أقيمت على هامش معرض الإسكندرية للكتاب ندوة بعنوان "مستقبل الثقافة ورؤية 2030"، بحضور الدكتور محمد رفيق خليل، رئيس أتيليه الإسكندرية وعطا الله الجعيد، رئيس نادي أدب الطائف من السعودية، وأدار اللقاء محمد غنيمة. أوضح الدكتور محمد رفيق خليل، الفارق بين ثقافة المستقبل ومستقبل الثقافة، لافتاً إلى أننا نحتاج في المستقبل إلى ثقافة التفكير العلمي والفكر النقدي بدلاً من الفكر التسليمي في الفنون والآداب والثقافة والاقتصاد، مشدداً على ضرورة تسلح مثقف القرن الحادي والعشرين، بالتعليم في العلوم المختلفة، فهناك أشياء كثيرة نشأت في العلم كالنانو تكنولوجي والتي يحتاجها المثقفون العرب. وحذر "خليل" من وجود مؤامرات وغزو فكري في العالم، مشيراً إلى أن التأثير الثقافي العالمي يختلف عن الغزو الفكري، مبديا ارتياحه لوجود مكونات كثيرة في الثقافة العربية، منوعة بين الثقافة الإسلامية والعربية والمسيحية، والنوبية، والأمازيغية، وكذلك الثقافة الأوروبية، وهذا يعتبر إثراء للثقافة العربية. وأكد "خليل" على ضرورة أن تكون ثقافتنا في المستقبل مبنية على تقبل واحترام الآخر سواء دينياً أو ثقافياً، وعدم قمع أي مكونات فكرية، فالعلاقة بالآخر إما أن تكون علاقة نفي وإنكار أو عداء ومن الممكن أن تكون قبولاً له. وتحدث "خليل" عن دور الدين والثقافة، قائلاً: "إن ربط الدين بالسياسية وربطه بالتاريخ خطيئة كبرى، خاصة أن هناك فارقا بين الدين والتدين" متابعاً:"أنا ضد كلمة تجديد الفكر الديني ولكنني مع تحديث الخطاب الديني ولا أعني فقط تحديث الفكر الإسلامي ولكن أيضا الفكر المسيحي، وينبغي في المستقبل أن نكون صناعا للعلم وليس مستهلكين للعلم". وتحدث عطا الله الجعيد، عن مستقبل الثقافة في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، مؤكداً أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، يسعي جاهداً إلى تغيير نمط الثقافة في السعودية والإنفتاح على الأخر وتمثل ذلك جلياً خلال زيارته الأخيرة لمصر والتي زار خلالها الأزهر والكنيسة فضلاً عن الاوبرا المصري. وتطرق "الجعيد" إلى دور الأندية الأدبية في السعودية والتي سبقت رؤية السعودية لمستقبل السعودية في 2030، مشيراً إلى أن مصر ستكون ضيف شرف لمهرجان سوق عكاظ هذا العام، والذي يقام في مدينة الطائف وستكون مشاركة في كافة الأنشطة الثقافية. وأكد "الجعيد" أن بلاده توجهت أيضاً خلال الفترة الماضية إلى إنشاء المكتبات العامة في شتى أرجاء المملكة العربية السعودية، مما كان له بالغ الأثر في إثراء الحركة الثقافية في المملكة.