طلبت السعودية والامارات وقطر والكويت والبحرين من مواطنيها الموجودين في لبنان مغادرة هذا البلد فورا بعد انتشار موجة من اعمال الخطف التي طاولت سوريين خصوصا، وفي ظل تهديدات باستهداف "الداعمين للجيش السوري الحر". كما جددت هذه الدول الخليجية الخمس تحذير مواطنيها من السفر الي لبنان بسبب تداعيات النزاع في سوريا علي الوضع في هذا البلد. واطلقت الامارات تحذيرا في هذا السياق بعد تلقي سفارتها في بيروت معلومات عن استهداف مواطنيها، كما نقلت وكالة الانباء الرسمية مساء الاربعاء. واكد بيان نشرته وكالة الانباء الاماراتية ان الخارجية تدعو "مواطني الامارات الي عدم السفر الي الجمهورية اللبنانية الشقيقة في الوقت الحاضر '...' وجميع مواطني الدولة الموجودين في لبنان 'الي' ضرورة مغادرته فورا". وذكر البيان ان "هذا التحذير يأتي بعد تلقي سفارة الدولة في بيروت معلومات عن استهداف مواطني دولة الامارات ونتيجة للظروف السياسية الصعبة والحساسة المحيطة بلبنان الشقيق". وقال وكيل وزارة الخارجية في البيان ان "السفر في الوقت الحالي الي لبنان قد يعرض مواطني الدولة للخطر". بدوره اكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان عبر حسابه علي موقع تويتر ان الخارجية تطلب من المواطنين "عدم السفر الي لبنان" ومن الموجودين فيه "المغادرة فورا" مشير الي انه "مع الاسف، الوضع في لبنان في غاية الخطورة". وقال الشيخ عبدالله في تغريدة اخري ان "الحكومة اللبنانية عليها واجب حماية المواطن الخليجي، ولكن مع الاسف اين هي هذه الحكومة". وفي بيروت، نصحت السفارة السعودية رعاياها الموجودين في لبنان بالمغادرة فورا. ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام عن السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري انه "طلب من جميع الرعايا السعوديين مغادرة لبنان فورا بعدما اصبحت التهديدات معلنة". واضاف انه طلب "من جميع السعوديين عدم زيارة لبنان نهائيا في ظل الظروف الراهنة"، نافيا علمه "باختطاف اي مواطن سعودي في لبنان". بدورها، طلبت قطر من مواطنيها في لبنان المغادرة فورا. وبثت الوكالة الرسمية بيانا مقتضبا جاء فيه انه "بسبب عدم استقرار الاوضاع الامنية تدعو سفارة دولة قطر في بيروت المواطنين القطريين الي مغادرة لبنان فورا، وتذكر المواطنين بالقرار الصادر عن وزارة الخارجية في شهر ايار/مايو الماضي بعدم السفر الي لبنان حرصا علي امنهم وسلامتهم". من جهتها، قالت الكويت في بيان رسمي انها تجدد تحذير مواطنيها "من السفر الي لبنان وتطلب من رعاياها المتواجدين هناك المغادرة". ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن مصدر مسؤول في الخارجية قوله ان هذا التحذير سببه "الخشية من تردي الاوضاع الامنية علي الساحة اللبنانية نتيجة التداعيات المتسارعة للاوضاع في سوريا". بدورها، طلبت الخارجية البحرينية من "كافة المواطنين المتواجدين بالجمهورية اللبنانية مغادرتها فورا وذلك لتردي الأوضاع الأمنية هناك مما قد يعرض حياتهم للخطر". ودعت الخارجية البحرينية في بيان بثته الوكالة الرسمية للمملكة المواطنين الي عدم التوجه الي مناطق التوترات والتهديدات. كما دعت الخارجية المواطنين الي "عدم السفر الي الجمهورية اللبنانية وذلك للظروف الأمنية والسياسة الراهنة هناك". ويأتي ذلك بعدما تعرض عشرات المواطنين السوريين في لبنان للخطف الاربعاء كما تم الاعتداء علي بعض ممتلكاتهم ومحالهم في مناطق متفرقة من بيروت ومحيطها من قبل اهالي اللبنانيين الشيعة الذين تخطفهم في سوريا مجموعة مسلحة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد. كما وجهت جهات عشائرية شيعية تهديدات باستهداف الدول الداعمة للجيش السوري للحر، وخصوصا للدول الخليجية لاسيما السعودية. ودان رئيس رابطة آل المقداد، وهي عشيرة شيعية كبري خطف احد ابنائها في سوريا من قبل مجموعة قالت انها جزء من الجيش السوري الحر، في تصريح اعلامي مقتضب بثته القنوات التلفزيونية اللبنانية "التعدي علي ارواح وممتلكات السوريين في لبنان"، لكنه اعتبر ان "اولئك الذين يدعمون الجيش السوري الحر الارهابي هم اهداف لنا". وفي حين اكد المقداد خطاف مواطن تركي، قال انه "لا يملك معلومات عن اختطاف مواطن سعودي" كما اشارت بعض التقارير الاعلامية. واضاف انه ينصح السعوديين بمغادرة الاراضي اللبنانية "قبل فوات الاوان"، موجها اليهم النصيحة بعدم سلوك طريق المطار "حفاظا علي سلامتهم". وكانت الامارات دعت مواطنيها في 12 ايار/مايو الي عدم السفر الي لبنان وطلبت من الموجودين في هذا البلد مغادرته. واتخذت قطر والبحرين والكويت تدبيرا مماثلا وذلك مع تعاظم المخاوف من تأثيرات الازمة السورية علي الداخل اللبناني. وجددت الامارات الطلب نفسه في حزيران/يونيو.