هدمت الجرافات الإسرائيلية، بحراسة مشددة من قوات الشرطة، اليوم الخميس، قرية العراقيب في النقب داخل أراضي عام 1948 (شمال بئر السبع)، وذلك للمرة ال132. وقالت مصادر فلسطينية، في تصريحات صحفية، إن الجرافات الإسرائيلية اقتحمت القرية (التي تبعد عن القدس قرابة 110 كيلومترات)، وشرعت بتنفيذ هدم الخيام، والمنازل، وتشريد مواطني القرية من النساء، والأطفال. كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عددًا من مواطني القرية، بحجة عرقلة عمل عناصر الشرطة، والتصدي للهدم. وتتكون العراقيب من أربعين منزلا أغلبها من الصفيح، ويبلغ عدد سكانها نحو ثلاثمائة نسمة ينتمي معظمهم إلى عائلة "الطوري". وتواصل سلطات الاحتلال مخطط هدم عشرات القرى غير المعترف بها وتشريد أهلها بهدف مصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات، وذلك ضمن مخطط تهويد هذه القرى. يأتي هدم العراقيب في الوقت الذي صادقت فيه سلطات الاحتلال على بناء 4 مستوطنات جديدة بالنقب. ويصر أهالي العراقيب على مواصلة خوض معركة الصمود بالأرض وبناء الخيام مجددًا؛ تأكيدًا على رفضهم لمخطط التشريد والتهجير، لاسيما وأنهم يقولون إنهم يملكون وثائق (شهادات ملكية للأرض) صادرة أيام الحكم العثماني، ويستدلون على ذلك بأن مقبرة القرية يعود وجودها إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي. وحين احتلت إسرائيل منطقة النقب -التي تمثل نحو نصف مساحة فلسطين التاريخية- في عام 1949، أصبحت العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف بها إسرائيل، وتحرمها من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها "قرى غير قانونية". وتعمل السلطات الإسرائيلية على هدم هذه القرى وتجميع سكانها في ثمانية تجمعات أقامتها لهذا الغرض، بناء على قرار اتخذته المحاكم الإسرائيلية، رغم أن إجمالي سكان هذه القرى نحو 90 ألف نسمة.