قرار الرئيس مرسي بالمشاركة في أعمال قمة عدم الانحياز التي تبدأ في طهران الخميس المقبل قرار حكيم تبعث مصر عبره برسالة قوية إلي الولاياتالمتحدة مفادها أنها بدأت مرحلة جديدة خرجت فيها من طوق الهيمنة الأمريكية واستعادت تفعيل إرادتها وملكت استقلالية قرارها بعيداً عن ربقة الإذعان للسياسة الأمريكية ورؤية دول خليجية مارست الضغط علي مصر تظل علاقاتها مقطوعة مع طهران بهذه الخطوة الحكيمة تكون مصر قد أعادت التوازن في علاقاتها الخارجية واتخذت الخطوات الأولي صوب استعادة دورها المحوري في المنطقة ولعل ما شجع الرئيس مرسي علي اتخاذ هذه الخطوة استقبال عاهل السعودية للرئيس أحمدي نجاد بحفاوة بالغة لفتت الأنظار في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في مكة في منتصف الشهر الجاري عندما حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي وقوف الرئيس نجاد إلي جانبه أثناء استقباله للزعماء المشاركين في القمة، بالإضافة إلي دعوة العاهل السعودي لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض إمعاناً في إظهار عدم العداء لاتباع المذهب الشيعي ورفض التقسيمات المذهبية والمناطقية والأيديولوجية التي تفتت وحدة المجتمع وتماسكه ولهذا كان يتعين علي مصر اتخاذ خطوة التقارب مع إيران والتي ظهرت بوادرها في العناق الحميمي بين الرئيس مرسي والرئيس نجاد خلال لقائهما في القمة المذكورة مما أعطي مؤشراً علي أن استئناف العلاقات بات قريبا عزز هذا الاقتراح الذي طرحه الرئيس مرسي بتشكيل مجموعة تواصل رباعية لمعالجة الأزمة السورية تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، وهو الاقتراح الذي فاجأ الغرب الممانع لأي مشاركة إيرانية في هذه الأزمة ويظل الأمل معقوداً الآن علي إعلان استئناف العلاقات بين البلدين بعد انقطاع دام أكثر من 32 عاماً، وهي خطوة تمليها المتغيرات الحادثة في المنطقة لاسيما وأنه لا يمكن لمصر أن تكون لها علاقات مع إسرائيل بينما تظل علاقاتها مقطوعة مع إيران الدولة الإسلامية والتي تجمعها وإياها أواصر تاريخية وحضارية ولاشك أن المستجدات التي طرأت علي الساحة هي التي فرضت منطق التحول هذا، لاسيما وأن قطع العلاقات بين الدولتين جاء في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد التي تطالب مصر اليوم بضرورة تعديل فقراتها ومراجعتها وإلغاء بعض ملاحقها الأمنية التي تحد من السيادة المصرية علي سيناء عودة التقارب بين مصر وايران سيصب بالايجاب في صالح الدولتين ولكنه في المقابل سيزعج الكيان الصهيوني كثيراً ويزعج الولاياتالمتحدة التي استمرت فرض شروط الإذعان علي مصر في الماضي رسالة الرئيس مرسي تقول بالفم الملآن مصر اليوم غير مصر الأمس اليوم خرجت من بوتقة الحصار الأمريكي بعد أن استعادت إرادتها وملكت حريتها وباتت تتبني سياسة خارجية مستقلة عن أجندات الغرب ودول الخليج بالتقارب مع إيران تكون العلاقات علي طريق العودة إلي وضعها الطبيعي وفتح فصل جديد في مسار السياسة الخارجية والعلاقات الدولية وعندئذ يكون قد آن الأوان لترفع أمريكا يدها عن مصر