في تاريخ الأجداد الفراعنة ملوك إستطاعوا حفر أسماءهم في سجلات التاريخ بسطور من ذهب،ذلك لما قاموا به من أعمال جليلة خلدتها الأيام لتظل شاهدا علي براعة المصري القديم. من بين هؤلاء الأفذاذ يتبادر إلي ذهني اسم الملك زوسر(نثر خت)أول ملوك الأسرة الثالثة ومؤسسها والذي يشار إليه علي انه الفرعون الذي عاصر سيدنا يوسف نظرا لحدوث مجاعة في عهده استمرت لسبع سنوات رغم عدم وجود براهين قاطعة علي هذه الفرضية. زوسر هو صاحب الإنجازات العظيمة قياسا إلي قلة الإمكانيات في عصره ويكفيه انه يعد أول فرعون يبني لنفسه مقبرتين. أول شيء يمكن أن نستنتجه عند قراءتنا لتاريخ الملك زوسر هو قدرته علي إختيار المعاونين له فقد كانت له رؤية ثاقبة إستطاع بها أن يعرف كيف يختار من يعاونه في بناء مقبرتيه. إختار الملك زوسر واحدا من أبرع المهندسين (امحوتب) الوزير والمهندس العبقري والذي ذاع صيته طوال الحضارة الفرعونية القديمة ليبني له مقبرته الشهيرة والتي بحسب كثير من المؤرخين تعد أول بناء حجري في التاريخ. وقد احدث امحوتب نقلة في فن الهندسة انتقلت بها الحضارة الفرعونية الي درجة الإتقان والإعتماد علي الحجر بأنواعه في بناء المقابر بدلا من الطوب اللبن الذي كان مستخدما قبل ذلك. إذن نستطيع القول بأن عصر زوسر يعتبر عصر انتقال فن المعمار والهندسة الي آفاق جديدة تعتمد علي الحجر وعلي بناء مقابر مرتفعة بدلا من تلك التي كانت تحت الأرض بين الصخور والرمال فهيأ بذلك لتابعيه من أبناءه وأحفاده الرؤية والإرادة علي متابعة بناء المقابر بهذا الشكل الجديد الذي ابتدعه زوسر حتي وصلت الي مرحلة الرقي والإتقان في مقابر خوفو ومن تبعه من ملوك. بني هرم زوسر حوالي عام 2800ق م علي شكل مصطبة مدرجة تتكون من ست طبقات يبلغ ارتفاعها حوالي 60 مترا ويقال أنها كانت مكسية بالذهب. أراد زوسر ان يكون قبره مرتفعا مثلما كان مقامه عاليا في الحياة الدنيا وأراد أن يكون مطلا علي مقابر رجاله وحاشيته حتي يرعاهم في الحياة الاخري مثلما كان يرعاهم وهم أحياء. وقد عثر العلماء علي غرفة دفن الملك زوسر وقد بنيت من الجرانيت وغرفتين مرصعتين بالقيشاني الازرق ووجد تمثال للملك زوسر داخل معبده الجنائزي وله أهمية خاصة حيث يعتبر أحد التماثيل الكبيرة بحجم طبيعي جوالي 144سم من الحجر الجيري الملون والتي مازالت قائمة منذ العصر القديم وهو معروض الآن في المتحف المصري. من أهم إنجازات الملك زوسر قيامه بإعادة ترتيب الجيش ووضع حاميات علي الثغور لحماية الدولة من الغارات الخارجية وحماية الحدود ويذكر انه أقام سورا طوله 12كم عند أسوان لحماية الحدود الجنوبية من هجمات الطامعين. كما تذكر لنا مصادر التاريخ ان زوسر إهتم بتعديل بعض القوانين ومنح مزيد من الصلاحيات لرجال البلاط الحاكم والكهنة. عثر داخل دهاليز هرمه المدرج علي أوان صنعت من الجرانيت والمرمر وحجر الاردواز بالغة الدقة والإتقان. ويعد الملك زوسر أول من أرسل الحملات إلي المحاجر في شبه جزيرة سيناء لإحضار الفيروز والنحاس. حكم زوسر البلاد لمدة 29 عاما عمل خلالها علي النهوض بالبلاد وتكوين جيش قوي لصد الغزاة والمعتدين ومازال هرمه المدرج في سقارة شاهدا علي إبداع المصري القديم في فن المعمار والهندسة. املي وامل كل محب لهذا الوطن أن يتم تدريس تاريخ الأجداد علي نطاق واسع في المدارس والجامعات حتي نربي أولادنا علي حب الوطن والانتماء إليه بعيدا عن الرؤي الظلامية التي دمرت عقول الكثيرين من أبناء هذا الوطن. فتدريس التاريخ الفرعوني ينمي الانتماء والولاء للوطن الغالي ويحارب التطرف وينقل للأجيال القادمة تجارب الأجداد وإنجازاتهم التي مازالت تعلم البشرية الكثير. لقد كان لنا ومازال جيش عظيم يحمي حدودنا ويدافع عنا ويرسي قواعد العسكرية المصرية المشرفة. حفظ الله مصر جيشا وشعبا