أعلنت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان والتابعة لوزارة الصحة والسكان عن الانتهاء من أول مسح قومى للصحة النفسية و معدل انتشار الاضطرابات النفسية بجمهورية مصر العربية. المسح والذى حصلت الأسبوع على نسخة منه وتنفرد بعرض نتائجه هو الأول من نوعه حيث قام المسح بدراسة الاضطرابات النفسية والتى يعانى منها المصريين على مستوى محافظات الجمهورية. ومن جانبها أعلنت الدكتورة مننن عبد المقصود الأمين العام للصحة النفسية أن هذه الدراسة والتى جاءت تحت اشراف وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية قامت بها الأمانة إيمانا بكونها الجهة الإشرافية المسئولة عن تطوير خدمات الصحة النفسية وعلاج الادمان . وأضافت"وتنفيذا لاهداف الاستراتيجيات الصحة النفسية الدولية والمحلية على محور تنمية الدراسات البحثية فإن الأمانة قامت بإعداد هذه الدراسة بعد مرور 10 أعوام من أخر دراسة بحثية مشابهة" وأوضحت ان الامانة ستسعى من خلال النتائج التى توصلت اليها من خلال هذه الدراسة إلى تعزيز خدمات الصحة النفسية على مستوى الجمهورية من خلال رصد الفجوة بين معدل انتشار الاضطرابات النفسية والخدمات المتاحة بكل محافظة ومن ثم التوسع فى مساحة وحجم الخدمات النفسية التخصصية لتشمل كافة المحافظات والعمل على دمج خدمات الصحة النفسية بوحدات الرعاية الأولية والمسشفيات العامة التابعة لوزارة الصحة والسكان وإرساء نظام شامل لتحويل الحالات النفسية الحرجة الى مستشفيات الصحة النفسية المتخصصة على مستوى الجمهورية " الدكتورة نهاد صبرى رئيس وحدة الأبحاث بالأمانة والمشرف على البحث أكدت أن العقود الماضية شهدت تغيرا حاسما فى مفاهيم الصحة النفسية وادراك اهميتها وفى سبل اتاحة الرعاية والعلاج للأفراد المصابين باضطرابات نفسية " أضافت"فخلال العقد الماضى شهد مجال الصحة النفسية تحولا كبيرا من خلال خدمات الصحة النفسية فى مصر فقد تزايد التركيز على التدخل المبكر وثقافة التعافى مؤكدة ان هذه الدراسة تعد الدراسة البحثية الاولى من نوعها فى تمثيل كافة محافظات الجمهورية. الدراسة والتى تم تقسيمها الى عدة اقسام للكشف عن عدد الأسر بكل محافظة من ال27 محافظة اكدت ان الامانة العامة للصحة النفسية هى الجهة الحكومية المسئولة عن تقديم خدمات الصحة النفسية وعلاج الادمان وكان يتبع الامانة 15 مستشفى ووصل الان الى 18 مستشفى ومركز لتقديم الخدمات الصحة النفسية وعلاج الادمان فى كافة محافظات الجمهورية وأشارت الدراسة ان الهدف من جعل الخدمات النفسية متاحة جغرافيا واقتصاديا لمتلقيها هو تسهيل ادماج ومشاركة الافراد داخل المجتمع، لافتة ان العقبة الرئيسية تتمثل فى الافتقار الى الدراسات المناسبة اللازمة للكشف عن بيانات الصحة النفسية بصورة تعكس مشاكل الصحة النفسية الحالية على المستوى المحلى . الهدف من الدراسة يعد الهدف الاساسى لهذا المسح القومى-وكما اشارت الدراسة - هو تزويد الامانة العامة للصحة النفسية وعلاج الادمان ببيانات دقيقة عن الوضع الراهن لمشاكل الصحة النفسية لتحقيق هدفها الرئيسى المتمثل فى انشاء خمات صحية نفسية ميسرة تغطى جميع السكان الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة النفسية مع مراعاة التوزيع الجغرافى. عينة البحث وأشارت الدراسة انه تم اختيار عينة عشوائية من افراد الاسرة المقيمين فى المنازل المصرية وتم تصميم عينة البحث من قبل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء حيث تم تصميمها لتكون ممثلة على مستوى جميع محافظات الجمهورية وبلغ حجم العينة التقديرية 22 الف اسرة موزعة فى المحافظات الحضرية والريفية وموزعة بالتناسب مع حجم الاسر فى المحافظة وبلغ اجمالى حجم القطع السكانية 1000 قطعة وحجم القطعة هو 22 اسرة فى كل قطاع وأشارت الدراسة انه تم توزيع 45% من العينة على سكان الحضر بواقع 450 قطعة اى 9900 اسرة و55% من العينة للريف بما مجموعه 550 شريحة اى 12100 اسرة