاستمرار فى تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة .. بالتوازى مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.
كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السورى المشروعة.. للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم فى إقصاء غيرهم.. بل امتدت هذه المواجهات حتى فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا فى المغانم.. حتى تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعانى خطر التقسيم.. فى ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.. وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.
وإزاء ذلك الوضع المتدهور .. دعت مصر القوى الوطنية السورية للاجتماع فى القاهرة .. لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف .. بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية .. ذات السيادة على كامل ترابها.. وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها.. ويحترم تنوع مكوناتها .. ويصون انتماءها القومى.
إن تلك القوى الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة .. فى كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسى من الأزمة .. يحقق تطلعات الشعب السورى.
السيدات والسادة
إن دعم مصر السياسى والعسكرى لليمن الشقيق.. ومشاركتها فى الخطوات التى اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية .. قد جاء استجابة لطلب اليمن .. وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه صيانة الأمن القومى العربى.. أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته .. وفى إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيه .. وتحث مصر الأسرة الدولية على بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية .. وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التى تشهدها الساحة العراقية .. ونأمل فى أن تساعد الإصلاحات التى اتخذتها الحكومة على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقى الشقيق .. والمضى قدما على طريق المصالحة الوطنية.
إن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة .. تؤكد ما سبق أن نادت به مصر.. بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات .. والتصدى لظاهرة الإرهاب التى تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة .. وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل .. وربط الهجرة بالتنمية.
إن مصر تستضيف أعدادا متزايدة من اللاجئين.. كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصرى ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التى تقدمها الدولة.. رغم ما ينطوى عليه ذلك من أعباء اقتصادية على كاهل الدولة.. وتأمل مصر فى إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء على المدى القصير .. لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التى يواجهونها .. أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التى أدت إلى هذا الصراع.
السيدات والسادة
لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد.. لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها ..كما أجد من منطلق المسئولية التاريخية كرئيس لمصر.. التى تقف فى قلب تلك المواجهة..أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى.. وفى مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.
تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره .. وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. سوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة .. وإحدى أخطر الذرائع التى يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب .. ولعلكم تتفقون معى على أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء .. حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا .. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها .. وإن ما يشهده القدس والحرم القدسى الشريف .. لدليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.
السيدات والسادة
إننا فى مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخرى .. بجانب دحر التطرف والإرهاب.. لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة .. ويعد انتفاض الشعب المصرى ومطالبته بالتغيير .. تعبيرا عن الوعى بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها .. وصولا إلى تلك الأهداف .. وإذ نعى أن ما حققناه ليس إلا خطوات على مسيرة ممتدة .. فإننا عازمون على استكمالها رغم ما نواجهه من عقبات..وسوف يشهد العام الحالى إجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل.. ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم فى الرقابة والتشريع فى المرحلة القادمة .. التى ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين فى الحرية ..والعيش الكريم.. والعدالة الاجتماعية.
وفى هذا السياق، لابد لى أن أشير إلى إطلاق الحكومة المصرية “استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030” فى مارس من العام الحالى.. بالتزامن مع الحراك الدولى للتوصل إلى أجندة طموحة للتنمية الدولية .. لما بعد عام 2015.. والتى نأمل فى اعتمادها على نحو يأخذ فى الاعتبار المسئولية المشتركة فى مواجهة التحديات .. والتفاوت فى القدرات والموارد .. والتباين فى الإمكانيات والتنوع الثقافى .. فالتنمية حق من الحقوق الأساسية.. وإتاحته وتيسيره .. خاصة للدول النامية وأفريقيا ..هو مسئولية جماعية لاسيما على الدول المتقدمة.
السيدات والسادة
إن الرؤية التى تطرحها مصر هى امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنسانى ذاته.. أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر على أرضهم.. فكان إسهامهم الذى ما يزال حاضرا فى شتى مجالات الحياة .. واليوم، تتطلع مصر لمزيد من المشاركة فى إرساء السلام والاستقرار على المستوى الدولى .. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين.
إن ثقتكم فى دور مصر ستكون بإذن الله فى موضعها .. لأن مصر تقدر المسئولية التى تتحملها فى هذا المنعطف المصيرى .. تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية .. بل وشعوب العالم ككل .. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التى توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
لقد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولى لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها .. كما ظلت مصر على مدى حقب طويلة .. مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب .. ورغم ما مرت به مصر فى مراحل أخرى من صعاب .. وما عانته من كبوات.. يتوق شعبها اليوم أن يكتب التاريخ من جديد.. وإننى لعلى يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين.. سيكون بمقدروهم تحقيق أسمى تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم .. ومن أجل منطقتهم .. بل ولخير العالم أجمع.
وتحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر
شكراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك الدورة ال71 20 /9/2016
السيد/ بيتر تومسون
اهنئكم على تولي رئاسة الجمعية العامة في دورتها الواحدة والسبعين، متمنياً لكم التوفيق فى إدارتها. كما أعرب عن التقدير للسيدموجينز ليكتوفت، رئيس الدورة السابقة على جهوده واسهاماته.

