أهاب الأزهر الشريف بكافَّة وسائل الإعلام التزام الحيطة والدقة، وعدم السماح لكل مَن تزيَّا بزيِّ الأزهريين أن يتحدث باسم الأزهر الشريف أو علمائه، مؤكدا أن الناطق الرسمي في الأزهر هو مَن تخوله المشيخة لأداء هذه المهمة. وجاء بيان الأزهر الشريف اليوم بعدما لوحظ في الآونة الأخيرة أن البعض يتكلم في وسائل الإعلام مدعيًا أنه يمثِّل الأزهر الشريف، وبهذه المناسبة يُذكِّر الأزهر ويُنبِّه علي أنه ليس كل مَن يدَّعي هذه الصفة وخاصة في هذه المرحلة الحرجة من حياة الوطن أنه يتحدث رسميًّا باسم الأزهر، حتي وإن كان من خرِّيجي الأزهر ويرتدي الزي الأزهري؛ لأن الذي يمثل الأزهرَ الشريف فعلاً هو الذي يلتزم بالمنهج الذي يسير عليه الأزهر الشريف قولاً وفعلاً، والمتمثِّل في الفكر الوسطي المعتدل الذي يراعي قواعد الشرع والمصلحة العليا للأمة. وفي سياق منفصل، طالب فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - المصريين بالخارج أن يكونوا مساهمين بصورة فعالة في عودة العمل ودفع عجلة الإنتاج إلي الأمام؛ لأنَّ مصر لها حق عليهم، وبحاجة إليهم في هذه المرحلة الحرجة. وقال فضيلته خلال استقباله وفد الجاليات المصرية بالخارج برئاسة المهندس محمد ريان، رئيس اتحاد الجاليات المصرية، وبحضور رفعت حسن، وزير القوي العاملة: إنه يقدر النجاح الباهر للمصريين في الخارج في أوروبا وأمريكا وآسيا، واعتزازهم بمصريتهم دائمًا، مشيرًا إلي اهتمام الأزهر بأبناء مصر في الخارج لأنهم يمثلون رصيدًا هائلاً علي المستوي العلمي والأدبي. وأشار فضيلته إلي أن أبناء مصر في الخارج يمثلون طوقًا للنجاة لوطنهم، وعليهم أن يضعوا اللبنات التي تسهم في تقدُّم الوطن وانتشاله من مشاكله المتعددة؛ مثل البطالة والأمية والصحة والاقتصاد، وعلي كل مصري أن يعيش هموم بلده. ومن جانبهم أكد أعضاء الوفد مساندتهم ودعمهم للأزهر الشريف كمرجعية للأمة الإسلامية، ومساندتهم لوثيقة الأزهر لدعم الحريات، مطالبين الأزهر بضرورة إنشاء مجموعة من المعاهد الأزهرية في الخارج، بتمويل منهم، علي أن يتولي الأزهر تزويدها بالمناهج والعلماء؛ لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل؛ حمايةً لأولادهم من الأفكار المتشددة بالخارج. كما طالبوا فضيلة الإمام الأكبر بضرورة المشاركة في المؤتمرات الدولية التي تعقدها الجاليات الإسلامية؛ لما للأزهر وشيخه الأكبر من مكانة مميَّزة في وجدان جميع أبناء الأمة، والذين يتطلعون بشغف إلي الاستماع إلي حكمة ووسطية الأزهر، في وقت تنفق فيه كثير من الدول مليارات من الدولارات لنشر فكرها وأيدلوجياتها. ومن جانبه أبدي فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر التام لتلبية طلبات المصريين بالخارج، مؤكدًا حرصه علي دعم ونشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي يمثله الأزهر في جميع أنحاء العالم؛ لحماية أبناء المسلمين من أي فكر قد يؤثر علي مسيرتهم العلمية والفكرية والحضارية.#