نتائج المسح القومى كشفت الدراسة عن عدد من النتائج الهامة المتعلقة بمعدل انتشار الامراض النفسية فى مصر حيث اوضح البحث ان انتشار الاضطرابات النفسية على مدار ال12 شهرا فى العينة والتى تم فحصها ما يقرب من 1 الى 4 اشخاص من المفحوصين اى بمعدل 25% وأشارت الدراسة ان الاضطرابات الاكثر انتشارا هى اضطرابات المزاج "الاكتئاب"بمعدل 43.7% وجاء فى المركز الثانى اضطرابات تعاطى المخدرات بنسبة 30% وأوضحت ان هذه النتائج اقل من النتائج حول تواتر الاضطرابات النفسية فى المجتمع التى تم الكشف عنها فى معظم الدراسات فى جميع انحاء العالم حيث كانت اضطرابات القلق هى الاضطرابات الاكثر انتشارا فى الولاياتالمتحدةالامريكية أضافت "وتتناقض هذه النتائج مع نسبة الاشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسى ويتلقون العلاج لحالتهم حيث كانت نسبتهم منخفضة جدا بواقع 0.4% فقط وأظهرت الدراسة ان انتشار الاضطرابات النفسية اكثر فى المناطق الريفية من المناطق الحضرية وهو ما يشير الى الحاجة لتوجيه تخطيط الخدمات النفسية الى المناطق الريفية وتشير الدراسة الى ارتفاع معدل انتشار الاضطرابات النفسية فى المنيا وهى واحدة من اكبر محافظات الصعيد وجاءت نسبة انتشار تعاطى المخدرات 2% وهذا ما يوضح اهمية زيادة الاهتمام بتخطيط خدمات علاج الادمان وأشارت الدراسة ان غالبية الاضطرابات النفسية تظهر فى شكل اضطرابات مزاجية لذلك ينبغى ان يتم تطوير خدمات الصحة النفسية لتكون على اتصال وثيق من نظام الرعاية الصحية الاولية بالاضافة الى اهمية تدريب اطباء الرعاية على الصحة النفسية وأكدت الدراسة ان الاختلافات لم تكن واضحة بين توزيع المرض النفسى بين المتزوجين وغير المتزوجين وهذا ما يؤكد ان الزواج ليس عاملا وقائيا ضد الاضطرابات النفسية كما كان معتقدا فى الدراسات السابقة أضافت"بينما اعتبر الوضع الاجتماعى والاقتصادى احد عوامل الخطر لحدوث الاضطرابات النفسية التى هى اكثر انتشارا فى المجتمعات الاجتماعية والاقتصادية المصنفة منخفضة ومنخفضة جدا وأشارت ان الامراض النفسية اكثر ظهورا فى فئة العمال غير المهرة فى مصر وتشير هذه النتيجة الى ان عدم وجود مهنة محددة يرتبط بمزيد من المعاناة الصحية والنفسية. وأوضحت الدراسة انه بدراسة عوامل المخاطر الاخرى فكشف ان وجود تاريخ عائلى للاضطرابات النفسية هو واحد من اكثر العوامل توافقا مع المرض النفسى فى حين ان ممارسة الانشطة الاجتماعية يرتبط بشكل كبير مع انخفاض انتشار الامراض النفسية وهذا يدل على اهمية ادراج الانشطة الاجتماعية والتدريب وأشارت الدراسة ان زيادة متوسط العمر يرتبط ارتباطا كبيرا بالامراض النفسية وهى حقيقة تزيد من اهمية دراسة كبار السن والمجموعات المسنة فى مصر من اجل الوقوف على الاضطرابات النفسية المنتشرة بينهم وما يرتبط بها من عوامل وأوصت الدراسة بضروروة اجراء المزيد من التحليل لنتائج الدراسة للكشف عن درجة الاعاقة ومستوى العجز الوظيفى ومستوى الاعاقة الوظيفية المرتبطة بالاضطرابات النفسية المختلفة وتحليل سلوكيات الافراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية إعداد المترددين على مستشفيات الصحة النفسية خلال العام الماضى وطبقا لاخر احصائية اعلنت عنها الامانة العامة للصحة النفسية فان اعداد المترددين بلغ 675 الف مريض بالعيادات النفسية وعيادات الادمان بالمستشفيات التابعة للامانة العامة والبالغ عددها 18 مستشفى بمختلف محافظات الجمهورية وأوضحت الامانة اان المرضى الذين ترددو على العيادات النفسية 527 الف مريض، فيما استقبلت عيادات الاطفال والمراهقين 39 الف حالة للاطفال و22 الف للمراهقين، لافتة الى أنه بلغ عدد الزيارات لعيادات الإدمان 87 الف زيارة. بينما تم حجز 4500 حالة من المترددين على العيادات بالمستشفيات التابعة للامانة العامة للصحة النفسية وعلاج الادمان، مشيرة الى أن زيادة الاعداد ترجع الى زيادة الوعي لدى المجتمع عن المرض النفسي.