السيد الرئيس
تنعقد الدورة الحالية للجمعية العامة بعد ان أطلقنا مرحلة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها؛ البيئية والاقتصادية والاجتماعية، باعتمادنا لأجندة التنمية 2030، ووثيقة أديس أبابا لتمويل التنمية العام الماضي. ومما لا شك فيه ان تطلع الشعوب، خاصة النامية، لمستوى حياة لائق ونمو مضطرد لهو المسئولية الرئيسية التى نتحملها كقادة وضعت الشعوب ثقتها فينا، وحملتنا هذه المسئولية وفاء للمبادئ الانسانية التي تقود مساعينا. ولكن التحديات والإمكانات المتاحة للدول النامية تحول دون الوفاء بمستوى الطموح الوارد في أجندة التنمية، حيث تفتقر الدول النامية لفرص كافية لتحقيق التنمية المستدامة، إذ تحتاج الى مناخ دولي مناسب، يتمثل في نصيب أكبر من التجارة الدولية وآليات للتمويل ونقل للتكنولوجيا، وتدفق للاستثمارات ومعالجة المديونية، بالإضافة الى ضرورة ايجاد المناخ المواتى للتنمية وطنياً.
وتطالب مصر بدعم دور الدولة لضمان التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة خاصة فيما يتصل بفعالية شبكات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الملكية الوطنية للتنمية. كما تنوه مصر لأهمية تسخير المنظومة المالية العالمية من اجل نظام اقتصادي عالمي عادل يوفر فرصا متكافئة للتنمية ويساعد على تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية. حيث تعد الأمم المتحدة المحفل المناسب لتناول هذه المسائل. وانطلاقا من ذلك، كانت مصر ضمن أول 22 دولة تتقدم بمراجعة طوعية لخططها التنموية فى يوليو الماضى.
لقد توصلنا العام الماضي لاتفاق قائم على مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ. وباعتباري منسق مجموعة الرؤساء الأفارقة لتغير المناخ، أؤكد التزام افريقيا بمواجهة تغير المناخ وفقاً لقدراتها، وتطلعها لتفعيل آليات التنفيذ للاتفاقات الخاصة بنقل التكنولوجيا والتمويل المستدام، ولذا أنشأت مصر المسار الخاص بمبادرة الطاقة المتجددة وطرحتها في إطار رئاستها للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وتنفيذاً لقرارات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة. وتؤكد مصر على أهميتها لتوجيه الدعم لأفريقيا، وعلى أن مواجهة تغير المناخ يجب أن تراعى الإنصاف والحق فى التنمية، والالتزام بمبادئ القانون الدولي واهمها عدم الإضرار وتعزيز التعاون، ومشاركة مختلف الدول فى المشروعات المطروحة، وفقا للقواعد المنظمة لمؤسسات التمويل الدولية وعلى رأسها البنك الدولي.
السيد الرئيس
بعدما أضحى العالم قرية كونية بفعل الآثار الايجابية لثورة تكنولوجيا الاتصالات وحرية تدفق رؤوس الاموال والاستثمارات والتجارة الدولية، ما زلنا نرصد وجها آخر للعولمة بما أفرزته من بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية، حيث ارتبط بها زيادة الفقر واتساع فجوة عدم المساواة واهتزاز العقد الاجتماعي بالعديد من الدول النامية، وقد وضع تضافر تلك العوامل ضغوطاً على تماسك الكيان المؤسسي لتلك الدول. ولعل تلك التحديات والضغوط تمثل أكبر حافز للمجتمع الدولي ليعمل بجدية على توفير أفضل السبل للمؤسسات في كل دولة للاضطلاع بواجباتها والوفاء باحتياجات وطموحات شعوبها.
وفى وسط تلك التحديات التي يموج بها النظام الدولي، استطاع شعب مصر أن يفرض ارادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها بل وتحصين المجتمع من التشرذم والانزلاق نحو الفوضى؛ فأقر دستوراً جديداً يحمى الحقوق والحريات، التي شملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث كفل الدستور المساواة في الحقوق على أساس المواطنة، ورسخ الحماية للفئات التي تحتاج رعاية، الأمر الذي سمح للمرأة بالفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب، ووسع تمثيل الشباب في المجلس. وبدأ مجلس النواب بالفعل في ممارسة سلطته التشريعية ومراقبة السلطة التنفيذية. وعلى الصعيد الاقتصادي تمضي مصر بثبات في تنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى تراعى البعد الاجتماعى ومتطلبات الحياة الكريمة للشعب المصري، كما تنفذ مشروعات قومية عملاقة لتوسيع شبكة الطرق وانشاء محطات الطاقة الكهربائية والمتجددة وتطوير البنية التحتية والقدرات التصنيعية وتوسيع الرقعة الزراعية.
السيد الرئيس
ما زالت منطقة الشرق الأوسط تموج بصراعات دامية، إلا ان مصر استطاعت أن تحافظ على استقرارها وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب، وذلك بفضل ثبات مؤسساتها ووعى الشعب المصري بموروثه الحضاري العميق، وهو أمر يتعين على المجتمع الدولى ادراكه ودعمه لما فى صالح المنطقة والعالم بأسره، لتستمر مصر كما كانت دوما ركيزة أساسية لاستقرار الشرق الاوسط، أخذا فى الاعتبار انها لا تألو جهداً فى الاضطلاع بدورها الطبيعي فى العمل مع الاطراف الإقليمية والدولية لاستعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وعلى رأس النزاعات الدامية فى المنطقة، يستمر الوضع الأليم الذي تعيشه سوريا على مدار السنوات الماضية، والذي تسبب في مقتل مئات الآلاف وتحويل الملايين إلى نازحين ولاجئين داخل أوطانهم وبالدول المجاورة، ومن بينهم نصف مليون سوري استقبلتهم مصر كأشقاء، يلقون معاملة المصريين فيما يتعلق بالرعاية الصحية والتعليم والسكن. إن نزيف الدم في سوريا وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولا استمراره. فالمطلوب واضح، وقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية في جميع أنحاء سورية، يمهد لحل سياسي يحقن الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومؤسسات دولتها، ويحقق طموحات السوريين، ويمنع استمرار الفوضى التي لم تؤد إلا لتفشي الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.