أكد فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكافحة الإرهاب، أنه جاء إلى مصر لمناقشة واحدة من أكبر التحديات في العالم اليوم وهى "آفة الإرهاب" ، مشيرًا إلى أن مصر لها تجربة طويلة وثابتة على خط المواجهة للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. جاء ذلك على هامش زيارتة لمصر و لقائة بعدد من القيادات السياسية وكبار المسؤولين الحكوميين و الدبلوماسيين والخبراء بالنادى الدبلوماسى. وقال فورونكوف، إنه سعيد بوجودة في مصر، أرض العجائب القديمة والشعب الأبي الذى ساهمت إبداعاته وإنجازاته إسهاما كبيرا في تقدم للبشرية، وأوضح فورونكوف، أنه يشيد بشجاعة وتضحيات الشعب المصري الذي يواجه هذه الآفة بعزم وثبات، كما أعرب عن تعاطفه وتضامنة العميقين مع ضحايا الإرهاب في مصر. وأضاف أن زيارته لمصر جاءت بغرض إرسال رسالة بسيطة، وهى أنه لا شيء يمكن أن يبرر الإرهاب، موضحًا أن الإرهاب هو إهانة لكرامة الإنسان ، ومن ثم، فإن مكافحتة ينبغي أن تجمع كل دول العالم . وأكد فورونكوف، أن مكافحة الإرهاب في مصر أو بلجيكا أو روسيا أو إندونيسيا أو ترينيداد وتوباغو أو في أي مكان بالعالم ، يجب أن تهم الجميع ، موضحا انه لا يمكن لأي بلد أن يدعي لنفسة الحصانة سواء من التهديد نفسه أو من انتشاره المحتمل، أو من العواقب الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والإنسانية المدمرة للإرهاب اليوم. وأكمل فورنوكوف، أن تنظيم داعش الإرهابى ، تعرض لسلسلة من النكسات العسكرية المدمرة في العراق وسوريا وجنوب الفلبين. ومع ذلك، لم يحن الوقت بعد لنهنىء أنفسسنا بالنصر لأنه لا يزال المنتسبون لهذا التنظيم يشكلون تهديدا كبيرا ومتزايدا في جميع أنحاء العالم، كما هو الشأن بالنسبة لتنظيم القاعدة وتابعيهم ، فضلا على تشكيل الإرهاب تهديدًا لم يسبق له مثيل للسلم والأمن والتنمية على الصعيد الدولي. وأوضح فورنوكوف، أنه مع تصاعد حدة الصراعات وعددها على مدى العقد الماضي، ازدادت الهجمات الإرهابية وانتشرت و تدمرت المجتمعات وتزعزع استقرار مناطق بأكملها ، مؤكدًا أن تهديد الإرهاب يتجاوز الثقافات والحدود الجغرافية ولا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو جنسية أو مجموعة عرقية. وقال فورنوكوف، أن خطر الإرهاب يتطور باستمرار، ونحن بحاجة إلى أن نكون متقدمين خطوة واحدة على الأقل لاستباق الهجمات الجديدة ومنعها ومكافحتها، مؤكدًا أن الإرهابيون ليسوا في وضع خمول، بل هم بصدد السعي النشيط عن الضربة التالية التي يمكن أن يوجهونها والفرصة الجديدة التي يمكنهم استغلالها. وطالب فورنوكوف على ضرورة ان يتحد العالم و أن نركز الجهود في مواجهة هذه التهديدات الناشئة، مؤكدًا أن محاربة الإرهاب مسؤولية مباشرة تقع على عاتق الدول ذات السيادة. وإذ نسلم بهذا الدور الوطني الأساسي، فإننا في الأممالمتحدة ملتزمون بزيادة دعمنا من حيث النطاق والفعالية والأثر للدول الأعضاء بناء على طلبها. وأشار فرونوكوف، أن الأمين العام للأمم المتحدة جعل منع الإرهاب ومكافحته من أهم أولوياته مشددا على موضوعين رئيسيين في رؤيته لمحاربة الإرهاب، في إطار يقوم على حقوق الإنسان وسيادة القانون، أولها: تعزيز التعاون الدولي والحماية وثانيا الوقاية من الإرهاب بما يتسق مع روح الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب. وأضاف، قد حان الوقت لعهد جديد من التعاون العملي وتقاسم المعلومات لحرمان الإرهابيين من أي فرصة أو أي ثغرة، مشيرًا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، سيقوم بعقد مؤتمر رفيع المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء يومي 28 و 29 يونيه القادم من أجل تعزيز التعاون وتبادل المعلومات في حينها وبطريقة آمنة، واستحداث طرق جديدة ومبتكرة للتصدي للإرهاب، لافتا إلى أن الجميع يعرف أن الكفاح ضد تنظيم داعش الإرهابى والمنتسبون له أبعد ما يكون عن النهاية، مطالبًا بضرورة أن يظل المجتمع الدولى ملتزمين وموحدين في التصدي لهذه الآفة.