ذكرت صحيفة 'الجارديان' البريطانية أن الحكم علي الرئيس المصري السابق حسني مبارك في اتهامه في قضية قتل المتظاهرين السبت لن يطفئ وحده غضب المصريين, لكن أيا كان الحكم الصادر فإنه يبعث برسالة قوية لأي رئيس مصري مستقبلي مفادها أن السلطة التنفيذية ستخضع لسيادة القانون. ولفتت الصحيفة - في تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني - إلي أن وزير الداخلية الأسبق في عهد مبارك حبيب العادلي وكذلك 6 من كبار مساعديه فضلا عن مبارك ونجليه يواجهون جميعهم تهما بالتواطؤ ومحاولات قتل المتظاهرين السلميين مناهضا للحكومة, فضلا عن تورطهم في إصابة أكثر من 1800 مواطن بين يومي 25 و31 يناير من العام الماضي. وقالت الصحيفة إن مبارك يعد أول رئيس لدولة عربية يمثل بشخصه كمتهم أمام محكمة قانون عادية, موضحة أن زين العابدين بن علي رئيس تونس المخلوع تم إصدار الحكم عليه غيابيا, وصدام حسين الرئيس العراقي الراحل حوكم أمام محكمة خاصة في يونيو عام 2005. وأضافت الصحيفة أن القاضي أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة له سلطة تقديرية تمكنه من تأجيل إصدار الحكم في القضية, وفي حال قيامه بتأجيل القرار فقد يعزي ذلك إلي تزامن النطق النهائي في هذه القضية مع معركة الانتخابات الرئاسية الشرسة والخشية من أن يكون للأحكام وقع سيئ علي اختيار خليفة مبارك القادم. وأشارت صحيفة 'الجارديان' البريطانية إلي نتيجة الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن انحصار المنافسة علي منصب الرئيس المصري بين محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر علي البرلمان, وأحمد شفيق قائد القوات الجوية سابقا الذي تولي رئاسة الوزراء لفترة وجيزة في نهاية حكم مبارك. وأوردت الصحيفة آراء المراقبين ممن تابعوا وقائع محاكمة مبارك حيث يرون أن إصدار حكم البراءة لمبارك هو أمر قابل للحدوث الواقعي تماما, حيث صرح المدعي العام الرئيسي في القضية أنه علي وجه العموم فإن أمن الدولة وغيرها من الأجهزة المتورطة في إطلاق النار رفضت التعاون معه في اجراء التحريات والتحقيقات وتسليم المعلومات المطلوبة, وبرغم أن إصدار مبارك لأمر إستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين هو أمر متوقع, إلا أن هذا الإتهام لا يبدو أنه قد أثبت فعليا. واستطردت الجارديان بالقول إن مبارك متهم أيضا بتقاضي رشوة من مطور منتجع شرم الشيخ, الي جانب اتهامات الفساد الأخري, كذلك نجليه علاء وجمال متهمان بقبول الرشاوي وهي فيلات في شرم الشيخ مستغلين في ذلك نفوذ والدهما. ولفتت الصحيفة إلي أن محاكمة مبارك ووزير داخليته أمام محكمة جنائية عادية تخضع للقانون الجنائي تأتي علي النقيض تماما من المحاكمات التي عقدت أمام محاكم قضاء عسكرية لما يقرب من 12 ألف مدني, منذ أجبر مبارك علي التنحي من منصبه في فبراير من عام 2011. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة لم تبين كيفية استجابتها للحكم المتوقع صدوره في قضية مبارك, وكذلك فإن النائب العام لم يوضح ما إذا كان يعتزم تقديم مبارك للمحاكمة في التهم الأخري المتعلقة بحقوق الإنسان واتهامات الفساد بعد الحكم عليه في قضية قتل المتظاهرين. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه في حال أعلن القاضي أحمد رفعت الحكم النهائي غدا السبت, فمن المتوقع أن تشهد مصر المزيد من تعكير الأجواء, وإشاعة مناخ من التوتر السياسي في مصر, إلا إن ذلك لا ينفي أن إصدار الحكم سوف يكون بمثابة عبرة وتذكير لمن سيصبح رئيسا لمصر بغض النظر عن مضمون الحكم